الخميس 28 نوفمبر 2024

فن

"كيف خرب الإخوان السودان؟".. فصل من كتاب إسلام أردوغان لـ"سعيد شعيب"

  • 19-10-2020 | 11:55

طباعة

"الهلال اليوم"، تنشر فصلًا من كتاب "إسلام أردوغان" للكاتب سعيد شعيب، الفصل بعنوان "مقبرة السودان" وجاء فيه: 


"كانت مفاجأة متوقعة أن يتخلى الإخوان عن ابنهم البار السفاح عمر البشير, فهذه هي عادتهم, لأن موجة رفض الحكم الإخواني الذي استمر 30 عاماً كانت عاتية, فقرروا المشاركة على استحياء في الإطاحة به, ومحاولة تزوير التاريخ للتبرأ منه وإشاعة أنه, أي البشير كان ديكتاتورا عسكريا, وهم كما يرددون مع الديمقراطية والحرية  ... إلخ (1).

 جماهير السودان ثارت ضد البشير ليس فقط لأنه رجل عسكري, ولكن أيضاً لأنه حكم السودان منفذاً أيديولوجية الإخوان طوال 30 عاماً التي قسمت السودان وحولته إلى خرابة. لذلك لن تجد على موقع الإخوان الرسمي أي انتقاد لما يسمونه الآن ديكتاتورية البشير, بل ستجد مدحا. 

متى بدأت حركة الإخوان في السودان?

كان أول اتصال للإخوان في مصر بالسودان عام 1936 عبر  الشيخ عبد الله حمد التاجر الذي زار مكتب الإرشاد, وجلس مع الإمام الشهيد حسن البنا في إحدى ليالي شهر أبريل, وتم اعتماده مندوباً للإخوان في السودان لنشر أفكارهم وتجنيد أعضاء جدد للانضمام.  لكن الدعوة بشكلها المنظم, كما يقول الموقع الرسمي للإخوان في مصر, بدأت عام 1943م بعد أن قابل صادق عبد الله عبد الماجد,  حسن البنا.  في عام 1944م أرسل  البنا وفداً فيه الطالب السوداني جمال الدين السنهوري, وبعدها أرسل صلاح عبد الحافظ وجمال الدين السنهوري  لنشر دعوة الإخوان, مما أدى إلى تكوين أول لجنة للإخوان  برئاسة إبراهيم المفتي. ولم تتوقف الوفود الإخوانية عن زيارة السودان لمزيد من الربط بإخوان مصر, ونشر الدعوة هناك.  وبعد أن تم حل جماعة الإخوان في مصر عام 1948م هاجر عدد كبير من الإخوان المصريين إلى السودان من مختلف التخصصات, وأسهم ذلك في تركيز الجهود لبناء حركة إخوانية شاملة لكل قطاعات المجتمع (2).

 تغيرت مسميات الإخوان في السودان طبقاً لتغير الظروف وتغير التحالفات, لكنها حافظت جميعاً على أسس أيديولوجية الإخوان. الحزب الاشتراكى الإسلامي 1949 1954,  أسسه مجموعة طلاب كرد فعل على موجة الشيوعية والإلحاد بالجامعة كما يقول الموقع الرسمي للإخوان. أي لا توجد مشكلة في التخفي وراء أي عنوان حتى لو كان الاشتراكية. وبعد ذلك أسسوا مباشرة جماعة الإخوان المسلمين 1954 1964 واختيار المراقب العام الأول  محمد الخير عبد القادر . و جبهة الميثاق الإسلامي 1964– 1969 وهي تحالف إسلامي بين الإخوان والسلفيين والطريقة التجانية الصوفية, وتكون هذا التحالف لخوض انتخابات 1964.  وفي عام  1969 تم انتخاب د.  حسن الترابى أمينا عاما لجماعة الإخوان وهو الأستاذ والأب الروحي لعمر البشير فيما بعد.

