الأحد 24 نوفمبر 2024

المبدعون أجمعوا علي رأينا وأضافوا أيضاً ضرورة تطوير التعليم والثقافة .. «الكواكب» تقترح إنشاء صندوق لتمويل أعمال فنية تحارب الإرهاب

  • 25-4-2017 | 11:32

طباعة

تحقيق: عمرو محيى الدين

بعد فرض قانون الطواريء لمدة 3 أشهر فى مصر على خلفية حادثتي الكنيستين فى طنطا والإسكندرية وهنا يبرز دور الفن، هذه القوة الناعمة التى تؤثر فى ملايين من الجماهير سواء كان فنا دراميا أو موسيقيا أو تشكيليا لتنوير المجتمع وتثقيفه والارتقاء به خاصة وأن كثيرا من الآراء أجمعت علي أن محاربة الإرهاب تكون بالأعمال الفنية والندوات الثقافية وليس بالقمم العربية والطرق الدبلوماسية والمقابلات البروتوكولية، كما جاء في أحد تصريحات كمال الهلباوي، كان فى جعبة صناع الفن الكثير من الأفكار والمقترحات لتقديم فن مختلف وراق ودعم جهود الدولة لمكافحة الإرهاب.

حصص التربية الفنية

يقول الفنان التشكيلي محمود الببلاوي: فى هذا التوقيت الذى تعاني فيه الدولة من الإرهاب والتطرف أرى أن جميع الهيئات والمؤسسات عليها أن تتكاتف جميعا فى صف واحد، من أجل مجابهة هذه الكارثة، وعلى كليات الفنون الجميلة أن تبدأ فى الإعداد لمشروعات طلابية تعطي إحساسا بالجمال ومكافحة الإرهاب، وكذلك حصص التربية الفنية فى المدارس وعليها دور كبير فينبغى ألا تكون تلك الحصص فى المدارس كمالة عدد فى المدارس، فلا يمكن لمن يمسك ريشة أن يحمل سلاحا، وقد عانيت من الإرهاب حتى أن لدي شقة فى العريش لا أستطيع الذهاب إليها بسبب الحوادث الإرهابية هناك.

أغنية السلام

أما المتحدث باسم نقابة المهن الموسيقية طارق مرتضى فيقول: إن محرابنا هو الكلمة التى تؤثر فى الفرد، لأن الفرد هو الأساس فى بناء المجتمع، والأغنية الآن لابد وأن تكون أغنية السلام، أغنية لنبذ العنف، أغنية تغزو العالم كله لترسخ السلام وتنبذ التطرف.

وبسؤاله عن رأيه فى إطلاق «الكواكب» لفكرة إنشاء صناديق مختلفة من النقابات لدعم مجهود الدولة فى مكافحة الإرهاب قال مرتضى: هذا هو دور الفن وأنا أؤيده فكوكب الشرق أم كلثوم كان لها دور لا ينسى فى إقامة حفلات خارج مصر وجمع أموالها من أجل التبرع للمجهود الحربي، كما أن نقابة المهن الموسيقية هي أول جهة أعلنت تضامنها مع أسر ضحايا الحادث، والحداد، والموسيقيين من النسيج الوطني الذى لا ينفصل عنه أبدا، ودائما به مجموعات متفاعلة على مستوى الحدث، وأزعم أنه يتم عمل غنائي كبير فى الفترة الحالية يحكى للنشء معنى الوطن وتحريم قتل النفس، كما أننى أرفض أنواع الموسيقى التى توجه للعنف، أؤيد أى مبادرة تهدف مساعدة الدولة فى مكافحة الإرهاب.

