الأحد 19 مايو 2024

الوزيرة وسور الهلال الثقافي

فن23-10-2020 | 09:39

تمتلك الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة عمقًا في الرؤية، وفهمًا لملفات المستقبل في وزارة تعد قيادتها الأصعب، لكن الفنانة إيناس عبدالدايم التي لم تختلف شخصيتها الفنية عن شخصيتها كـ "وزيرة" لأهم الحقائب الوزارية، فهى لا خلاف على أهميتها وتفردها فى مجالها الفنى كواحدة من أهم عازفات الفلوت فى العالم، والأهم بالطبع فى مصر، ولا خلاف أيضا على تمرسها فى الإدارة بنعومة وحسم فى آن، وتستحق أن تكون "عبدالدايم" أول وزيرة للثقافة فى مصر، فهذه مكانة استحقتها،لا لما ستبذله،وإنما لما بذلته بالفعل.

فمنذ توليها المسئولية والوسط الثقافي كله يتابعها، وكلما اتخذت خطوة يتضاعف الأمل فى مستقبل الثقافة فى مصر،لأن الوزيرة تعرف تحدياتها، ونزداد يقينا أنها القادرة على الإنجاز وعلى فهم دولاب العمل، فهى ابنة بارة لمدرسة الإنجاز التى لا تعترف بالعراقيل المفتعلة والعواقب المصطنعة.

تحدثت إليها تليفونيًا لأخبرها بإقامة سور الهلال الثقافي، وشرحت لها المشروع والهدف منه، وعرضت عليها رعايته، وكالعادة لم تُضِع الوقت ولم تَضَع البيروقراطية في حساباتها، فوافقت على الفور على رعاية الفكرة، بل وعرضت المساعدة وتذليل العقبات إذا واجهتنا في عمل الفكرة التي فرحت بها وشجعتها، ونحن أبناء مؤسسة دار الهلال نشكر الفنانة الوزيرة إيناس عبدالدايم على دعمها وتشجيعها لفكرة خرجت من أبناء المؤسسة لتشع نورا في منطقة السيدة زينب وفي محافظة القاهرة.

الدكتورة إيناس عبدالدايم، وبحكم عملي بمجلة الهلال وعضويتى للجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة، أتابعها من كثب، فهى تعلم جيدًا أن لديها مهمة صعبة وهى إنعاش الثقافة وتحويلها إلى مهمة قومية تتضافر فيها كل الجهود، ويتحالف من أجلها الجميع،بحيث تتحول الثقافة المصرية إلى سفير مصر الدائم لدى العالم أجمع، وتصبح بحق القوة الناعمة التي فقدتها مصر خلال العقود الماضية.

أعرف الدكتورة إيناس عبد الدايم، التى لم تتغير، فشخصيتها كفنانة لا تختلف كثيرًا عن شخصيتها كمسئولة، ولكن شخصية الفنانة تغلب عليها كثيرًا، وتتمتع بروح "بنت البلد" ولديها تواصل دائم مع الجميع، وعلينا جميعًا مساعدتها حتى تستطيع أن تخدم الفن والفكر والإبداع فى محافظات مصر كلها، والتي كان منها إنشاء فرع لأكاديمية الفنون بمحافظة الإسكندرية يضم جميع المعاهد والوحدات العلمية والتعليمية المتخصصة التى تقوم بتدريس نفس المناهج التى يتم تدريسها فى أكاديمية الفنون بالهرم،جاء فى قرار أصدرته وزيرة الثقافة لتحويل قصر الأميرة فائقة أحمد فؤاد التابع بملحقاته للوزارة ليكون مقرا للأكاديمية، وفى هذا أيضا استغلال أمثل للقصور التراثية المصرية التى تجسد مرحلة مهمة فى تاريخ مصر المعمارى،أيضآ الانتهاء من متحف نجيب محفوظ والذي شرفت بحضور افتتاحه بدعوة كريمة منها، وهو ما أكد لي أنها تفعل ما تقول من أنها ستعمل على تفعيل الثقافة ونشرها في كل ربوع مصر بمفهومها الأوسع والأشمل، وليس الاقتصار على الكتاب فحسب،بل تفسح المجال للفنون أيضًا،بمختلف أنواعها،وأشكالها، وأن وجودهاعلى مقعد الوزير سيتيح لها تنفيذ المزيد من الأفكار الجديدة، ورسم خطط إستراتيجية لدفع الثقافة المصرية إلى الأمام وأنها ستقدم الثقافة المجتمعية المتكاملة، بالتركيزعلى كل القطاعات، وليس قطاعا بعينه، إنها ستكمل المشوار المحترم - بحسب وصفها - الذي بدأه الوزير السابق حلمي النمنم الذي أتي في ظروف هى الأصعب في تاريخ الوزارة وقدم نموذجا مشرفا في العمل الوطني في كل المجالات الثقافية، وخاصة قصورالثقافة؛ نعم لا يزال الطريق أمامنا طويلا، لكننا بدأنا الرحلة، ومصرون على استكمالها.