 في عام 1986  شكل الإخواني حسن الترابي الجبهة الاسلامية القومية. وكما يقول الموقع الرسمي للإخوان لم يكن الناس يفرقون بين الإخوان وحسن الترابي وفريقه لأنه كان رئيس الإخوان في السودان, وأيضاً لأن أغلب تنظيم الجبهة كان من الإخوان.  أي أن الترابي أسس فرعاً جديداً للإخوان تحت اسم جديد, فالهدف واحد وهو أسلمة المجتمع و تأسيس حكم الشريعة الإسلامية في السودان .

 كما يقول الموقع الرسمي للإخوان استطاعت الجبهة اختراق البرلمان و الحكومة و الجيش و المنظمات المحلية والاقليمية و منظمات رعاية المرأة و الشباب . وعن طريق اختراق الجيش جاء الشاب  عمر البشير الإخواني .  وتم تعيين أحد قياداتهم وزيراً للداخلية, وحصلوا على عدة مقاعد في الحزب الحاكم الذي تم تأسيسه. واستفاد تنظيم الإخوان من هذا التحالف وبدأ فى بناء مؤسساته المالية والاقتصادية بأموال خليجية.  وذرعوا كوادرهم فى جسد الدولة بشكل تدريجى وانتشروا فى الهيئات والمؤسسات المدنية والوزرات المختلفة و قاموا بتمرير كوادرهم فى المؤسسة العسكرية, ثم أدخلوا بعض كوادرهم فى جهاز الشرطة وجهاز الأمن . من خلال اختراق الجيش جاء الشاب عمر البشير الإخواني (3).

 في العام 1985 أطاح الشعب السوداني بالرئيس الأسبق جعفر نميري الذي حكم السودان 16 عاما. وبعد عام واحد من الانتفاضة الشعبية في 6 أبريل 1985 , شهدت البلاد انتخابات حرة فاز فيها حزب الأمة وتم تشكيل حكومة ائتلافية مع الحزب الاتحادي الديمقراطي. في عام 1989 تم ائتلاف آخر بين حزب الأمة والجبهة الإسلامية القومية وعلى أثره تم تعيين د.حسن الترابي المنتمي إلى الجبهة الإسلامية القومية في منصب نائب رئيس الوزراء. إلا أن الجبهة سرعان ما استقالت من الحكومة بعد أن دخل الصادق المهدي في محادثات سلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان تم بموجبها اتفاق بين الحكومة والحركة الشعبية على وقف إطلاق النار, تبعه إلغاء قانون الشريعة ووقف حالة الطوارئ, وإبطال الأحلاف العسكرية مع مصر وليبيا. ولكن وفي الثلاثين من يونيو من نفس العام تم إسقاط حكومة صادق المهدي بعد انقلاب قاده العميد عمر البشير, حيث قامت الحكومة الجديدة بحل كل من البرلمان والأحزاب السياسية ونقابات العمال (4).

من المهم التذكير بأن الإخوان يطلقون على أنفسهم «الأحرار الديمقراطيون» تحالفوا مع الرئيس الأسبق جعفر نميري بعد انقلابه العسكري. كما قادوا انقلاباً عسكرياً لإجهاض حكومة جاءت بانتخابات ديمقراطية ونجحت في وقف الحرب مع الجنوب السوداني, أي وقف تقسم السودان.

 من أعضاء الإخوان في الجيش كان عمر البشير الذي ولد في أسرة فقيرة والتحق بالحركة الإسلامية وهو في المرحلة الثانوية , وكانت بوابته الذهبية للمرور للحكم, ليصبح الفتى المولود في أول يناير عام 1944 قائدًا أعلى للجيش السوداني ووزيرًا للدفاع وهو في الخامسة والأربعين. وبعد أن اختارته الحركة الإسلامية قائدًا لجناحها العسكري خطط  برفقة صديقه وزميله القديم منذ المرحلة الثانوية «على عثمان طه » انقلابًا عسكريًا نفذه ضباط الجيش الإسلاميون.  فبدلاً من أن يتحالف الإخوان مع من يقود الانقلابات, فعلوها بأنفسهم وحكموا السودان حتى تمت الإطاحة به بثورة شعبية (5).