سينما على مستوى الحدث

أما السيناريست بشير الديك فيقول: أهم الطرق أمامنا فى مجال السينما هو أن نصنع سينما مناسبة وعلى مستوى الأحداث، وأن تكون صناعة السينما جيدة، ونقدم فنا هادفا قادرا على المقاومة، لن أكون سعيدا إذا قدمنا فيلما عن الإرهابيين مثلا بالشكل التقليدى الذى ألفناه، ولكن نريد سينما جيدة تصنع حصانة للمجتمع من الوقوع فى فخ الجماعات المتطرفة، فنحن الآن على مشارف فترة صعبة جدا أشبه بحرب عالمية ثالثة، بشكل وضاء كنور الشمس، والفن الجيد الذى ذكرته هو الفن الجيد، المنضبط، المنطقي، حتي نفيق من الغيبوبة القبيحة التى زادت أخيراً فأصبحنا فى حالة "ضياع" شديدة سواء مصر أو المنطقة كلها، أما عن إطلاق الصناديق للتبرع من أجل مساعدة مجهود الدولة فى مكافحة الإرهاب أو غير ذلك فكله نشاط اجتماعي مهم، لا يضر، ولكن الأكثر أهمية أن نكون " بني آدمين" ونقدس القانون، ونقدم فنا مهموما بقضايا العصر.

وعن قانون الطوارىء يقول الديك: فرحت به جدا ولن يمنع الحريات كما يردد البعض لأننا نعيش الآن فى مجتمع مهدد بالضياع والدمار وعلينا أن نفيق بلا إطلاق أصوات مرتفعة، فالمجتمعات الغربية تقعل أكثر من ذلك عندما تجد خطورة على أمن بلادها، فهذا القانون هو أمر حتمي فى تلك الأيام الصعبة.

دعاية جديدة للإسلام

أما الفنان محمد أبو داود فيقول: الفن من أهم الواجهات التى من الممكن أن تواجه الإرهاب، عندما ينفق عليه بشكل جيد، وأتذكر الفيلم البوليودي "اسمى خان" وكيف خلق دعاية جديدة للدين الإسلامي بشكل جميل وعن سماحة الدين، ففيلم واحد من الممكن أن يؤثر فى ملايين من المواطنين، والأفلام السينمائية من أهم الأشكال التى تساعد على توجيه الفكر، أما النقابات وغير ذلك فهي معنية بعمل بيانات والمسألة ليست تكوين صناديق لدعم مجهود الدولة فى مكافحة الإرهاب أو غير ذلك فكل هذه الأشياء يدخل فيها المتاجرات والشو وتبعد عن الموقف الحقيقى الذى ينبغى أن يتم اتخاذه.

سلاح التنوير

فيما يقول السيناريست عاطف بشاي هناك أشياء هامة ينبغى أن نراها فى المناخ الفني وهى الرسالة التنويرية، التنوير هو السلاح، وجاء الوقت للقضاء على الدراما الضارة التى لا يصحبها تثقيف ولا تنوير، وعليك كمثقف أن تدرك هذا من البداية، وقد كتبت مسلسلا بعنوان تاجر السعادة الذى جسده بطولته الفنان الراحل خالد صالح، وكان به نبوءة بثورة قادمة نتيجة سيطرة الدجل والشعوذة والأفكار المغلوطة المسيطرة على المجتمع والرسالة لم تكن مباشرة ولكنى كنت مؤمنا بما أقدم، وهذا هو دور كل من يصنع فنا، ونحن للأسف حتى هذه اللحظة نقاوم الإرهابيين ولا نقاوم الإرهاب نفسه، كمثل رجل أصاب بيته الغرق فيغفل عن السبب الحقيقي ويبذل جهدا فى تجفيف المياه دون أن يغلق صنبور المياه، فتظل المشكلة قائمة دون حل، والقضية هى البحث فى الأسباب، ينبغى ألا تحتوى الأعمال الفنية على رسائل كراهية أو تمييز أو ازدراء أديان او رسالة للانتقام والتى تلاقي مردودا طيبا لدى قاعدة نسبة الأمية فيها كبيرة، فالأمية مع الأزمة الاقتصادية مع الجهل وغياب الثقافة التنويرية تؤدى إلى الإرهاب.

