الأحد 9 يونيو 2024

مصر تبحث عن فرص تعزيز «الأمن المائي» إفريقيًا.. وتحذيرات واسعة من سوء إدارة سد النهضة.. ورؤى حديثة لإدارة ملف المياه في قضايا التنمية

تحقيقات19-10-2020 | 12:39

تولي القيادة السياسية اهتماما كبيرا بملف المياه وتعمل على التغلب على الأزمات والتحديات التي تواجه، في ظل تمسك أثيوبيا بعدم الالتزام باتفاق ملزم خاص بمليء وتشغيل السد وإعاقة رحلة المفاوضات الدبلوماسية التي يتوحد فيها موقف القاهرة والخرطوم أمام تعنت واضح من حكومة أديس أبابا.


وتخوض مصر، معركة قوية لحماية حقها المائي من خلال الاتحاد الأفريقي الذي تشرف عليه جنوب أفريقيا باعتبارها الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي وسط محاولات تهرب وتلاعب من قبل حكومة أثيوبيا، وسط حالة من الحراك الدبلوماسي المصري بين دول القارة وآخرها أسبوع القاهرة للمياه، والذي تحتضنه العاصمة المصرية القاهرة في نسخته الثالثة خلال هذه الأيام.


ويناقش أسبوع القاهرة للمياه في نسخته الثالثة، معوقات وأزمات المياه ودورها في نهضة الشعوب وتحقيق التنمية في البلاد النامية والذي حمل شعار "الأمن المائي من أجل السلام والتنمية في المناطق القاحلة - الطريق إلى داكار 2021"، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.


من جانبه شارك الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء في فعاليات الأسبوع، بكلمة عبر الفيديو كونفرانس، أكد فيها أنّ تحقيق الأمن المائي سيكون له بالغ الأثر في تجنيب العالم مخاطر وصراعات دولية ويسهم بشكل كبير في تحقيق السلام ويعمل على تسريع وتيرة التنمية، كما أنّ أسبوع القاهرة للمياه في نسخته الثالثة يسهم بشكل كبير في تعزيز رؤية مصر 2030 على المستوى الإقليمي والدولي.


وأضاف مدبولي، أنّ الدولة وضعت هذه الرؤية بهدف جعل مصر في مصاف الدول المتقدمة عالميا، من خلال مضاعفة الرقعة العمرانية والاستصلاح الزراعي ومشروعات تحلية مياه البحر ومعالجة مياه الصرف الصحي والزراعي.


كما أشار رئيس الوزراء، إلى أنّ محور المياه من أهم ركائز الأمن القومي المصري، إذ ترتبط خطط التنمية المستدامة الشاملة في جميع المجالات بقدرة الدولة على توفير الموارد المائية اللازمة لتنفيذ هذه الخطط.


ولفت إلى سعي الدولة الحثيث للحفاظ على الموارد المائية وتعظيم الاستفادة منها، وتبني برنامج طموح لمضاعفة كميات المياه المحلاة لاستخدامها في قطاع مياه الشرب باستثمارات تبلغ 135 مليار جنيه حتى عام 2030، وإنشاء محطة معالجة مياه مصرف المحسمة بالإسماعيلية لتكون مشروع العام كأفضل عمل إنشائي في العالم عام 2020، تتويجا لجهود الدولة في تبني العديد من مشروعات إعادة الاستخدام والتي تساهم في سد العجز المائي الذي تعاني منه الدولة.


وأوضح أنّ المنافسة على المياه تتصاعد على المستويات كافة عالميا، إذ يعتبر التحدي الأكبر للدول هو الموازنة والاحتياجات المائية والموارد المحدودة، إلى جانب التحديات المتعلقة بإدارة الموارد المحدودة على المستويين المحلي والإقليمي، وأنّ الإخفاق في معالجة التحديات يؤثر بشكل مباشر على السلم والأمن الدولي، وأنّ التعاون هو الطريق الأكثر أمانا وسلما.


وأكد مدبولي، ضرورة تعزيز التعاون في إدارة الموارد المائية المشتركة بين الدول ذات الموارد المائية المشتركة، بما يعود بالنفع على الجميع، وفي الوقت ذاته لا يسبب ضررا لأي من هذه الدول، وذلك في إطار احترام مبادئ القانون الدولي المنظم لهذا الأمر، وهذا الأمر ينطبق على السد الإثيوبي، مشيرا إلى أن أي قرارات فردية بشأن السد سوف تؤثر سلبيا على أمن المنطقة بأكملها.


كما شدد رئيس مجلس الوزراء، على ضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد الملء والتشغيل للسد، بما يحفظ الحقوق والمصالح المشتركة، ، وبين كيف تحرص مصر  كل الحرص على استمرار عملية التفاوض مع السودان وإثيوبيا للوصول إلى اتفاق ملزم يحقق مآرب الجميع، ولا يؤثر سلبيا على أمن أي طرف.


ويأتي المؤتمر وسط تحذيرات واسعة من محاولات أثيوبيا الاستمرار في مليء السد، وقال محمد عبد العاطي وزير الري، إن عملية ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي يمثل كارثة إذا حدث دون التنسيق مع دولتي المصب، مؤكدا أن القاهرة سعت إلى اتفاق عادل يراعي مصالح الدول الثلاث منذ "توقيع المبادئ.


وأضاف الوزير، في تصريحات صحفية، أن ملء السد وتشغيله دون تنسيق يشكل تحديا كبيرا، إضافة إلى مخاطر تواجه دول المصب في حالات الجفاف والفيضان الشديد، بحسب صحيفة الشروق المحلية.


وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، قد أعلن في وقت سابق، بدء ملء خزان السد قبل الموعد المتفق عليه، فمنذ أن بدأت أثيوبيا تنفيذ المشروع عام 2011، اختلفت وجهات نظر البلدان الثلاثة تجاهه، ففي حين ترى أديس أبابا أن السد يدعم تنمية المجتمعات المحلية، ويزيد من الدخل القومي للبلاد، تتخوف القاهرة من أنه سيعمق أزمة المياه الخطيرة التي تعيشها.


أوضح وزير الري والموارد المائية، أن النسخة الثالثة من مؤتمر "أسبوع القاهرة للمياه" يميزها أنها تأتي في ظل أزمة انتشار فيروس كورونا، مشيرا إلى أنه كان في حيرة من عقد المؤتمر أو إلغاؤه، وخاصة أن هناك دول كثيرة أجلت المؤتمرات الخاصة بمناقشة ملفات المياه لديها، لكنه حرص على الالتزام بإقامته؛ لتوضيح بعض الأمور، وطمأنة الشعب بشأن أزمة سد النهضة.


وأضاف عبد العاطي، أن "مصر من الدول القليلة جدا التي تعد على أصابع اليد الواحدة التي أصرت على تنظيم فعاليات "أسبوع القاهرة للمياه" في موعده، وقد نكون الدولة الوحيدة التي قامت بذلك، تزامنا مع احتفالات نصر أكتوبر، إذ جاء هذا الموعد بشكل مقصود ضمن احتفالات شهر أكتوبر.


وأكد عبد العاطي، أن مصر أصبحت تمتلك خبرات كبيرة في التعامل مع مشكلات المياه وقدرات بشرية ومؤسسية ومشروعات وإنشاءات تحقق التعامل مع المخاطر، كما أن قدرتها العالية في التعامل مع المخاطر، "كثرة المياه قد تكون مدمرة على غرار ما حدث في دول كثيرة حولنا ودول عالمية، وقلتها تكون مميتة بسبب الجفاف، وبالتالي فإننا قادرون على التعامل مع هذين المتطرفين.