 شكل البشير بمجرد نجاح الانقلاب مجلسًا عسكريًا أعلى لحكم البلاد تكون من خمسة عشر قائدًا من الجناح العسكري للحركة الإسلامية, التي اتخذت لنفسها منذ تلك اللحظة لقب «جبهة الإنقاذ », وتضمنت إجراءاته المبكرة فصل كل موظفي الدولة ممن دعاهم بالعلمانيين الذين يدينون بالولاء لأحزاب المعارضة.  ظل البشير قائدًا للمجلس العسكري الحاكم حتى عام 1993, حيث أصدر المجلس قرارًا بحل نفسه واختيار البشير رئيسًا للبلاد حتى تمت الإطاحة به مؤخراً عبر ثورة شعبية ضد حكمه الإخواني العسكري (6).

 قالت منظمة هيومان رايتس ووتش: ارتكبت شرطة الجبهة الإسلامية القومية (الإخوان) ومسلحوها انتهاكات ضد حقوق الإنسان, من بينها الإعدامات دون محاكمة والتعذيب والاحتجازات التعسفية, بالإضافة إلى منع حرية التعبير والتجمع والعقيدة. وقالت المنظمة: قاد الترابي, حليف وأستاذ البشير, تكوين شرطة الجبهة الإسلامية وشكل ميلشياتها (برعاية البشير) من أجل تعزيز السلطة الإسلامية ومنع أي انتفاضة شعبية» (7).

 كما أن شرطة الجبهة, وهي مثل هيئة الأمر بالمعروف في السعودية, كانت تطارد السودانيين في الشوارع والبيوت وفي كل مكان, وخاصة النساء.

الإخوان قسموا السودان حتى يطبقوا الشريعة: 

 تبنى البشير, وفقًا لتحليلات متخصصين في الشأن السوداني منهم «أليكس دي وال », أفكارًا تتسم بالعنصرية تجاه من يراهم  «أجناسًا أقل شأنًا ». ويشير «وال» في مقال نشرته له صحيفة الجارديان البريطانية في أكتوبر 2010 أن صحيفة «الانتباهة» التي يترأس تحريرها خال البشير اتهمت سكان الجنوب ( الذين انفصلوا فيما بعد ) والحركة الشعبية التي ترفع مطالبهم أنهم يسعون لطمس الهوية العربية المسلمة للسودان لصالح الهوية «المسيحية الزنجية » (8).

 وطه ليس الوحيد, فهناك مجددون مسلمون كثيرون, مثل الشيخ الأزهري الجليل على عبد الرازق صاحب كتاب «الإسلام وأصول الحكم» ( الطبعة الثالثة 1925 - الناشر مطبعة مصر ) والذي ينفي فيه أن الإسلام دولة وأن الرسول محمد (ص) كان ملكاً, كما ينفي أن الإسلام كدين له علاقة بما يسمونه «الخلافة الإسلامية».

 لاحظ هنا أمرين, الأول أن الحكومة الديمقرطية التي أطاح بها الإخواني عمر البشير كانت قد أوقفت الحرب مع الجنوب, وبدأت في طريق الوصول إلى حل سلمي لهذا الصراع. الأمر الثاني هو أن البشير الإخواني حول الصراع السياسي إلى صراع ديني وهذا ما يفعله الإخوان في كل مكان آخرها سوريا, تحول الصراع مع نظام استبدادي إلى صراع سني ضد الشيعة العلويين.

 خرجت فتاوى قادة الإسلاميين بالجهاد ضد الجنوبيين فأصبح الذى يٌقتل فى الجنوب شهيداً يدخل الجنة  ومن مات من الجنوبيين يعد من الخوارج (يعني كفار ), كانوا يستعملون لفظ الخوارج فى التليفزيون الرسمى المملوك للدولة. رفضت الحكومة برئاسة البشير ( أعضاؤها من الإخوان وغيرهم من الإسلاميين) مطالب الأحزاب الجنوبية استثناء ولاية الخرطوم من تطبيق الشريعة, ثم رفضت استثناء مدينة الخرطوم كما رفضت استثناء جزء من مدينة الخرطوم فقط من تطبيق الشريعة مقابل تخلى الحركة الشعبية عن حق تقرير المصير والانفصال (9).

