من المشروعات الحيوية والمهمة، أنفاق قناة السويس والتي انتهى إنشاؤها أسفل قناتي (السويس القديمة والجديدة ) للعبور إلى سيناء الحبيبة، حيث قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بافتتاح نفقي (الإسماعيلية وبورسعيد) خلال الاحتفالات بأعياد انتصارات أكتوبر المجيدة، لتكون ملحمة الشعب المصري في سيناء قد استكملت حلقاتها، بانتصار عظيم في حرب السادس من أكتوبر الذي حققه أبناء القوات المسلحة المصرية ثم مفاوضات طابا وعودة كاملة للأراضي، فحفر وإنشاء قناة جديدة سيحقق السيطرة الكاملة على سيناء ومواجهة الإرهاب والقضاء عليه.
هذا المشروع له أهداف كثيرة ومتعددة منها ربط شرق القناة بغربها، وفتح الطريق بشكل أوسع وأسرع أمام حركة العبور للمواطنين والمسثمرين لدقائق معدودة ( 15 دقيقة) ومنها ستنطلق حركة العبور من خلال (أربعة أنفاق) تساعد في سرعة حركة البناء والمشروعات الجديدة والانتقال والتنقل سعياً لحياة أفضل للشباب وتحقيق أحلامهم بمشروعات صغيرة ومتوسطة، والتوطين في منطقة من أجمل مناطق العالم بسحرها من طقس وطبيعة خلابة وبحر وعراقة وتاريخ.
وعلى مدار نحو عام ونصف العام سطر عمال مصر ومهندسوها بحروف من نور فى دفاتر التاريخ ملحمة جديدة من الإنجاز، لتعبر مصر من جديد إلى أرض الفيروز عبر أنفاق قناة السويس الجديدة فى دقائق معدودة، ينطلق من خلالها قطار التنمية السريع داخل سيناء وتبدأ مرحلة الازدهار، بجذب 100 مليار دولار جديدة فى مشروع محور إقليم قناة السويس واستصلاح 400 ألف فدان وتوطين 3 ملايين نسمة، وتعد أنفاق قناة السويس، انطلاقة حقيقية لتنمية سيناء وربطها بدلتا النيل، حيث ساعدت الأنفاق على إحياء مشروع استصلاح ٤٠٠ ألف فدان بسيناء عن طريق إنشاء محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر بطاقة 5 ملايين مترمكعب فى اليوم، بتكلفة 739 مليون دولار.
إن افتتاح مشروع الأنفاق يعتبر بداية لتنمية سيناء بالكامل، وانطلاقة قوية لجذب أكثر من ١٠٠ مليار دولار للمشروع القومى لتنمية محور قناة السويس كما حددته الدراسات الأولية للمشروع لتعظيم دور إقليم قناة السويس كمركز لوجستى وصناعى عالمى متكامل اقتصادياً وعمرانيا ليصبح قاطرة الاقتصاد خلال الفترة القادمة، كما أن البنية الأساسية لها دور أساسى فى جذب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر، وأن الأنفاق سيكون لها دور فى جعل الإقليم محوراً مستداما يتنافس عالميا فى مجال الخدمات اللوجستية والصناعات المتطورة والتجارة والسياحة.
ويعتبر مشروع تنمية محور قناة السويس من أضخم المشروعات القومية العملاقة، وهو يضم سلسلة من المشروعات المتكاملة الصناعية والسياحية والعمرانية وغيرها ، إلى جانب تأسيس جيل جديد من المدن الجاذبة للسكان مثل مدينة الإسماعيلية الجديدة ، مما يساهم فى إعادة رسم خريطة مصر الاقتصادية والسكانية .
