السبت 4 مايو 2024

العلاقة الأبدية بين بدو سيناء والجيش

فن20-10-2020 | 20:19

"الولاء ليس صناعة وهو شيء في الدم" كلمة مثل الرصاصة، أطلقها الشيخ عيسى عودة الخرافين، أو ما يعرف باسم الشهيد الحى، وهو شيخ مشايخ سيناء ورئيس جمعية المجاهدين والمحاربين القدماء، وله قصة نسردها فى التفاصيل.

فالعلاقة بين أهل سيناء والدولة المصرية، وتحديدًا العلاقة بين أبناء القبائل والقوات المسلحة علاقة راسخة وممتدة بكل تضاريس سيناء، بداية من رفح إلى الشيخ زويد ثم العريش وبئر العبد عابرة وسط سيناء إلى الجفجافة والحسنة ووادى العمرو حتى نخل.

فالعلاقة ليست بالكلام، ولكن بالأفعال والتاريخ والبطولات، بل وبالوثائق المصرية، والأوسمة التي حصل عليها أبناء سيناء، ىالذين رفضوا القتال مع الأتراك فى الحرب العالمية الاولى، والذين رفضوا أن يتولوا حكمها بعيدا عن مصر بعرض من الإنجليز للشيخ سليمان أبو صبيع، والذين ايضا رفضوا تدويلها ووجهوا صفعة لإسرائيل بواسطة الشيخ سالم الهرش

هم من تبرعوا لتزويد الجيش المصرى بالعتاد بواسطة الشيخ مصبح صبيح العقيلي الذى تبرع للجيش المصري بـ5 جنيهات عام 1956، ضمن حملة تبرعات كبيرة ساهم فيها مشايخ سيناء.

وبدو سيناء قدموا التضحيات ومئات الشهداء في حرب الإرهاب خلال وقوفهم مع رجال القوات المسلحة، خيرة شباب القبائل استشهدوا لإيمانهم بجيش بلادهم ووقوفهم ضد العناصر التكفيرية وكافة العناصر الإرهابية الممولة من الداخل ومن الخارج خاصة من تركيا وقطر وايران.

ولعل من أبرز وقوف أبناء القبائل مع جيش بلادهم العظيم ما أكد اتحاد القبائل فى سيناء من مواصلة الحرب على الإرهاب وتنظيم داعش الإرهابى، محذرًا من يساند التنظيم بالملاحقة والعقاب، خاصة بعد استشهاد سالم أبو لافى أحد كبار قيادات قبيلة الترابين وعدد آخر من أبناء القبيلة فى مواجهة مسلحة مع عناصر «داعش» الإرهابى فى منطقة «البواطى» جنوب الشيخ زويد.

البيان خرج بصورة قوية للغاية إذ عبر عن حقيقة التلاحم بين أبناء القبائل وبين القوات المسلحة، ولا سيما أنه حمل تهديدا واضحا لكل الخونة وكل من يتعاون مع التكفيريين، حيث حذر اتحاد قبائل سيناء عامة، وفى قبيلة الترابين خاصة، وتحت الغطاء الحكومى والشرعى للجيش المصرى، أن من يساند تنظيم داعش قولًا أو فعلًا فى الميدان وخارجه، ومن يملك معلومات عن هذا التنظيم الإرهابى ولم يقدمها لنا أو للجيش، ومن يجعلوا من أماكنهم خنادق اختباء لداعش أو يتسترون عليهم بمنشآتهم أو فى بيوتهم، ومن يسقيهم رشفة ماء أو يعطيهم المجال للاستمرار بأفعالهم، سينال أقصى العقوبة ميدانيًا، ولن يكون له غطاء قبلى أو عشائرى أو إنسانى، وسنجعل منه عبرة».

إن هذا البيان الذى كان في شهر مايو ٢٠١٧، أعطى دفعة قوية لأبناء القبائل للعمل بدون خوف مع جيش بلادهم، مهما كانت التضحيات حيث قتل داعش والتكفيريين نحو ١٠٠٠ من أبناء القبائل سواء بقطع رؤوسهم او إطلاق الرصاص عليهم لأنهم يدعمون جيش بلادهم، ومع ذلك لم يفت ذلك عضد أبناء القبائل عن دعم جيشهم العظيم من خلال المئات على رأسهم ابراهيم العرجاني وشباب القبائل وبرغم محاولات داعش استهدافهم وتدمير بيوتهم في الشيخ زويد ورفح.

والسؤال الذي يفرض نفسه ألم يدفع ابناء سيناء الثمن بسبب مواجهتهم داعش واخواتها ؟ ألم يضح أبناء القبائل بالمال والولد في المواجهة؟ ألم يتعاون شباب سيناء مع جيش بلادهم ضد الخونة؟ الإجابة بلى، ولا ينكرها إلا حاقد أو جاهل.

