الأحد 28 ابريل 2024

هل تعود جماعة الإخوان من جديد بعد ثورة يونيو 2013؟

فن20-10-2020 | 14:49

سؤال يطرح نفسه بقوة خاصة للمتابع لتاريخ جماعة الإخوان الإرهابية عموماً، ولتاريخ جماعات الإسلام السياسي على وجه الخصوص، هل تعود جماعة الإخوان الإرهابية لساحة المشهد السياسي بشكل شرعي؟!

السؤال عائد إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية على مدار تاريخها تعرضت للعديد من المحن والمواجهات التي أدت إلى حل التنظيم ومصادرة أموال الجماعة وتعقب المنتمين إليها والزج بهم في السجون لسنوات طوال، لكن ورغم ذلك كانت جماعة الإخوان الإرهابية تعود في كل مرة أقوى مما سبق، مخترقة المشهد العام ومتوغلة في جنبات المجتمع بشكل كبير وغير مفهوم.

كانت البداية مع صدام الجماعة بالدولة المصرية في النصف الأول من القرن العشرين، المسألة التي استدعت حل الجماعة ومصادرة أموالها في حكومة محمود فهمي النقراشي رئيس وزراء مصر في تلك الفترة، كان المتخيل حينها أن الجماعة انتهت، وتأكد زوال دولة الجماعة بعد اغتيال مرشدها الأول حسن البنا عام 1949 أمام جمعية الشبان المسلمين، ودخلت الجماعة في دوامة لسنوات حتى قيام ثورة يوليو، التي أعطت قبلة الحياة للجماعة مرة أخرى، بعد أن ساعدها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في العودة للمشهد السياسي، غير أن تلك العودة لم تستمر طويلا، بسبب طمع الجماعة في كرسي الحكم، وليس مجرد الحصول على بعض الحقائب الوزارية،ونتيجة لذلك حاولت الجماعة اغتيال الزعيم جمال عبد الناصر في حادث المنشية الشهير، وكانت تلك المحاولة سببا كافيا لحل الجماعة مرة أخرى ومصادرة أموالها وتعقب أتباعها والزج بهم في المعتقلات لأكثر من عشر سنوات.

ورغم الضربات المتلاحقة التي تلقتها الجماعة إلا أنها استطاعت استقطاب أجيال جديدة من الشباب حاولوا إحياء التنظيم مرة أخرى في القضية المعروفة بتنظيم 1965، لكن الحكومة انتبهت سريعاً لتلك المحاولة وتم القبض على أطراف المحاولة كافة، وحكم بالإعدام في تلك المحاولة على سيد قطب ومحمد يوسف هواش وعبد الفتاح إسماعيل، وسجن البقية.

عادت الجماعة مرة ثالثة في بدايات حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، على اعتبار أن المنظومة العالمية في تلك المرحلة كانت تدعم التيارات الدينية في مواجهة التيارات القومية والاشتراكية، المدعومة من الاتحاد السوفيتي سابقاً؛ على اعتبار أن التيار الديني هو الوحيد الذي يملك القدرة على مواجهة الأفكار القومية التي سببت مخاوف للأنظمة الملكية في المنطقة العربية، مما ساهم في تقديم الأنظمة الملكية كل الدعم المادي والمعنوي للفارين من ملاحقات الأنظمة العربية القومية، بالأخص من مصر وسوريا.

ساهم دعم السادات للتيار الديني في الانتشار السريع لتلك الجماعات بين صفوف الطلاب في الجامعات المصرية، وظهر على سطح المشهد السياسي الجماعة الإسلامية وقيادتها الشبابية في الصعيد، وظهرت مرة أخرى جماعة الإخوان في القاهرة، وظهرت الدعوة السلفية في الإسكندرية، وبدأت عملية استقطاب عنيفة للشباب والمراهقين للانضمام لتلك الجماعات.

غير أن الجماعات الدينية التي كان السادات سببا رئيسيا في عودتها ما لبثت أن انقلبت عليه واغتالته في حادث المنصة الشهير، لتقضي الجماعات الدينية بعض السنوات في السجون، قبل أن تعود للمشهد العام نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، وكانت العودة الأقوى لجماعة الإخوان الإرهابية، التي استخدمها النظام أيضا لمواجهة الجماعة الإسلامية التي انتشرت أفكارها سريعا في أوساط الشباب وحققت قوة كبيرة في الشارع المصري.

كانت العودة الأكبر للجماعة في انتخابات مجلس الشعب عام 2005، باتفاق مع الأجهزة الأمنية المصرية بضغط من النظام الأمريكي الساعي لاستحداث نظام شرقي أوسطي، على خلفية حادث تفجير برج التجارة العالمي في سبتمبر 2001.

ساهمت تلك العودة في انتشار جماعة الإخوان من جديد واندماجها في العمل النقابي والحزبي حتى قيام أحداث يناير 2011، التي جاءت بالإخوان إلى كرسي الحكم في مصر، غير أن وصولها للحكم لم يستمر سريعاً، بالأخص عندما اكتشفت الجماهير حقيقة الجماعة الإرهابية وخرجت ثائرة عليه في ثورة يونيو 2013، الثورة التي أنهت وجود الجماعة الإرهابية فى المنطقة.

لكن هل تعود الجماعة الإرهابية من جديد، ذلك السؤال يطرح نفسه بقوة خصوصا وأنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها حل الجماعة على مدار تاريخها، وأنها أيضا ليست المرة الأولى التي تلتف فيها الجماعة حول أنظمة الحكم للعودة للمشهد السياسي.

    Dr.Randa
    Dr.Radwa