الجمعة 5 يوليو 2024

أكتوبر.. وإبداعات الحرب

فن22-10-2020 | 15:03

فى السيرة الشعبية فى كل رواياتها هى سيرة معارك وحروب ولا يستثنى من ذلك سيرة واحدة من هذه السير التى يصل عددها إلى تسع سير هى حصيلة إبداع الأمة العربية.

وكان موقف جابر أبوحسين من شهادة ابنه الاعتزاز والفخر فهو لم يعد يروى عن شهداء بعيدين عن واقعه ولكن ابنه أيضاً أصبح واحداً من هؤلاء الأبطال.

لقد كان لهذا الابن مكانة كبيرة فى قلب والده فهو الابن المتميز الذى يمثل امتداد الخير والجمال على هذه الأرض.

ولقد أضاف هذا الحدث إلى روايته للسيرة روحاً جديدة وهو يصور الحرب ويصور الشهداء فى حروبهم.

وجابر أبوحسين ابن فلاح مصرى من آبار الوقف مركز أخميم وبعد مولده رحل والده إلى المراغة ومات ولم يبلغ الصبى من العمر أحد عشر عاماً وكان عليه أن يقوم برعاية أمه وأخيه الصغير وكان جابر فى هذه المرحلة من عمره لا يترك حفلاً لشاعر من شعراء السيرة إلا ذهب ليستمع إليه.. وكانت السيرة ورواتها متعددين وحفظ جابر كل ما سمعه من روايات السيرة وما إن اشتد عوده حتى ذهب إلى الإسكندرية ليعيش مع أخ غير شقيق هناك اسمه زكى وعمل كناساً فى النهار وبالليل كان يستمع إلى شاعر من شعراء السيرة وهو محمد الطباخ وكان يروى السيرة فى أحد مقاهى الإسكندرية على مدار عام هجرى كامل ليبدأها أول رمضان ويختمها آخر شعبان.. ظل جابر أبوحسين يستمع إليه خمس سنوات كاملة وبعد أن شعر بأنه أتقن رواية محمد الطباخ وطلب منه أن يعمل معه فى بطانته فقبل الشاعر وعاد جابر إلى المراغة ولم يجد له قبولاً من جمهور السيرة فأخذ يعمل فى بطانة شعرائها حتى استدعى إلى الإسكندرية ليحيى أحد حفلاتها وكان ذلك بداية النجاح وبقى وقتاً فيها يروى السيرة وأخذت الأساطير يحاك حوله فى المراغة فقد جاء لهم رجلاً جديداً وشاعر ليس له مثيل فسرت قدرته على الرواية الشعرية بأن الخضر عليه السلامتففى فمه فلبسته القدرة وأهل الصعيد يردون القوة المتميزة المفاجئة لأى فتى إلى الخضر عليه السلام فهى منحة منه وجودة فن جابر أبوحسين هى القوة التى أخذها من الخضر عليه السلام.

كان جابر أبوحسين هو الصوت الذى ارتفع يروى السيرة الهلالية فى الصعيد ليوقف نمو كل رواية فيها لتبقى روايته لها الرواية الخالدة التى ينشدها جميع رواه السيرة فى الصعيد الكبير منهم والصغير فهى رواية سهلة تعتمد على المربع الناعم السهل الممتنع الذى يبنى من لغة العامة وأمثلتهم.. وجمهوره يكمل معه بنية المربع التى أخذها من أفواههم لقد ركبت رواية جابر أبوحسين من صيغ محفوظة لدى جمهوره ومن كثير من الروايات المعروفة لديهم هضمها جابر أبوحسين وشكلها فى بنية كبرى هى ما نعرفه باسم رواية جابر أبوحسينى التى يحاول كل شعراء السيرة فى الصعيد بلا اسثتناء تمثيلها وروايتها.