  أرجوك لا تعتبر أن تطبيق الشريعة يعني أن الإخوان في السودان كانوا يحافظون على الإسلام, بل على العكس فقد دمروا الإسلام والمسلمين كما دمروا السودان نفسها. فهناك اجتهادات إسلامية ترى أن الإسلام لا يطالب بتطبيق الشريعة, ومنهم المفكر السوداني محمود محمد طه (يمكن الرجوع إلى كتابه «نحو مشروع مستقبلي للإسلام» الصادر عن دار رؤية مصر) الذي قتله الإخوان وجعفرنميري, والذي يشير إلى أن الإسلام يتضمن أصولا هي القيم الكلية مثل العدل والحرية, وفروعا مثل الحدود والشريعة. والفروع كانت تتناسب مع ظروف القرن السابع, أما الأصول فهي ما يجب أن نتمسك به. أما الإخوان والإسلاميون الذين يريدون تأسيس ديكتاتورية دينية, فهم بالقطع يرفضون تنفيذ القيم الكلية للإسلام (الأصول) ويصرون على تنفيذ الفروع.

جرائم في دار فور:

  لم تتوقف جرائم الإخوان في السودان فقط ضد الجنوب, لكنها شملت أيضاً ولاية دار فور, فقد صدر تقرير العفو الدولية الصادم بعنوان (أرض محروقة وهواء مسموم : قوات الحكومة السودانية تدمر جبل مرة في دارفور ), وتحدث عن هجمات شنتها الحكومة السودانية على منطقة جبل مرة, اعتبرتها المنظمة انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان, منها قصف المدنيين وممتلكاتهم, وقتل الرجال والنساء والأطفال, واختطاف النساء واغتصابهن, والنزوح القسري للمدنيين ونهب وتدمير ممتلكاتهم بما في ذلك تدمير قرى بأكملها.

 هذه الحرب أدت إلى قتل حوالى 300 ألف ونزوح قرابة المليونين. السبب في كل ذلك هو أن حكومة البشير الإخوانية استهانت بمطالب حاملى السلاح وبحقوق إقليمهم فى العيش الكريم وإيقاف التدهور الاقتصادي الذى تسببوا فيه (10). بسبب هذه الجرائم أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في عام 2009 قرارا بإدانة واعتقال الرئيس البشير (11). و رغم كل ذلك, ورغم الخراب الداخلي والاستبداد بقى البشير في الحكم ثلاثين عاما والسبب طبقاً لما يقوله الموقع الرسمي لجماعة الإخوان في مصر هو علاقاته القوية مع الجيش(12).

كيف دعم البشير تنظيم القاعدة:

استضاف البشير في التسعينيات زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن ونائبه آنذاك أيمن الظواهري, واللذين تم طردهما لاحقا بطلب من الولايات المتحدة (13). كان الترابي وتلميذه البشير قد دعما الإسلام الراديكالي في التسعينيات, وأصبح السودان  ملاذاً آمناً للإرهابيين . ووصف الترابي الولايات المتحدة ذات مرة بأنها الشيطان وأثنى على بن لادن ووصفه بالبطل. وقال أيضاً في لقاء معه عام 1998 لوكالة أسوشيتد برس,  إن تفجيرات السفارة الأمريكية في كينيا وتنزانيا في هذا العام كانتمبررة (14).

كيف نشر البشير الإرهاب في إفريقيا:

 هناك العديد من الدول الإفريقية استطاعت الارتقاء إلى مصاف الدول المحترمة بعد حروب داخلية جنوب إفريقيا بوستوانا كنغو برازفيل انغولا إثيوبيا السنغال  إلخ لأن صراعاتها الداخلية كانت سياسية اقتصادية صراع حول السلطة والثروة. لم يكن مألوفا من قبل في القارة الإفريقية ظاهرة الإرهاب والتفجيرات المغلفة بختم الدين والتي ظهرت على السطح في بداية التسعينيات من القرن الماضي, مع وصول عمر البشير إلى سدة الحكم في السودان عبر انقلابه العسكري (15).