مدح الرسول

أما الموسيقار هاني شنودة فيقول: دائما تنبع الأفراح من باطن الأحزان، وأنا منذ زمن كتبت أغنية فى مدح الرسول الكريم تعبر عن السماحة والمحبة، ولكن مشكلتنا أن مثل هذه الأغاني لا يسمعها سوى المثقفين من محبي الفن، نريد أن نقدم فنا يصل إلى سائق التوك التوك ورجل الشارع البسيط، لأن هؤلاء هم أكثر عرضة للاستقطاب فى الجماعات المتطرفة، وعلى الفن أن يلعب دوره فى تنويرهم ويكون على قدر المسئولية، وأنا أسعى فى الفترة الحالية لتقديم أغانى مهرجانات تصل إلى رجل الشارع البسيط من أجل تنويرهم، وأبحث عن منتج يتحمس لهذه الأنواع من الأغاني، فالمثقفون ليسوا هم غرضنا الآن، ولكن هدفنا هم البسطاء، وأنا لست ضد أغانى المهرجانات مادام كلامها خاليا من الإسفاف، كما أرى أنه ينبغى أن يتكاتف العاملون بالإعلام ويوجهوا رسالة حقيقية لنبذ العنف والتطرف.

وأيد هاني شنودة فكرة إقامة حفلات وسهرات للمطربين بالتنسيق مع وزارات الثقافة والشباب والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام وذهاب جزء منها لدعم مجهود الدولة فى مجابهة الإرهاب، وأنا على استعداد أن أفعل أى شيء لصالح بلادي.

جزر منعزلة

والفنان سامح الصريطي وكيل نقابة المهن التمثيلية ذكر فى كلمته باجتماع النقابات المهنية لمجابهة الإرهاب: أن قانون الطوارىء مهم فى الفترة الحالية لإنقاذ المصريين من الإرهاب وهذه الجلسة ستكون مقدمة لجلسات أخرى ستعقد خلال 3 أشهر وهى فترة قانون الطوارىء، واجتماع كل النقابات بهذا الشكل يؤكد مدى جديتهم فى اتخاذ موقف متعلق بأزمة حقيقية بالبلاد.

وأضاف سامح الصريطي: من المفترض ألا تكون كل جهة فى جزيرة منعزلة فهذه معركة ينبغى أن يتوافر فيها اصطفاف كامل، وتوضع له استراتيجية وخطة عمل، ولا تعمل مؤسسة واحدة بمفردها، حتى الأفلام التى كانت تعرض فى التسعينيات لفضح الإرهاب كانت فى واد والثقافة والتعليم في واد آخر، يجب أن نرى أولا ماذا سيفعل المجلس القومي لمكافحة الإرهاب، ويجب أن يتم استثمار كل قوى الشعب للاتحاد فى الوقت الراهن، ويتساءل الصريطي: لماذا ننتج أفلاما تقبح الإرهاب وفى نفس الوقت يزداد الإرهاب؟!.. لأنه هناك أشياء أخرى غير متكاملة كالتعليم والثقافة الجماهيرية الضائعة والأنشطة الفنية المتراجعة.. ليس لدينا طالب يرسم شجرة بحس فني.. كل هذه العوامل لا ينبغى أن نغفلها، فالنقابات وحدها أو الأفلام وحدها أو التبرع أو الصناديق وغير ذلك لن تعمل وحدها.. فالظرف الراهن يحتاج إلى تكاتف من جميع الجهات.

أما المخرج محمد فاضل فيقول: الآن هناك هيئات إعلامية تشكلت ولها الأولوية فى اتخاذ القرارات، والأهم فى الفترة الراهنة هو طرح أفكار جادة وتنفيذها على أرض الواقع، ولا أرى أن إطلاق النقابات لصناديق للتبرع أو إطلاق الفنانين لحفلات من أجل دعم مجهود الدولة فى مكافحة الإرهاب هو الشىء الأساسي الآن، فأم كلثوم فعلت ذلك منذ 50 عاما لدعم المجهود الحربي ولكن الظروف تختلف الآن وهناك آليات أخرى يجب أن تتخذ على أرض الواقع.

إبداع التشكيليين

الدكتور حمدي أبو المعاطي نقيب الفنانين التشكيليين يؤكد أن النقابات المهنية تلعب دورا كبيرا فى هذا المجتمع ونقابة الفنانين التشكيليين باعتبارها مرتبطة بالابداع وهو القوي الناعمة فى المجتمع ينبغى أن تلعب هي دورها بمبدعيها وهذا هو الأساس، ووجودنا فى اجتماع النقابات المهنية يهدف لدعم الدولة فى محاربة الإرهاب.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة