في مصر مشارب شتى تجمع كل إنسان بمن يهوى
ويعشق من الصوفية الكبار والأولياء , وكل واحد وكما يهوى وكما قيل في المثل : (
الرجل تدب مطرح ما تحب ) , والمثل الآخر : ( وللناس فيما يعشقون مذاهب ) , وعلى
سبيل المثال فقد رأيت رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب حاضرا في حضرة الشيخ صالح
الجعفري بالدراسة والتي تقام مساء الأحد والخميس بعد صلاة العشاء وكلها في مدح
الرسول , كذلك حضرالفنان الشاب مصطفى شعبان في مولد الجعفري في الليلة الختامية .
ناهيك عن كل مشايخ الأزهر باعتبار أن الشيخ صالح كان شيخا للجامع الأزهر مدة نصف
قرن وجمعته صداقة متينة بشيخه د.عبد الحليم محمود , ولذلك يحرص كل مشايخ الأزهر
الكبار على حضور مولده وأكثر من ذلك يقدم د. مجدي عاشور مستشار المفتي درسا علميا
أسبوعيا في شرح الحكم العطائية بمسجد الجعفري .
أما الشيخ الشعراوي فأتباعه كثيرون من لواءات
شرطة وقراء ورجال أعمال أشهرهم حسن راتب , والكابتن طاهر أبو زيد نجم الأهلي
ويحرصون بين الوقت والآخر على الحضور برواقه المواجه لمسجد السيدة نفيسة , طبعا
هناك دعاة أزهريون ثابتون بالمجلس مثل د. خالد المهدي ود.محمد العربي ومحمود
عابدين ومن المنشدين كثر مثل فرقة عمر خطاب وقراء قرآن كثر , وإطعام الطعام
والمشروبات بند ثابت في كل الحضرات على اختلافها . ويتصدر المجلس هنا ولدا
الشعراوي سامي وأحمد وزوج ابنته د. عصام .
وفي حضرة شيخ الطريقة النقشبندية عبد الرحمن
سلامة العزمي رأيت القارئ الطبيب أحمد نعينع باستمرار حيث اعتبر الشيخ العزامي
كوالده وهي حضرة تكون مساء كل يوم أحد في بيت الشيخ بمدينة نصر , وللعلم رحل الشيخ
قبل عامين واستمرت حضرته وبها عدد من اللواءات السابقين ورجال الأعمال وتتلخص
بقراءة القرآن خاصة سورة يس وقصار السور كورد أسبوعي مع درس ديني للدكتور عبد
الحكم الصعيدي أو د. عبدالله كامل .
وفي الزقازيق يتصدر الشيخ صالح أبو خليل شيخ
الطريقة الخليلية المجلس ومن رواده كثر من رجل الأعمال محمد المرشدي للفنانين حنان
شوقي وهاني شاكر وغيرهم الكثير .
وقد غنى محمد ثروت بعضا من أغانيه الدينية من
أشعار الشيوخ صالح الجعفري ومحمد ماضي أبو العزايم والإمام البرعي .
أما الفنان المنشد أحمد الكحلاوي فقد طبع
وأصدر ستة ألبومات كاملة من ديوان ( الأغاني العزمية ) للشيخ محمد ماضي أبو
العزايم وكما قال لي فإنه كان يغني في فنادق سويسرا وبعض مدن أوروبا حتى تكرر معه
حلم أو رؤيا مرات لشيخ يقول له : ( يا نفس هيا صالحي مولاك ) حتى نزل مصر وزار
أخته د. عبلة الكحلاوي فوجد عندها كتابا صغيرا باسم ( الأغاني العزمية ) وعرف منه
أنها ألقت درسا في ندوته الشهرية فأهدوها عدة كتب كان منها الديوان وفتحه فوجد
البيت الذي كان يأتيه مناما كاملا فشرع في التعرف على الطريقة العزمية ثم بدأ يغني
أشعار الشيخ أبو العزايم .
أما قطب الدائرة الأكبر للمحبين بعد سيدنا
الحسين وزيارة ضريحه العامر من كل الناس والطبقات فهي السيدة نفيسة حبيبة المصريين
ومن روادها الدائمين اليوم جلال السعيد وزير النقل ومحافظ القاهرة السابق
والمستشار طلعت حماد وفاروق التلاوي محافظ الفيوم الأسبق ويصلون الجمعة بمسجدها ,
أما محبو الست من الفنانين فحدث ولا حرج غالبيتهم ولكن يزورونها فجرا بعيدا عن أعين
الناس وهناك من يصمم في وصيته ألا تخرج جنازته إلا من مسجدها تبركا بها . وأكثر من
هذا هناك من يبدأ يوم زفافه من ضريحها تبركا بحياته الجديدة !
إطعام الطعام
وهناك أمر ثابت وإن كان كثيرون لا يتكلمون
فيه وهو أن بعض رجال الأعمال من المشاهير ينفقون على بند إطعام الطعام في هذه
الحضرات من أموالهم دون أن يفصحوا عن ذلك كما لا يحب مشايخ الطرق الحاليين الإفصاح
عن أسمائهم وعلى سبيل المثال يتكلف مولد سيدي الشيخ صالح الجعفري وهو لمدة أسبوع
كامل في رجب نحو 150 ألف جنيه يدفع شيخ الطريقة وحده منها خمسين ألف جنيه ما بين
استضافة محبين من السودان وليبيا وماليزيا وإطعام الطعام طوال أيام المولد لكل
زائر . وأخبرني ثقة أن رجل أعمال كبير يتبرع للشيخ صالح أبو خليل بنحو مليون جنيه
سنويا , ودائما ما يقول مشايخ الطرق إن مدد الشيوخ واسع ولو كانوا يسحبون من بنك
لنفد ولكنهم من مدد الله لمشايخهم , كما حال الحاج صلاح نفادي القائم على تقديم
وجبتين على باب السيدة زينب يوميا بعد صلاتي الظهر والعصر وهوضابط جيش بالمعاش
وقال لي : ليس لي علاقة بالخدمة ولكنني خادم عند ستنا السيدة زينب ولم أغلق يوما ولا
أحسب لها حسابا ولن تتوقف النفحات أبدا أمام أعتاب أسيادنا آل البيت وأقطاب التصوف
بعكس المساجد الأخرى التي ليس بها ولي أو قطب .
وقد استوقفت ظاهرة إطعام الطعام أمام وفي
مساجد آل البيت والأولياء تلك بعض الأجانب فدرسوها وصوروها مثل دكتورة ألمانية
تستمر علاقتها بالحاج صلاح لسنوات ويرون في الظاهرة شكلا من أشكال التكافل
الاجتماعي بين المواطنين بعيدا عن الحكومة أو العمل الخيري الرسمي . وبالطبع
تتباين أنواع النفحات وأقلها قرصة أو رغيف بقرص طعمية أو جبن وأكثرها صينية كاملة
مكونة من أرز وخضار ولحم وشوربة وسلطة وخلافه، والحلو كنافة أو بسبوسة , وهناك من
يقدم طبق العدس شوربة ساخنة مع رغيف الخبز كحال الحاج مصطفى محمد عند سيدي علي
البيومي في الحسينية كل يوم جمعة , وهناك من يقدم الفول النابت مع الخبز , وكوب
الشاي بند ثابت في كل الحضرات , كذلك هناك من يقدم الطعام في طبق كبير أرز وفتة
ولحم ويأكل من كل طبق ثمانية مريدين كالحال عند الشيخ صالح الجعفري ومنهم من يقدم
صينية مستقلة لكل زائر كرواق الشيخ الشعراوي .