دعا وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة ، المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها للتخلق بأخلاق النبي الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وان يقيموا الرحمة فيما بينهم وبين غيرهم من البشر والحيوان والنبات وجميع المخلوقات .
وقال وزير الأوقاف في تصريحات اليوم ، إن ما يجب أن نتعلمه من رحمته (صلى الله عليه وسلم) هو الدرس العملي في التخلق بخلق الرحمة فيما بيننا , فمن لا يَرْحَم لا يُرحمْ , والراحمون هم من يرحمهم الله ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : " مَنْ لَا يَرْحَمْ لَا يُرْحَمْ " (صحيح مسلم) ، وقال (صلى الله عليه وسلم) : " لا تنزع الرَّحْمَة إلَّا من شقيٍّ " , ويقول (صلى الله عليه وسلم) : " إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ فِي شَيءٍ إِلاَّ زَانَهُ وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَيءٍ إِلاَّ شَانَهُ "، و يقول (صلى الله عليه وسلم) : "الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ ، ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ أَهْلُ السَّمَاءِ".
وأضاف:ديننا دين الرحمة , ونبينا (صلى الله عليه وسلم) نبي الرحمة وسيد الرحماء وإمامهم , أرسله ربه (عز وجل) رحمة للعالمين , فقال سبحانه : " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" (الأنبياء : 107) ، ويقول سبحانه : " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ " (ال عمران:159) .
وأوضح أن رحمة نبينا (صلى الله عليه وسلم) شملت الإنس والجن , البشر والحجر , الحيوان والجماد . مشيرا إلى أن رحمة النبي لم تقف عند حدود الإنسان أو الحيوان ، بل تعدت ذلك إلى الجماد ، فقد كان (صلى الله عليه وسلم) يقول :" إِنِّي لَأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ إِنِّي لَأَعْرِفُهُ الْآنَ".
وتابع وزير الأوقاف: تتجسد رحمته (صلى الله عليه وسلم) في أسمى معانيها عندما ذهب إلى الطائف فعندما سلط عليه أهل الطائف عبيدهم وصبيانهم يرمونه بالحجارة حتى سال الدم من قدميه الشريفتين ، وأرسل الله (عز وجل) إليه ملك الجبال يناديه: يا محمد لو شئت لأُطْبقَنَّ عليهم الأخشبين، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): ” لا ، ولكني أقول: اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون، إني لأرجو أن يخرج من أصلابهم من يقول: “لا اله إلا الله”، وهنا قال له جبريل (عليه السلام): صدق من سماك الرءوف الرحيم , ومن رحمته ما كان منه (صلى الله عليه وسلم) يوم فتح مكة، حيث قال لهم: "اذهبوا فأنتم الطلقاء".