ويشهد محور تنمية قناة السويس إنشاء أطول رصيف حاويات فى العالم بميناء منطقة شرق بورسعيد، وإنشاء محطة الصب السائل بالعين السخنة، وتخصيص ٩٦ ألف متر لإنشاء مصنع لتجميع السيارات بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وتوصيل المرافق لمجمع صناعى كبير فى مدينة القنطرة غرب بتكلفه حوالى ٣٠٠ مليون جنيه ، وإنشاء ٩ أرصفة بتكلفة حوالى 2.5 مليون جنيه فى ميناء بورسعيد، وتضم المنطقة الاقتصادية عدة موانئ هى ميناء غرب بورسعيد، ميناء شرق بورسعيد، ميناء الأدبية، ميناء العريش، ميناء الطور، ميناء العين السخنة، وبهذه الموانئ الجديدة يصبح إقليم قناة السويس بالكامل داخل المنطقة الاقتصادية إضافة إلى المنطقة الصناعية شرق بورسعيد، ومنطقة وادى التكنولوجيا شمال الإسماعيلية، والمنطقة الصناعية شمال غرب خليج السويس.
ومن شمال لوسط وجنوب سيناء حيث يجرى العمل فى عدد من مشروعات الطرق والمحاور الرئيسية باستثمارات تتجاوز المليار جنيه وتشمل: توسعات طرق دهب - طابا ودهب - سانت كاترين بالإضافة إلى طريق سانت كاترين- الطور وذلك لخدمة أهداف التنمية والسياحة، وهناك 4 مشروعات ينفذها جهاز تعمير سيناء، بتكلفة 120 مليون جنيه، حيث تم الانتهاء من المرحلة الثالثة لإنشاء ورصف الطرق الداخلية بمدينة دهب، بطول 16 كم، بتكلفة 45 مليون جنيه، وازدواج مدخل مدينة طور سيناء من اتجاه كمين الوادي، وتأهيل بعض الطرق الداخلية بمدينة الطور، بتكلفة 30 مليون جنيه، ويجرى حاليا تنفيذ طريق يربط بين تجمعى أبو غراقد ووادى مكتب بمركز أبو رديس «المرحلة الأولى»، بطول 14 كم، بتكلفة 25 مليون جنيه. بخلاف 4 مشروعات طرق أخرى، بتمويل من محافظة جنوب سيناء، بتكلفة 420 مليون جنيه.
كما تم الانتهاء من مشروع إنشاء ورصف الطرق الداخلية بالسوق القديم بمدينة شرم الشيخ، بتكلفة 14 مليون جنيه، ومشروع رصف طرق داخلية بمدينتى أبو زنيمة، وأبو رديس، بتكلفة 8 ملايين جنيه، وتم تنفيذ مشروع إنشاء ورصف طرق داخلية بمدخل مدينة الطور، بتكلفة 14٬5 مليون جنيه، ومشروع إنشاء حواجز خرسانية بطريق شرم الشيخ / دهب، بطول 12٬25 كم، بتكلفة 5٬8 مليون جنيه، بالإضافة إلى الطريق الأوسط بشرم الشيخ بطول 12 كيلومترا وعرض 60 مترا، وطريق رأس النقب- نويبع بطول 103 كيلومترات وعرض 11 مترا، وطريق طابا - النقب بطول 28 كيلومترا وعرض 11 مترا.
وقد ساهمت عمليات الحفر بشكل كبير فى خلق فرص عمل جديدة لأهالى محافظات القناة، حيث وفرت ما يقرب من 3500 فرصة عمل لأبناء مدن القناة، وعمل فى أنفاق بورسعيد 4 آلاف عامل يومياً بين مهندسين وفنيين وعمال.
ومن ضمن أهداف حفر الأنفاق والتى استهدفتها الدولة تعظيم المنتج المحلى وهو ما تمثل فى بناء مصنعى الحلقات الخرسانية العملاقة فى كل من الإسماعيلية وبورسعيد.
بعد أن ظلت خطة توطين أهل الوادى والدلتا بسيناء مجرد أحلام وطموحات لسنوات طويلة أصبح الحلم حقيقة بعد افتتاح أنقاق قناة السويس التي ستربط سيناء بالوادي والدلتا، فطبقا للخطة التي وضعتها الحكومة هناك إنشاء مشروعات ستصل تكلفتها الي 15 مليار دولار حتى عام 2022، لإعادة توزيع خريطة مصر السكانية وإيجاد قاعدة لجذب الاستثمارات والسكان في سيناء ذلك لما تمتلكها من إمكانات استثمارية واعدة في مجالات (التعدين والزراعة والاستزراع السمكي والسياحة)، ويسهم في خلق بيئة تنموية متكاملة يستفيد منها أهالي سنياء.
كما تعد أنفاق قناة السويس الجديدة مشروعاً قومياً سياسياً عسكرياً اقتصادياً لأنها تحقق اختصارا غير مسبوق لزمن عبور القناة يتراوح بين (10: 20 دقيقة ) بدلاً من الانتظار على المعديات لأيام، ولربط سيناء عن طريق أنفاق بورسعيد والتى تصل إلى شمال سيناء، وأنفاق الإسماعيلية والتى تصل إلى وسط سيناء، وازدواج نفق الشهيد أحمد حمدى والذى يربط جنوب سيناء، لتصبح سيناء مرتبطة بالدلتا بشكل كامل.، من أجل تنمية أرض
الفيروز وإنشاء أنفاق وكباري جديدة هي أولى خطوات تنفيذ الخريطة الاستثمارية الموضوعة من قبل الحكومة من أجل تنمية سيناء وربطها بالوادي وهو ما سيساعد بدوره على وجود تجمعات صناعية وسياحية ضخمة تعود بالنفع على مجتمع الأعمال في مصر بالكامل، بالإضافة إلى تشجيع العديد من المستثمرين في قطاع السياحة على الاستثمار في مدن شرم الشيخ ودهب وطابا سيؤدي إلى ارتفاع معدلات القبول على المنتجعات السياحية بجنوب سيناء، حيث أن الأنفاق الجديدة جعلت السفر من القاهرة إلى شرم الشيخ لا يستغرق إلا(4 ساعات) في مقابل (نحو 7 ساعات قبل افتتاح الأنفاق)، نظراً لاعتماد المسافرين طوال الأعوام الماضية على نفق الشيهد أحمد حمدي حيث أنه النفق الوحيد الذي كان يؤدي للوصول إلى شرم الشيخ، وهو ما كان أحد أهم أسباب هروب الصناع والمستثمرين من الاستثمار على أراضي سيناء وبتذليل هذه العقبات عن طريق الأنفاق تم تسهيل حركة مرور البضائع من وإلى سيناء مما يساهم بشكل فعال وحقيقي في التنمية ويحول محافظة سيناء من صحراء إلى جنة خضراء.
وأخيراً فإن مصر تضع استراتيجية ( يد تبني ويد تحمل السلاح ) محل التنفيذ وبالتالي لم يعد اللجوء إلى القوة العسكرية والأمنية هو الحل الوحيد للقضاء على الإرهاب فبعد أن نجح رجال قواتنا المسلحة في توجيه عدة ضربات ناجحة إلى الجماعات الإرهابية وتطهير سيناء منهم ، تتجه الدولة حاليا إلى التنمية لمواجهة الإرهاب وأصبح من الضروري أن يترجم ذلك إلى واقع ملموس يشعر به كل المصريين، حيث جاءت الأنفاق التي تم افتتاحها خلال شهر مايو الماضي لتكون البداية وهي فرصة حقيقية لتحقيق حلم ظل يراود المصريين لعدة عقود وهو تحويل سيناء إلى منطقة بها العديد من الاستثمارات ومكان يعج بالسكان، ولعل الكثافة السكانية في سيناء هي السبيل الأمثل لمواجهة الإرهاب أو أية محاولات لتخريب أراضي سيناء.