 طالبت الحكومة الليبية  الملحق العسكري السوداني في طرابلس مغادرة البلاد, في أعقاب اتهامها الخرطوم بدعم فصائل عسكرية متحاربة في البلاد. وقال بيان للحكومة «إن طائرة نقل عسكرية سودانية متجهة إلى مطار معيتيقة الخاضع لسيطرة جماعات مسلحة دخلت مجالها الجوي » (16).

  أوردت مجلة «جين أفريك» الفرنسية  أن السودان أصبح يمثل المصدر الرئيسى للإرهابيين الذين ينضمون إلى تنظيم داعش الإرهابى فى ليبيا. فى عام 2014, تم رصد وجود معسكرات تدريبية لجهاديين فى المناطق النائية القريبة من الحدود الجنوبية لمصر . ونشر الباحث المتخصص فى الشؤون السودانية, إريك ريفز, وثائق مسرّبة لاجتماع حكومى سودانى ترأسه عمر البشير, أوصى فيه بمساعدة أعضاء جماعة الإخوان الهاربين من مصر إلى السودان, وبعدها اعترف أعضاء حركة «حسم» الإخوانية, فى بيان رسمى, أنهم تلقوا تدريباتهم فى السودان, بعدما أعلن الأمن المصرى القبض على 8 منهم, بعد قيامهم بعمليات إرهابية (17). 

  في الوقت الذي شن فيه الجيش التشادي حرباً شرسة ضد جماعة بوكو حرام الإرهابية, شكر زعيم الجماعة السابق أبوبكر شيكاو عمر البشير لصموده أمام الكفار والبغي. وكان   محمد يوسف» قد أسس تنظيم أهل السنة والجماعة للجهاد والتي عرفت فيما بعد بجماعة بوكو حرام وقتلته الشرطة النيجيرية في منتصف العام 2009 ليخلفه  أبوبكر شيكاو. ظهرت هذه الجماعة لأول مرة في العام 2002  بعناصر تلقت تعليمها في معاهد دينية بسيطة علي يد شخصيات سودانية متطرفة أرسلتها حكومة عمر البشير إلى الشمال النيجري. أبرزهم الأصولي المتطرف « دفع الله حسب الرسول» عمل لسنوات طويلة في نيجيريا, وعندما عاد عمل عضواً بارزاً في هيئة علماء السودان وهي هيئة لا تختلف كثيرا عن تنظيم القاعدة في تطرف أعضائها وتشددهم.  هناك عدد من عناصر جماعة بوكو حرام درسوا في جامعة إفريقيا في الخرطوم. درس فيها النيجيري امينو صديق اوغوشي وتم اعتقاله من قبل الشرطة الدولية الإنتربول بتهمة تورطه في تفجيرات العاصمة أبوجا التي أعلنت جماعة بوكو حرام  مسؤوليتها عنها.

 تم توجيه الاتهام إلى البشير بأنه وراء محاولة  الاغتيال الفاشلة للرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك في عام 1995. بعد أن استضاف بن لادن بعامين  شهدت القارة الإفريقية أول عملية تفجير انتحاري إرهابي والتي وقعت في سفارتي الولايات المتحدة الأمريكية في كل من كينيا و تنزانيا  في عام 1998, وأعلن تنظيم القاعدة في إفريقيا مسؤوليته عن هذه العملية الإرهابية.

 في الشرق الإفريقي تأسس تنظيم القاعدة تحت اسم حركة الشباب المجاهدين في الصومال, وكان يتم تدريب عناصرها في معسكرات الأمن في الخرطوم, والكثير منهم قد درسوا في جامعات ومعاهد سودانية بمنح من نظام الرئيس عمر البشير. على سبيل المثال زعيم حركة الشباب المجاهدين المحاكم الإسلامية سابقاً والرئيس الصومالي السابق شيخ شريف شيخ أحمد الذي درس في جامعة الدلنج في إقليم كردفان.