إن أبناء سيناء ليسوا بحاجة إلى دليل على وطنيتهم وأذكر ما ساقه الشيخ على فريج راشد من شيوخ قبيلة الاحيوات ورئيس الحزب العربي للعدل والمساواة من شهادة عظيمة لأبناء سيناء، من المشير محمد عبد الغني الجمسي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع وأحد ابطال حرب اكتوبر في حق أهل سيناء ليخرس وإلي الأبد من يشكك في وطنية أهل سيناء.

يقول المشير الجمسي في شهادته يوم ٥ ديسمبر ١٩٩٦، في نص شهادته إن سيناء لعبت دورًا رئيسيًا للدفاع عن مصر منذ زمن بعيد وزاد هذا الدور خلال الصراع العربي الاسرائيلي منذ انشاء بعد دولة اسرائيل، على حدودنا الشرقية، فقد كانت سيناء هي مسرح العمليات العسكرية، في الحروب التي خاضتها مصر ضد الاعتداء الاسرائيلي خلال العدوان الثلاثي على مصر عام ١٩٥٦، وحرب يونيو ١٩٦٧، والمعارك التي قامت على اثر هذه الحرب التي تصاعدت الي حرب الاستنزاف ثم حزب اكتوبر ١٩٧٣.

ونتيجة لهذه الحروب المتتالية تحمل المواطنون في سيناء عبئا ثقيلا تحت الاحتلال الإسرائيلي.

الأمر الذي اوضح المعدن الحقيقي لشعب سيناء، من مقاومة القوات المعادية بالطرق والوسائل المناسبة.

وقد تعددت وتنوعت الوسائل بما يتماشي مع الموقف العسكري، الأمر الذي كبد العدو خسائر في الأرواح والمعدات والحصول على المعلومات الصحيحة والدقيقة عن حجم قوة العدو في سيناء واكتشاف نواياه وقدراته عن العمل العسكري ضد قواتنا.

وتسهيل عمل قواتنا ضد العدو، على ضوء معلومات مؤكدة عن أوضاعه وحجم قواته وقدراته وقد أسعدني الزميل محمد محمود اليماني، ضابط سابق بالقوات المسلحة ومن ابناء سيناء عندما سجل في كتابه بطولات على رمل سيناء بعض وليس كل هذه البطولات.

حيث انه ساهم شخصيا في بعض هذه الاعمال واشرف على تنفيذ البعض الآخر، وهنا لابد من الإشادة بجهد ابناء سيناء في هذه الاعمال، والتي بدونها ما كان يمكن ان يكتب لها النجاح.

وقد اثبتت تعليقات الصحافة والكتاب الاسرائيليين والمحاكم العسكرية الاسرائيلية ان ما يقوم به ابناء سيناء من اعمال بطولية في خدمة الاعمال العسكرية المصرية ضد القوات الاسرائيلية.

هكذا ان شعب سيناء في مقاومة العدوان والاحتلال الاسرائيلي وهل هو اليوم يستقبل مشروعات الدولة لتنمية سيناء في ظل السلام ايمانا من مصر ان تظل بوابتها الشرقية قوية منيعة".

فالمشير كان حريصا على تكريم ابناء سيناء لدورهم اثناء حرب اكتوبر لمجموعة من الفدائيين من ابطال سيناء بحضور اللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية أيام حرب اكتوبر المجيدة.

وبحسب ما يذكره الشيخ على فريج راشد فانه للأسف عندما ينادي رجل مثقف ويطالب بأبادة شعب محافظة بالكامل. فإن هذا يدل أما عن غباء مستحكم او خيانة وطنية استجابة لأهداف الموساد الذي يريد أن يزرع هوة بين أهل سيناء ومحافظات الوادي.

لماذا نتناسي الشهداء الذين يتساقطون كل يوم من اهل سيناء بواسطة العناصر الأرهابية لتعاونهم مع القوات المسلحة.

لماذا ننسي المواقف الوطنية لأهل سيناء عبر التاريخ القريب وليس البعيد.

مثل موقفهم من رفض تدويل سيناء في مؤتمر الحسنة ١٩٦٨.

وموقفهم كعيون للقوات المسلحة طوال احتلال سيناء،وبهم كانت القوات المسلحة تعرف دبة النمل للعدو الإسرائيلي مما كان له الفضل بعد فضل الله في نصر اكتوبر باعتراف الرئيس السادات وكبار القادة العسكريين.

وموقف الشهيد الشيخ سالم الطويلة الذي رفض محاولة شراء اليهود لأراضي في سيناء.

وموقف البطل خلف الخلفات الذي رفض مغادرة ارض الجورة لتقيم عليها إسرائيل قاعدة عسكرية.

وموقف الشهيد النائب عبدالحميد سلمي الذي تحدي عناصر الإرهاب.

وموقف الشيخ عيسي الخرافين رئيس جمعية مجاهدي سيناء،الذي حاولت عناصر الارهاب اغتياله وكتب له عمر جديد.

هناك مئات من الشيوخ والافراد سقطوا ويتساقطون كل يوم والتهمة التعاون مع الجيش المصري.

بالأمس القريب فقط اغتيل سائق بدوي لأنه يقوم بتوزيع المياة على الكمائن، لقد مضي في صمت، وأمثاله كثيرون.

ان اهل سيناء لم يطلع منهم عادل حباره. او هشام عشماوي الخائن.

او حسن البنا.او الشاطر. او محمد مرسي.او بديع. او الكتاتني.وغيره وغيره.

انما قدموا الشهيد اللواء السويركي..والشهيد اللواء احمد عسكر. والشهيد الرائد الزملوط. وأخرين تخونني الذاكرة الآن لذكرهم.

وبحسب الشيخ على فريج فان ان أهل سيناء قدموا اللواء فؤاد ذكري قائد القوات البحرية أثناء حرب أكتوبر المجيدة...وقدموا اللواء شراب مدير المخابرات الحربية..وقدموا اللواء محمد الزملوط قائد المنطقة العسكرية الغربية.ومحافظ الوادي الجديد الأن.ومئات من ضباط الجيش والشرطة.

 

دائما نقول إن التشكيك في وطنية اهل سيناء أحد اهداف العدو الإسرائيلي ولذلك أنشأ فرع للموساد اسمه المكتب الخامس ليس له مهمة سوي تشوية صورة اهل سيناء امام مواطني محافظات وادي النيل لأحداث وقيعة بينهم.وفي سبيل ذلك يطلق العديد من الشائعات التي يرددها البعض بحسن نية.

والأشهر منها: ان اهل سيناء كانوا يأخذون سلاح الجندي المصري مقابل شربة ماء بعد نكسة يونيو١٩٦٧.

كيف هذا...وقد وجه جمال عبدالناصر الشكر لأهل سيناء لمعاونتهم الجيش أثناء الانسحاب.

كيف هذا.. وقد وجه الرئيس السادات الشكر لأهل سيناء عندما قال:لولا جهود ابناء سيناء ما تحقق نصر اكتوبر.

نحن لسنا مجتمع الملائكة. ولكل قاعدة شواذ. وهناك عناصر اعتنقت الفكر التكفيري..وهناك من انضم لتنظيم الاخوان،ولكن هل نحمل شعب بأكمله تبعات هذه العناصر.

لماذا لم نسمع عن دك منطقة الأميرية عن بكرة ابيها لما قامت العناصر الارهابية بقتل شهداء الشرطة أخيرا.

اتقوا الله فكلنا في خندق واحد لمقاومة الإرهاب. وحفظ الله مصر.

بعيدا عما ذكره الشيخ على فريج راشد فان ما قدمته القوات المسلحة لواحد من ابناء سيناء يقطع الألسنة عن متانة العلاقة بينهما.

فانا اذكر جيدا محاولة اغتيال الشيخ عيسي عودة الخزافين، من كبار مشايخ سيناء رئيس جمعية المجاهدين والمحاربين القدماء واحد من الذين تعرضوا للآسر فى اسرائيل خلال تنفيذه عمليات لصالح القوات المسلحة.

الشيخ عيسي الخرافين اطلق عليه لقب الشهيد الحي

سبق ان رواها الشيخ عيسي بنفسه بعد نجاته.

قال الشيخ عيسى الخرافين، شيخ مشايخ سيناء، إن العلاقة بين أبناء سيناء، والقوات المسلحة، علاقة وطيدة، يسودها الاحترام والتعاون، في دحر الإرهاب، وإعلاء اسم مصر عاليًا.

وأضاف الخرافين، اننا "نعيش مرفوعي الرأس، في ظل قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي"،و روى الشيخ عيسى الخرافين، شيخ مشايخ سيناء، الشهير بالشهيد الحي، سر تسميته بهذا الاسم، وذكر قصة استهدافه من قبل العناصر الإرهابية في سيناء وإنقاذ الرئيس عبدالفتاح السيسي له.

وقال "الخرافين" إنه بعد خروجه من منزله، استهدفه مسلحون ملثمون تابعون للعناصر الإرهابية، وأطلقوا 7 رصاصات عليه، واحدة في رأسه، وأخرى في رقبته وخمسة بين صدره وكتفه، ثم فروا هاربين.

وتابع: "الرئيس عبدالفتاح السيسي كلف بنقله عبر طائرة هليكوبتر بعد إصابته بدقائق، إلى مستشفى المعادي العسكري؛ حيث تلقى العلاج اللازم الذي أنقذ حياته"، مقدما الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي على جهده لإنقاذ حياته، وعلى جهده في محاربة الإرهاب في سيناء، مؤكدا أن الإرهاب يحتضر.

 

 

    Dr.Randa
    Dr.Radwa