الثلاثاء 28 مايو 2024

موَّال كورونا

فن20-10-2020 | 19:42

أسقطُ في جسدي

أدخلُ من بئرِ العينِ

وأستدعي "الزرقاءَ" 

فلا تأتي

كيفَ سأُبصرُ فيروسًا 

يتخفَّي في الرئتينِ

يحطِّمُ أسوارَ حجابي الحاجزِ

يقفزُ للتجويفِ الصدريّ

في "فيمتو ثانيةٍ" يُمسك بالقصبَة

يعزفُ موَّالا للموتِ

تُغني كلُّ الفيروساتِ

نشيدًا لثنائي أكسيدِ الكربونِ

وكلِّ خلايا الجينوم

تنتظمُ الفيروساتُ صفوفًا وفصوصًا تاجيَّة

لتهاجمَ ذرَّاتِ الليمونِ وأرواحَ الخلّ

أصبحَ صدري ساحاتٍ لمعارك تاريخيّة

أين (صلاحُ) الطبِّ 

ليوقفَ زحفَ الفيروسات

يهدِّدَها كي تتراجعَ عن حربِ إبادَةْ

أين جيوشُ العالمِ .. في أمْريكا .. في روسيا

الجيشُ الأبيضُ قامَ بدونِ هوادةْ

كورونا يرفضُ أيَّ مساومةٍ ..

يتقدَّمُ بسعادةْ

ملياراتُ الفيروساتِ تهبُّ لنُصرةِ سيدِها

لكني لمْ أرَ أيًّا منها

أُسمعُها موسيقي "موزارت"

أغاني "الست"

كي تخرجَ من مَحبسِها

من نسجِ مُخططها

وأنا أدخلُ مُعتزلِي

لم تخرجْ فيروساتي منِّي

أسندتُ "الياءَ" إليها

كي تشعرَ بالألفةِ والأُلّافِ 

فتخرج بهدوءٍ .. بالآلافِ

لكنَّ الفيروساتِ اعتادتْ جَسدي

تمرحُ في رئتي

تسعدُ بالقفصِ الصدريّ

تأكلُ أوردتي

تسخرُ من عِلْمي

من جَهْلِي

من طِبي

من شِعري

من عَقلي

تسخرُ أني إنْسانْ

تطلبُ منِّي أنْ أُصبحَ فيروسًا

سوفَ يسودُ العالمَ

بعد معاركِهِ خلفَ القُضبانْ

أنظرُ للشمسِ المخبوءةِ خلفَ غَمَامْ

للقمرِ الساطعِ فوق الشطآنْ

للوردةِ في البستانْ

انظرُ لامْرأتي .. بحنَان

وأقولُ: سأنتصرُ قريبا

سأحرِّر كلَّ الأوطان.

17 / 4 / 2020