 في شمال إفريقيا نجد الجماعة السلفية للدعوة والقتال حالياَ تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وهي المولودة الشرعية من رحم تنظيم القاعدة في إفريقيا الذي أسسه أسامة بن لادن في السودان كما ذكرت سلفاً. وهناك علاقة وطيدة ربطت بين أسامة بن لادن و الرئيس البشير وحسان حطاب زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي (18).

 في الشمال الشرقي من إفريقيا وفي مصر تم استهداف وقصف رتل من سيارات أكثر من مرة وفي أكثر من موقع, كانت محملة بكميات ضخمة من الأسلحة بمختلف أنواعها خارجة من السودان سرا إلى سيناء .

 في شمال غرب إفريقيا في شمال دولة مالي أحتل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أجزاء واسعة وأعلنت عن قيام الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة في مدينتي كيدال وتمبكتو وتدخلت القوات الفرنسية والتشادية وقامت بطردهم من هناك, نقلهم الرئيس البشير إلى السودان, وتمت استضافتهم في شمال دارفور في معسكرات سرية تابعة لجهاز الأمن والمخابرات (19).

 في محاولة للتنصل من علاقته بالإخوان في مصر بعد الإطاحة من الحكم, قال الرئيس السودانى الأسبق عمر البشير, إن علاقة بلاده بمصر جيدة جدًا على كل المستويات, مشيراً إلى أن الإخوان فى السودان ليسوا أعضاءً فى التنظيم الدولى (يعني في إخوان عادي ). وأضاف البشير فى تصريحاتٍ إعلامية: «تجريم الإخوان شأن داخلى لأي دولة, ولا يحق لنا التدخل فيه (20).

الحريات الدينية في دولة البشير الإخوانية:

 جاءت السودان في قائمة أسوأ الدول التي تنتهك الحريات الدينية في العالم, حسب تقرير اللجنة الأمريكية للحرية الدينية- USCIRF , الصادر يوم 30 أبريل 2015 وذكر التقرير أن حكومة السودان برئاسة عمر البشير تواصل بطريقة ممنهجة وصارخة انتهاك حرية الدين والمعتقد للأفراد والجماعات في البلاد. وأن عمر البشير ومعه أعضاء من حزبه (المؤتمر الوطني) يمارسون سياسة الأسلمة والتعريب على حساب حرية الدين والمعتقد .

 أضاف التقرير أن الحكومة السودانية تضيق على المسيحيين , وترفض منح تراخيص لبناء كنائس جديدة, كما تهدم الكنائس القديمة بحجج مختلفة, وتضيق على رجال الكنيسة من غير السودانيين وتمنعهم من السفر إلى خارج العاصمة إلا بإذن مسبق من السلطات. وذكر التقرير أن حكومة عمر البشير تستخدم الإغاثة الإسلامية كأداة لانتهاك الحريات الدينية لغير المسلمين. السودان برئاسة عمر البشير يتحول إلى دولة قمعية من الطراز الأول.

 

 طالبت لجنة الحريات الدينية بإلغاء كل القوانين التي تحط من الكرامة الإنسانية في السودان ومنها قانون النظام العام ( الذي يطارد السودانيين في الشوارع وخاصة النساء) وإلغاء العقوبات البدنية وكل مواد القانون الجنائي لعام 1991 التي تنتهك حقوق الإنسان ومن بينها حق الحرية في الدين والمعتقد. كما أوصت بضرورة مراقبة القوانين السودانية ومدى مواءمتها مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان (21).

 هذا هو باختصار حكم الإخوان لبلد مثل السودان, خربوه وقسموه, وقمعوه, إنه أسوء حكم ديكتاتوري. بعد الثورة يحاول الإخوان والإسلاميون غسل أيديهم الملوثة بالدماء, ويحاولون تسويق أنهم ضد «الديكتاتور العسكري» وإذا كان الأمر كذلك, فلماذا لم نسمع لهم صوتاً ينتقد حكم البشير طوال أكثر من 30 عاما, ولماذا أرسلوا أبناءهم بعد الإطاحة بهم في مصر إلى السودان?!!

 

 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة