الخميس 9 مايو 2024

مرسى جميل عزيز" شاعر الحب الأول" أسطورة الشعر الغنائى فى القرن العشرين

فن19-10-2020 | 21:07

أحدثكم اليوم عن أشهر شعراء الأغنية العامية المصرية فى القرن العشرين، وهو فارس الأغنية العاطفية، فقد جسدت كلماته التى تغنى بها كبار المطربين أرق المشاعر والأحاسيس، حيث كان شاعراً غزير الإنتاج، فلُقب بـ "شاعر الألف أغنية".

انطلقت شهرته بأغنية "يا مزوق يا ورد فى عود"، التى غناها الراحل عبد العزيز محمود، ولا تزال رائجة فى كثير من الأفراح حتى الآن، ويتغنى بها كثير من المطربين المشهورين، ومنذ حوالى عشرين عاماً غناها المطرب أحمد جوهر فى فرحي شخصياً وكان ذلك بعد وفاة مرسى جميل عزيز بعشرين عاما كاملة.

كتب مرسى جميل عزيز الأغنية بألوانها المختلفة العاطفية والوطنية والشعبية والدينية، وأصبح ظاهرة فنية بارزة، وبالتواصل مع طلابى بالجامعة وأعمارهم تتراوح ما بين سبعة عشر واثنين وعشرين عاماً، وجدتهم يحفظون أغانيه ويستخدمونها على مواقع التواصل الاجتماعى كأغانٍ أو كلمات أو مقاطع، بعضهم يعرفونه بأغنية أو بأخرى والبعض يحفظ الأغنية بمطربها ولا يعرف مؤلفها أو ملحنها.

جاء اليوم الذى يجب أن نقول لهم إن ما ينشرونه أو يسمعونه على مواقع التواصل الاجتماعى يرجع للأسطورة مرسى جميل عزيز.

مَن منا لا يستمع لإبداعات كوكب الشرق فى "سيرة الحب" و"العيب فيكم يا فى حبايبكم"، "وعايزنا نرجع زى زمان" فى "فات الميعاد"، ويا حبيبى، الليل وسماه ونجومه وقمره…قمره وسهره فى "ألف ليلة وليلة" وهى أغانٍ وكلمات يعيش معها كل عشاق الماضى والحاضر.

فاستخدم مرسى جميل عزيز كل معانى الحب فى كلماته بعدد أنفاس الخلائق وبعدد أغراضهم وأهوائهم، وكان معناها أحياناً أسلبك، وكان معناها أحياناً أعطيك، وكان معناها أحياناً أحب نفسى، وكان معناها أحياناً كن لي وحدي، وكان معناها أحياناً ليكن كلانا للناس، وكان معناها أحياناً ليكن حبنا أسرة وعائلة وأبناء وجيلاً جديداً أحسن منا؛ لذا نجح نجاحاً باهراً مع العندليب الأسمر أسطورة الغناء فى القرن الماضى عبد الحليم حافظ، بباقة من أجمل وأشهر أغنياته، فلا يزال الجميع يتابع فيلم "شارع الحب" ويستمع لـ"نعم يا حبيبى" ولا يزال الكل يتأثر بكلمات "فى يوم فى شهر فى سنة" فى حكاية حب، ولا يزال المحبون فى عيد الحب المصرى فى الرابع من نوفمبر من كل عام أو عيد الحب العالمى "الفالنتين" فى الرابع عشر من فبراير من كل عام يستمعون لكلمات مرسى جميل عزيز فى "بأمر الحب" و" يا خليّ القلب".

أبدع مرسى جميل عزيز وفقاً لآراء الشباب فى العصر الحالى وأصبحت كلماته بمثابة عمق الصدق فى الحب ومدد العاطفة عند أهل القلوب والمشاع، فلا يزال الجميع يستمع لفايزة أحمد فى" يامه القمر ع الباب" و"أنا قلبى إليك ميال" و"حيران كده ليه"، ويتأثر الكل مع وردة فى "لولا الملامة" و"لعبة الأيام "و"أكدب عليك".

اخترق مرسى جميل عزيز كل القلوب خصوصاً قلب المرأة الأنثى، والفتاة البكر، الذى تأثر بكلماته عن الحب واعتبرها  الحقيقة وليست مجرد صدق لحظى أو مشاعر عابرة وقت سماع الأغنية، وتحولت كلماته إلى درجات لتقييم المحبين ما بين الحقيقة والخيال، القصر والطول، والزوال والدوام، وكل ألوان الطيف، ويتضح ذلك فى إبداعه مع شادية فى " بالهداوة" يا حبيبى بالهداوة.. اسقينى واشرب بالهداوة..هو حد يحط سكر ع الحلاوة، وفى" وحياة عينيك وفداها عينيا، أنا بحبك قد عينيا"، وأيضا فى "جواب" عبد الحليم الشهير.. حبيبى الغالى من بعد الأشواق.. الذى لا يزال الشباب يرسلون كلماته ويسجلونها بأصواتهم كعلامات للحب، وأيضاً مع العملاق فريد الأطرش فى "أنا وأنت وبس"، و"ما نحرمش العمر منك"، ما اتحرمش العمر من عطفك عليا، يا للى حبك من السما أجمل هدية، و"رمش عينه" مع محرم فؤاد، وأخيراً روعة "من غير ليه" مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب والتى كان من المفترض أن يغنيها عبد الحليم حافظ لولا وفاته.

أبدع مرسى جميل عزيز فى الكتابة على مدى أربعين عاماً تقريباً، وبعد أربعين عاماً على رحيله لا تزال كلماته بداخلنا تحرك القلوب والوجدان وتطرب الآذان.

    Dr.Radwa
    Egypt Air