الخميس 28 نوفمبر 2024

فن

الرئيس.. ومعركة الوعي

  • 20-10-2020 | 19:59

طباعة

تشهد الساحة الدولية والإقليمية صراعات سياسية كثيرة، تُلقى بظلالها على وطننا الغالى، وتؤثر بشكل كبير على التحديات التي يواجهها الشعب المصري تحت قيادة الرئيس السيسي نحو النهوض بالأمة المصرية ؛ لوضع مصر في المكانة الكبرى التي تستحقها. إن ما حققته الدولة المصرية منذ ثورة 30 يونيو حتى الآن - وما في سبيله إلى التحقق - هو بكل المقاييس معجزة؛ في تلك الفترة الزمنية الوجيزة, شهدت مصر طفرات مذهلة وغير مسبوقة في المجال الاقتصادى والاجتماعى والعسكري. وما كانت تلك الإنجازات الكبرى في ظل الظروف الدولية الصعبة لتتحقق، إلا وفق نظرة الرئيس غير التقليدية أو النمطية إلى الأمن القومى للبلاد، فقد سعى منذ توليه المسئولية إلى اعتبار أن مواجهة الإرهاب وقوى الشر الظلامية في الداخل والخارج، لا ينحصر في المواجهة الأمنية والعسكرية فحسب، إنما جاء وفق نظرة بعيدة المدى تتواكب وتتماشى مع متغيرات العصر الراهن، اعتمد الرئيس فيها على التعامل مع قضايا الأمن القومى للبلاد، بوصفها "معركة وعى الشعب" بأكمله تجاه تجاه المخاطر التي تحيط بالوطن من الداخل والخارج، وأن تزييف الحقائق وتغييب الوعى هو أخطر ما يواجه الأمن القومى وكفيل أن يعيق مسيرة الوطن ويشده إلى الوراء. إذ تُنشئ أجهزة الاستخبارات المعادية لدول مثل تركيا وقطر والتى ترعى الكيانات الإرهابية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية كتائب إلكترونية ممنهجة ومتطورة للغاية تستهدف مصر, وتعمل على صياغة الآراء الخبيثة والأفكار المسمومة، بعرض سلبيات مجافية للواقع وتجريفها من أي إيجابيات، لإحداث حالة الإحباط العام وفقدان الثقة في مؤسسات الدولة والتشكيك في أي إنجاز تقوم به، ومن ثم تشجع على الكراهة المجتمعية، والتحريض على التطرف ونشر بذور الإرهاب. ومن هنا جاء تشديد الرئيس الدائم على أنه "نحن نحتاج إلى أن نتحدث مع الشعب باستفاضة في الموضوعات المختلفة ونعطى الفرص للجميع أن يتحدث والكل يسمع وارجو أن نسير كلنا في هذا الاتجاه". فقد أولى الرئيس من اللحظة الأولى قضية الوعي - بوصفها معركة - أهمية كبرى، والتأكيد على إدراك الشعب لحقيقة المعركة التي تدور في الظلام ضده وأمنه واستقراره، وتهدف إلى النَيل من تماسك ووحدة وقوة الدولة المصرية، مؤكدًا على أن الشعب المصرى يسعى إلى الحفاظ على أمنه القومي بالفطرة، وقد حقق النقاش المجتمعي الدائم للرئيس في خطاباته الموجهة إلى المصريين أهدافه المرجوة؛ بأن القضايا الكبرى أصبحت في ذهن كل مواطن مصري وتشغله بشكل دائم، وهو الغاية الأسمى بأن تصبح الأهداف الوطنية الكبرى تشاركية بين مؤسسات الدولة وبين كل مواطن مصري، من خلال كشف حساب وطني يتسم بالشفافية الخالصة، بما تم إنجازه وما تبقى وحقيقة وأبعاد المشاكل التي يواجهها الشعب. ومن هذا المنطلق صبر المصريون بيقين على الإجراءات الاقتصادية الصعبة التي كانت لابد منها لإنقاذ الاقتصاد القومي والتى جائت في شكل خطوات جريئة تأخرت عقودًا طويلة أقدم عليها الرئيس بشجاعة، وقد أتت بثمارها سريعًا وحققت نتائجها المرجوة بشكل كبير. ومن خلال الوعي أيضًا أدرك المصريون أن كل شهيد راح ضحية العمليات الارهابية الخسيسة، وجاد به كل أب وأم وزوجة وابن، هو قلة حيلة من قوى الشر في النَيْل من وحدة الشعب ودليل على المضي قُدمًا في الطريق الصحيح، وكذلك الإخفاق في تفريقه الذي هو في الأساس غاية أعداء الوطن الأهم، وبل صار الشعب في لُحمة واحدة عصية على الاختراق، مصفاة كبيرة تفرز خونة الوطن الساعين إلى إسقاطه وتنبذهم، وأصبح المصريون بكافة أطيافهم يعرفون أعداءهم جيدًا في الداخل والخارج ويقاومون مخططاتهم وأفكارهم، ويلفظونهم من دائرة التعامل، بل ودخلوًا معهم في خصومة أبدية، تتعلق بالحفاظ على تماسك الدولة ووحدتها، وانطلاقا من ذلك صار الشعب جنبًا إلى جنب مع الدولة ويؤازر الرئيس في مشروعه النهضوى الكبير, وانبروًا يدافعون عن طموحاتهم، ويسعون إلى تحقيقها للارتقاء بشأن مصر.

الحديث عن الشأن العام في الواقع هو أمر لا يتجزأ عن الأمن القومى والوعى العام، فمصارحة الرئيس للمصريين بكل ما يتعلق بالشأن العام وطرح مشاكله وتطلعاته وتحدياته، أوجد حالة من الحراك الفكرى والحس الوطنى والشعور بالقضية الوطنية وهموم الوطن، قهرت الإرهاب الذهني وأجهض محاولات تضليل الوعى الحقيقى وإحلال وعى مزيف في العقول. ومن ثم فالوعى المنقوص بمثابة العدو الأخطر للأوطان، وأن بناء الوعي هو التحدى الأكبر, والواقع أنها معركة الوعى لم ولن تنتهى مع الأعداء المتربصين بالوطن، إذ أن استهداف الفكر الخبيث للوعى الجمعى لا تقف عند شكل معين، أو تتخذ نمطًا واحدًا، إنما تتبدل وتتلون كلما فشلت باصرار في أهدافها الحثيثة لاختراق الذهنية الوطنية المصرية. وفى ذلك السياق يؤكد الرئيس على أن الرهان الأساسى في تماسك الدولة وتقدمها هو وعي المواطن المصري".

والواقع أن معارك الوعى الجمعي للشعوب، تسمى بحروب الجيل الرابع والخامس والتى تعتمد على التكنولوجيا، باستهداف الجبهة الداخلية للوطن، وتشويه الأفكار عن طريق القذائف التحريضية لمنصات الدعاية الالكترونية كما أسلفنا ؛ ولعل أخطر ما في تلك الدعوات ليس استهدافها للأفكار والوعي فحسب، إنما اعتبار أن من يجاهر بها ويستخدمها معارضًا سياسيًا وطنيًا، ووصف مواجهته أنه قمع للحريات، وكأن الترويج للفتنة والأكاذيب بمثابة حقائق وتدخل في نطاق العملية السياسية المشروعة. معركة الوعى العام، هي حرب نفسية تستهدف في الأصل وأد دعوات التخريب من منبعها، واستئصال التطرف الفكرى من جذوره، لأن الإرهاب إنما منبعه الأفكار المشوهة والخبيثة التي تبث في العقول. وهو ما يتطلب من جميع مؤسسات الدولة الدينية والإعلامية والحكومية التكاتف خلف توجيهات الرئيس الدائمة لمجابهة الأفكار المغلوطة والخبيثة، بأن يتم الإفصاح بشكل دائم عنها وعن طرق ووسائل مواجهة الأخبار والشائعات الكاذبة، وتتبع مصادرها وتجفيف منابعها.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة