أمل سكان سيناء في استعادة حياتهم الطبيعية وتعويضهم عما عانوه خلال الحرب على الإرهاب.
كل الشواهد تؤكد على أن سيناء كانت كلمة السر في التعجيل بقيام ثورة ودولة 30 يونيو التي كان تأخير قيامها كفيلاً بضياع الأرض للأبد وبأيادِ جماعة إرهابية محسوبة على المصريين وتولت حكمهم في أيام بدت حالكة السواد ولم يكن للأمل في الخلاص منهم مكان في نفوس أكثر المتفائلين.
وفجرت هيلارى كلينتون ، مفاجأة من العيار الثقيل في كتابها الأخير "كلمة السر 360" المطروح أخيرًا بأمريكا، أكدت فيه أن الولايات المتحدة الأمريكية دخلت الحرب العراقية والليبية والسورية وكل شيء كان على ما يرام وجيد جدًا، وفجأة قامت ثورة شعب مصر في 30 يونيو، والتي أطاحت بـ مرسي والإخوان من حكم مصر، وكل شيء تغير في خلال 72 ساعة.
واستكملت كلينتون: كنا على اتفاق مع الإخوان على إعلان الدولة الإسلامية في سيناء وإعطائها لحماس، وجزء لإسرائيل لحمايتها، وانضمام حلايب وشلاتين إلى السودان، وفتح الحدود مع ليبيا من ناحية السلوم.
وأوضحت أنه تم الاتفاق على إعلان الدولة الإسلامية يوم 5
يوليو 2013، وكنا ننتظر الإعلان لكى نعترف نحن وأوروبا بها فورًا.
وتابعت:
"كنت قد زرت 112 دولة في العالم من أجل شرح الوضع الأمريكي مع مصر، وتم الاتفاق مع بعض الدول الصديقة على الاعتراف بالدولة الإسلامية حال إعلانها فورًا، وفجأة تحطم كل شيء، وكل شيء كسر أمام أعيننا من دون سابق إنذار، شيء مهول حدث، ولذلك فكرنا في استخدام القوة".
وحدهم أهل سيناء لمسوا بأنفسهم الخطوات المتسارعة لتنفيذ المخطط الأمريكي بالاشتراك مع الإخوان والجماعات المتطرفة التي سيطرت على كل مظاهر الحياة وكادت تلغي مدنية الدولة ومؤسساتها في كافة القطاعات خاصة القضاء الذي استبدل بالمحاكم الشرعية بخلاف الاستيلاء على كافة المناصب المدنية من خلال توليتها لعناصر الجماعة ورموز الحركة السلفية وتعيين نائب لمحافظ شمال سيناء عضو مكتب إرشاد الإخوان فيما عين آخر مستشاراً للرئيس لشؤون سيناء وكلاهما من غير المؤهلين حتى باتت الإمارة شبه كاملة في ظل انتشار غير مسبوق للسلاح بين عناصرهم ساعد في فرض سطوتهم على سكانها وزرع الخوف بينهم حتى فقدوا أي أمل في استعادة حياتهم الطبيعية .
لم تقتصر الأمور عند ذلك حيث تحولت سيناء إلى ممر لعمليات تهريب واسعة للعملات الأجنبية المزورة "الدولار الأمريكي" على وجه الخصوص نسخ إسرائيلية وإيرانية يصعب تمييزها أغرقت الأسواق المصرية في حرب استهدفت تدمير الاقتصاد المصري ....غزو من نوع جديد تواطأت فيه عناصرالجماعة الإرهابية بغض الطرف والسماح باستنزاف الاحتياطي النقدي المصري .
صارت الدنيا ظلاما وأيقن المصريون من المقيمين على أرض سيناء أن القادم أصعب ولم يعد أمامهم مثلهم مثل كل المصريين سوى أمل وحيد في ثورة لا بد فيها من تحالف الشعب مع جيشه.
القوات المسلحة المصرية لم تترك شيئاً للصدفة وكانت على وعى كامل بكل ما يجرى فى سيناء، رصدت مخططات الجماعة واستطاعت أن تعزل سيناء عن محافظات الدلتا قبل ثورة 30 يونيو حتى لا تنتقل جماعات الإرهاب التي بدأت نشاطها وانتشارها بشكل مكثف في سيناء وكان لا بد من منع امتداد نشاطها الى داخل الدلتا وتنفيذ عمليات إرهابية ضد المدنيين فى المحافظات المختلفة، كما استطاعت أن تسرع فى إغلاق أكبر عدد من الأنفاق وتدميرها حتى لا تتسلل مجموعات من حماس إلى أرض سيناء كما حدث إبان ثورة يناير، واستطاعت القوات المسلحة بذلك أن تمنع حوادث إرهابية عديدة داخل مصر .
بدأ الحراك الشعبي المطالب بالتخلص من حكم الجماعة الإرهابية مبكراً وشاركت جموع الناس في حركة تمرد المطالبة بخلع "مرسي"
وجماعته رغم التهديدات التي تعرضوا لها بالقتل وبدأ أهل سيناء يدفعون الثمن مبكراً بالتزامن مع استهداف نقاط القوات المسلحة زمن المخلوع "مرسي"
وهو ما يؤكد مسؤوليتهم عن كافة الحوادث الإرهابية قبل وبعد ثورتي يناير و30 يونيو .
اندلعت ثورة 30 يونيو 2013 لتصبح مصر مركزا للأحداث والاهتمام وتنقلب الموازين في العالم أجمع وتصبح مخططات تغيير المنطقة وخلق شرق أوسط جديد وفقا لأهواء القوى الدولية في مهب الريح بعد استعادة الشعب والجيش زمام السلطة ما أتاح الفرصة مرة أخرى لبقاء كيان الدولة المصرية على مدنيتها والهروب من محاولات جرها إلى صيغة الدولة الدينية وتفكيكها على أسس لم تكن عقائدية فقط بل امتدت لتتجاهل المصالح العليا للشعب المصري وأمنه القومي .
أثرت فترة حكم الرئيس الأسبق محمد مرسى ، واتباع سياسة التهميش والإقصاء للقوى المدنية والليبرالية، ونشر خطاب الكراهية بشكل كبير على سيناء وأهلها وباتوا أول ضحايا المواجهة.
ولم ينتظرالشعب أكثر من ذلك فخرج عن بكرة أبيه لينهى حكم جماعة الإخوان التى كشفت عن نواياها فى تحقيق مخطط حلم الخلافة .
حمى الجيش المصري الإرادة الشعبية ولم يتصادم معها في 30 يونيو، ودفع كلاهما الثمن.
في أعقاب ثورة 30 يونيو حين انتشرت الآلاف من العناصر الإرهابية من خلال الأنفاق والسواحل، داخل سيناء، وتمركزت تلك العناصر في شمال ووسط سيناء، وبالأخص في المثلث رفح والشيخ زويد والعريش، مستغلين حالة التخبط الأمني في الدولة وأن المنطقة (ج) في سيناء بها عناصر رمزية من قوات الأمن المركزي طبقا لاتفاقية السلام مع إسرائيل.
وبدأت المواجهة بين القوات المسلحة والأهالي من جانب والتنظيمات الإرهابية التابعة لجماعة الإخوان من جانب آخر، لتطهير البؤر الإجرامية في سيناء، من تلك العناصر، وقدمت القوات المسلحة والشرطة المدنية وسكان سيناء مئات الشهداء والمصابين من أجل استقرار الوطن .
ومع اقتراب الحرب على الإرهاب عاود الأمل سكان سيناء أن تعوضهم "دولة 30 يونيو" عن كل المعاناة والضرر الذي أصابهم في المال والوطن والولد في ظل خطوات ومشاريع ملموسة كان أبرزها أنفاق الإسماعيلية التي نقلت سيناء وناسها إلى قلب الوطن.