جابر أبوحسين الآن يروى هذه السيرة ومعاركها وصورة ابنه الحبيب الشهيد تتداخل مع أبطال السيرة والسيرة الشعبية هى تاريخ حياة فرد أو تاريخ حياة جماعة.. ولقد تعددت السيرة الشعبية العربية، منها القبلى والقومى والإسلامى فقد يكون الأبطال فيها جاهزين للدفاع عن القبيلة أو الوطن أو الدين وللسيرة الهلالى سيرة قبيلة وحلفها مع بعض قبائل العرب فى نجد والحجاز واليمن والعراق وإن كان أبوزيد هو المركز المسيطر على فصولها، وقد دخل أبطالها المعارك من أجل القبيلة والوطن والدين وفى إحدى الليالى التى أقيمت للاحتفال بانتصار أكتوبر وقف جابر أبوحسين ليغنى لجمهوره الفصل الخاص بعامر الخفاجى أحد أبطال السيرة.

وكان اختيار جابر له مقصوداً فهو بطل فارس يمثل مثلاً أعلى درجة من درجات البطولة وقد كان موته بعد مأساة قاسية تمثلت فيها الخيانة من الزناتى خليفة الذى لم يعهده الجمهور فى موقف نذل خسيس وكان الزناتى خليفة عاجزاً أمامه.. لقد ظهر البطل المقتول منتصراً فهوقتيل الغدر والخيانة وأصبح مقتله هزيمة واضحة لعدوه كما كان مقتل ابن جابر أبوحسين هزيمة واضحة للعدو الإسرائيلى وعامر الخفاجى هو ملك العراق حاكم بغداد العظيمة.. التقى به أبوزيد فى رحلة الريادة إلى تونس لقد توقف أبوزيد فى بغداد وحارب معه اليهود الذين احتلوا بغداد والموصل وحاولوا أن يفرضوا سيطرتهم عليها إلا أن أبوزيد يعاود مرة ثانية فى رحلة التغريبة وبنى هلال فى طريقها لحرب الزناتى خليفة فى تونس وقامت الجازية بدور مهم لتربطه ببنى هلال ليذهب معهم إلى الغرب فهى تعلم أن هناك معارك حامية الوطيس ستواجه بنى هلال فى مواجهة الزناتى خليفة وهم في حاجة إلي بطل مثل عامر الخفاجى ليساندهم فى هذه الحرب.

وتأخذه إلى عين ماء ليجدوطفةبنت دياب تستحم عارية وتغريه بالزواج منه.

لقد قرر عامر الخفاجى أن يذهب مع بني هلال وعندما عاتبه والده لتركه إياه والذهاب مع بنى هلال من أجل وطفة الجميلة فيخبر والده أنه يذهب مع بنى هلال لانه يحب صحبه دياب وأبى زيد والقاضى بدير والسلطان فبدون هؤلاء وطفة لا تساوى ثلاثة مليمات.

ليتوقف بنو هلال قرب مكة ليأخذوا الجازية عنوة من زوجه أمير مكة الشريف شكر فيلعب عامر دورا بطوليا مهما فى خطفها من مكة والرحيل بها إلى المغرب لتكون أهم قائد فى حرب الهلالية للزناتى خليفة.

وكان الفصل الاخير لعامر هو مقابلته فى معركة مع الزناتي خليفة.

اختيار عامر هنا لملاقاة الزناتى خليفة مهم بالنسبة للشاعر ففى كل مشهد من مشاهد المعركة قوة تمثل تمجيدا لبطولة عامر والجمهور مغرم بعامر ومغرم بمشاهد الحرب التى يجسدها الشاعر وأنها حية محسوسة أمامه والشاعر جابر أبو حسين يعيش لحظة الحرب وينقلها إلى جمهوره ويتعايش معها فالحرب من أجل الشرف والكرامة والأرض والعرض والحب السيرة الشعبية روايتها جعلت الشعب المصرى لا يرهب الحرب ولا الشهادة فيها لذا لم يكن غريبا أن تظهر البطولات الخارقة للجندى المصرى فى حرب أكتوبر فالجندى المصرى حتى حين لا يكون معدا للنصر لا يهرب من معركة وقد كان الأبطال فى حرب أكتوبر فى مواجهة مصيرهم ويعرفون جيدا دورهم.

كان جابر أبو حسين يجمع صور الحرب والمواجهة بين المتحاربين ويحرك ربابته لتعطى موسيقاها الإحساس والعاطفة المتأججة فى الصراع ومع الموسيقى يتحرك صوته سريعا متلاصق الجمل والعبارات مقربا الصورة بتكراريات متعددة تجعل المتلقى يكرر المربعات معه فالشاعر لا يغنى وحيداً وإنما يغنى لجمهوره والجمهور يغنى معه إنه يتغنى فى الحرب بقوة الرجال التى تقف كالجبال الرواسخ وستجعل لهم طعما مرا وهو يكرر صورة البطل الجبل الراسخ فى أكثر من مربع.

خدوا بعض لتنين بضربات

يهزوا الجبال الرواسخ

على بعض سحبوا الحروبات

كان طعمهم مر ماسخ

فضلوا لآخر النهار

والدمع منهم سلامه

لو فيه جبال كانت تنهار

وقعوا ضنين السلامة

لتنين نازلين بضربات

تهز الجبال الرواسى

يومها ما فيش ضربات

يومها ده يوم المآسى

وقد يستمر الشاعر فى وصف المعركة بين فارسين باستخدام لفظ يحدد زمن الحرب الذى قد يكون من الصبح إلى الظهر أو من العصر إلى المغرب أو فى سواد الليل وتثورهم السيرة قناديل فى الضلمة.

برزوا بعض لتنين

يا لطيف يا الله السلامة

قناديل فى الضلمه والعين

خلوها آخر ندامه

كانت الجازية تعرف أن نهاية الزناتى خليفة تبدأ يوم قتل عامر فكانت تدفع بطريقة ما للقاء الزناتى فعامر الآن خلف دياب الذى أصر على عدم دخول المعركة مع هلال الآن فى حاجة إليه فالمقدر والمكتوب سجل على الزناتى خليفة أن يقتل بيده وإذا لم يعد دياب فإن الزناتى سيقتل ما شاء منهم فهو حتى الآن قتل ثمانين من أكابر أبطالهم ورمل ألفى امرأة من نساء فرسانهم وأدت إلى أن تقص النساء شعورهن وترسلهن إلى دياب ليأتى لإنقاذ بنى هلال ودياب يأبىوالجازية تعرف أن عامر لن يقتل الزناتى خليفة بل على العكس سيقتله الزناتى خليفة وحين يقتل سيغضب دياب ويأتى ليضع نهاية للمعركة.

قتل عامر الخفاجى مماثل لقتل هكتور بطل طروادة لبترو لتيدو كليس صديق أصيل فى السيرة.

ويرحل عامر إلى المعركة فيهزم الزناتى فى الجولة الأولى ويجرحه وقد رأت إيفنة قوة قتال عامر فطلبت من والدها أن يهبها لعامر زوجة يرفض الزناتى فى البداية ولكن الفتاة تقنع والدها فعامر محب للصبايا فمن أجل وطفة ترك العراق والهلالية وهو حين يتزوج سعدى فإنه سيصبح حليفا وسندا وساعدا للزناتى ويرفض عامر العرض ويراه إهانة لهولكن الرفض كان إهانة أكبر لسعدى ولأبيها.

ولقد رأى عامر الخفاجى رؤيا فى منامه أن شجرة يقطعها الأعداء يقسمها الأعداء إلى أقسام فيعرف أنها نبوءة الموت وأنه لا محالة مقتول وتحاول أيضا أن تثنيه عن الذهاب إلى الحرب ويكاد يقبل دعوتها للبعد عن المعركة وتحاول الجازية أن تدفعه إليها: ويصرخ جابر أبوحسين.

لكن يا إخوانى المقدر يكون

اللي انكتب عيونك تراها

ياسلام لما جردوا سلاح

فى الصبح شوفوا العجايب

لقد اتفق الزناتى خليفة مع ابن عمه المطاوع أن يدبرا حيلة للخلاص من البطل عامر الخفاجى وذلك بأن يختفى مناع ورجاله بين أشجار الجنانين ساعه لقاء الزناتئ خليفة بعامر الخفاجى ويتظاهر الزناتى بالهزيمة ويجرى نحو أبواب تونس ويتابعه عامر وهنا يخرج المطاوع ليغدر به ويطعنه من الخلف فيسقط عامر صريعا ويهيج الجمهور فهو يرفض الخيانة فالفروسية شرف وليست انتصارا خسيسا وفى السيرة ليس مقبولا أن يتحول الفارس إلى شخص نذل خسيس وكانت السيرة تضع الزناتى خليفة لأول مرة فى هذا الموقف غير الشريف.

لقد كان عامر يحارب الزناتى بقوة لم يعهدها فى بطل آخر.

لم تكن السيرة تريد لعامر أن يموت عاجزا أمام الزناتى فجعلته يموت بطلا كريما لقد سقط عامر منكفئا على الأرض تنزف الدماء منه ليعود فرسه بسرج بلا فارس إلى مضارب بنى هلال، وأدرك السلطان ما حدث لعامر الخفاجى ويصرخ جابر أبو حسين ليمهد للحظة الحزن والرثاء لنهاية مأساة عامر- المربع.

شهداء مصر فى كل حروبها.

يا سلام لما ولعت نار

اللى اتبلى ماتلوماشى

وتختم المربع بكلمة حسن

حسن قال: آدى خيل العدا دار

خبر إيه عامر ماجاشى

ويعود جابر إلى الصراخ الحزين

آه.. آه على الغلب وبلاه

ياساتر من الفضايح

لقد وجدت دوابة الدم سائحا على جنبى الحصان ياباى ياحبيبى ده حكم سيدك ولم يترك الشاعر صوت الفتاة يخرج من صوته ولكن انطلق صوته مباشرة ليرتفع: آه ياولدى آه ياولدى.. آه ياولدى.. يافلذة كبدى بشكل هستيرى ناسيا دوابه أو ممتزجا فيها.. وامتزج عامر الخفاجى بابنه شهيد معركة أكتوبر.

وأخذ الصراح يزداد ويجاوبه بعض من الجمهور الذى تعاطف مع جابر ومع دوابه ومع عامر.. وتذكر كل من فقد شهيداً فى هذه الحرب شهيده.

لم يتوقف جابر أبو حسين وعاد إلى عامر الملقى على الأرض يحمله الهلالية إلى مضاربهم ورثاء دوابه لأبيها يقعالى وتتم محاولة يائسة من أبى زيد الهلالى لعلاجه حتى يجن الليل فيرى عامر وهو يعانى سكرات الموت الأوز العراقى المهاجر من العراق إلى تونس.

فيأخذه الحنين فى لحظاته الأخيرة ويأخذ فى رثا نفسه. هذا الرثاء الذى يمثل رثاء لكل شخص يموت غريبا عن وطنه.

وفى هذه المرثية التى ينشدها عامر الخفاجى مناجاة لطير الواق يصفه فى البداية بأنه معروف بالصبر على الغربة وأنه يرعى فى مراعى النيل تسعين ليلة ويرجع إلى بلاده فى هناء وسرور هذا الطير كالإنسان فيه من يعود مجبور الخاطر بالفرح والسرور وفيه من يعود خاسرا مكسورا الجناح وهو يحمله رسالة لأهله إن وصل إلى بلاده..العراق.. السلام أمانة لأهله وأقاربه فيسلم على أمه الحزينة ويبلغها أن جملها برك ولم يعد قادرا على القيام ويدعوها لأن تحزن عليه وتحل شعورها وتبكيه ويسلم على والده ضرغام ويبلغه أن ذلك لم يكن فقد خالف والده وعصى والديه لاتأمنه مرة ولكن هذا حكم الله أن يموت غريبا وبينه وبين أهله جبال وبحور ويوصى زوجتهوىأن تدير وجهه إلى قبلة بيته التى هى القبلة فالعمر قد نفد ويبلغ ابنته أن تبلغ الهلالى سلامه أن يغسله بماء طاهر ويدفنه بيده وأن يجعل قبره فى مكان مضىء وأن يكتب على القبر مفارق لأحبته فالدنيا غرور والغريب خاطره مكسور هذه المرتبة ليست مرتبطة بالرواية الشعبية التى يغنيها عامر أبو حسين ولكن أقول إنها مرتبة سائغة فى كل روايات السيرة الهلالية فى شمال مصر وجنوبها رواها لى الشاعر على الوهيد شاعر الدلتا وصاحب الأداء المتميز فى السيرة ورواها عوض الله عبد الجليل من الحجز بحرى مركز إدفو وروايته مختلفة تماما عن رواية صابر كما رواها النادى عتمان من قرية الطود التابعة لمركز الأقصر وهى من محفوظاته وشيوع هذه الرواية لمرتبة عامر فى أرجاء مصر كلها يعبر عن مدى ارتباطها بالحس العاطفى للإنسان المصرى وكان إنشادها يوم الاحتفال بذكرى حرب أكتوبر ربطها شهداء مصر فى كل حروبها.

بقسوة فى هذه الليلة - ليلة الاحتفال بذكرى هذه الحرب- بشهداء هذه الحرب، وطبيعى أن تكون هذه المرثيةقصيدا شعبيامتكاملا بوحدة تامة مختلف تماما عن تركيبه المربع.

أمانه ياوز العراق وطى أكلمك

ياللى على الغربة تملى صبور

ترعى مراعى النيل تسعين ليلة

وترجع بلادك فى هنا وسرور

فيك شىء يالطير يرجع بالفرح والغنا

وفيك شىء يرجع خاطره مكسور

إذا أن وصلت تلك البلاد وحينا

سلم على أهلى وخش السور

سلم على أهلى وجملة أقاربى

سلم على الوالدة سلاك شكور

وسلم على أختى الحزينة وقل لها

جملك برك ولا عادش قادر يتور

وسلم على أمى وبوس لى يمينها

قول ابكى على جملك وحلى شعور

وسلم على الوالد ضرغام بشيبته

وقل له يابا ما كان هو ده المنظور

ياما نهانى أبويا وكنت أخالفه

تريه المخالف لم يجيه سرور

ياما نهانى أبويا وكان يقول حاذر

ثريه الحذر لم يمنع المقدور

قل لضرغام وأمى وقل لهم

ما تستنظر وش الخفاجى حضور

أنا لو بلادى عليها سكة موصله

ما كنت أشعر ولو شربت مرور

ولكن حكم ربى المهيمن خالقى

بينى وبين أهلى جبال وبحور

يا وى ديرينى على قبلة السكن

العمر ينفد والسماء تمور

يادوابة قولى للهلالى سلامة

خليه يغسلنى بماء طهور

ويدفنى بإيده ويريح مساندى

ويخلى قبرى دائما فى النور

ويكتب على قبرى مفارق أحبته

دنيا غروره والزمان غدور

أشكو لمين أنشا الخلايق من عدم

تريه الغريب خاطره مكسور

أشكو لمولاى حنان خالق

بينى ما بين أهلى جبال وبحور

أستغفر الله العظيم من الخطأ

إله تعالى للذنوب غفور

وطبيعى إن لم يكن هذا الموقف العاطفى مقصودا فى هذا الاحتفال فقد كانت حركه الشاعر وحركة الجمهور عفوية فمرتبة  عامر الخفاجى فى السيرة تتحول لابنه ولكل من استشهدوا فى الحرب وتحول الاحتفال بذكرى حرب أكتوبر احتفالا لكل أبطال مصر الذين استشهدوا من أصغر فلاح مصرى مجهول الاسم إلى أكبر الأسماء التى نعتز بها من الشهيد عبد المنعم رياض إلى كل جنود مصر الشهداء وأبطالها حتى الشهيد أنور السادات.

بقيت كلمة خاصة بى : إنى أتمنى أن يكون هناك نصب تذكارى فى كل قرية مصرية يكتب عليه أسماء شهداء مصر فى كل حروبها.