منذ أن شيدها الإسكندر الأكبر وسميت باسمه وهي يطلق عليها عروس المتوسط
لما لها من جمال وبريق إضافة الي موقع فريد ومتميز، كما أنها العاصمة الثانية بعد
عاصمة الألف مئذنة "القاهرة".
عاصرت الإسكندرية فترات زمنية متعاقبة ما بين ازدهار إلى حروب ودمار..
إلخ من المراحل لتصل إلى ماهي عليه الآن من وضع قد يوصف بـ "المزري والمحزن"...
لكننا اليوم بصدد جانب محدد وهو الجانب السياحي لهذه العروس التي ما بين ليلة
وضحاها قد تصبح ذكرى محطمة على صخرة الإهمال فجانبها النابض حتى الآن يطلب منا
النجدة والاهتمام.
إن الجانب السياحي السكندري منذ أن ولدنا وهو جانب تقليدي لا جديد فيه
ولا ابتكار ما خلق حالة من الرتابة في زيارتنا نحن المصريين له أو زيارة الأجانب له
أيضا وخاصة في ظل غياب جانب النظافة العامة والطرقات والمزارات إضافة إلى غياب
عامل قوي وهام وهو ثقافة الشعب السياحية وبخاصة شعب الإسكندرية.
لإنعاش عروسنا هذه يتطلب الأمر منا العديد من الأمور والجهود المكملة
لبعضها البعض، فلابد من تكاتف كل المعنيين على المستوى المحلي بهذا الملف إضافة
إلى المعنيين بالحكومة المركزية أيضا في ذلك،فلابد من تكاتف المحليات بالإسكندرية
والتنسيق مع وزارة التنمية المحلية لاتخاذ ما يلزم لخدمة ذلك الجانب بتلك المدينة،
وكل على مستواه من وزارة سياحة، وثقافة، وداخلية، وآثار، إلخ من الجهات المعنية.
بالإسكندريه العديد والعديد من المناطق السياحة والتسوقية والترفيهية
ذات الطابع التاريخي والترفيهي
لذلك يجب وضع خريطة سياحية وأجندة لهذا الجانب بالمحافظة بل وبكل
محافظات مصر ، فعلى سبيل المثال لا الحصر، لمَ لا يكون قصر المنتزه منافسا لقصر
فرساي بفرنسا لما يتمتع به من مساحة أكبر وجمال وعراقة أعظم بل وقيمة تاريخية أرفع
وأعمق، تجعله مزارا سياحيا مطورا يشكل نقلة نوعية بالإسكندرية وربما مع الوقت ينحي
فرساي جانبا، فمن يذهب إلى باريس ولا يذهب إلى فرساي، فنريد نحن المصريين أن نقول "من
يذهب إلى الإسكندرية ولا يذهب إلى المنتزه".
لمَ لا توضع بعض المقتنيات ذات الروح التي كانت متواجدة فعليا بقلعة
قايتباي وسرد قصة تلك القلعة من خلال تشييد نموذج مصغر للصوت والضوء كما الأهرامات
وأبو الهول بالجيزة، فـ "قايتباي" الآن جسد بلا روح .
لمَ لا يعاد تشغيل مطار النزهة القديم ولو اقتصر مبدئيا على دول
المتوسط ويعاد تشغيل باقيه مرحليا لما سيشكله من فارق كبير وملموس ، حيث إنه سيكون
بديلا أو شريكا لمطار برج العرب كلٌ حسب قرب المسافة للوافدين من الأجانب
والمصريين.
لكن قبل كل ذلك وكل تلك الأمور والنقاط لابد من تكاتف أبناء
الإسكندرية وخاصة الشباب والجهات المعنية في وضع أجندة وخريطة سياحية قابلة
للتنفيذ وتنفيذ دورات سياحية تثقيفية لأبناء شعب الإسكندرية لكن يجب أن تراعي تلك
الأجندة أن تكون موجهة في المقام الأول إلى الشعب المصري وشعوب المتوسط أجمع وبشكل
أخص أبناء الحضارة الإغريقية والرومانية وبعد ذلك تأتي بقية دول العالم مع مراعاة
الجانب المكمل للشق السياحي وهو جانب التسوق والترفيه.
فالإسكندرية لطالما كانت تتمتع بأماكن كثيرة للترفيه والتسوق، فهناك أفريكانو
بارك سيتي، جرين بلازا مول.. إلخ من مناطق الترفيه والتسلية والتسوق.
إن ظللنا نتحدث عن الإسكندرية لن ننهي ما نكتب وما تقرأون لكن ما يهم
إنعاش سياحتنا بتلك المدينة، لإحداث فارق في السوق السياحي وجعلها قيمة مضافة
للأجندة السياحية المصرية عموما، وتخليق منافس قوي جديد بسوق البحر المتوسط
السياحي.. إلخ من تلك القيم المضافة لمصر وسياحتها.
ومجلة الهلال إذ تبادر بالمشاركة والمساهمة بخطة موضوعة لإنعاش
السياحة بالإسكندرية من خلال أفكار مبتكرة وجديدة حال طلبت الجهات المختصة ذلك.. حفظ الله مصر... حفظ الله الشعب... حفظ الله السلام.