الإثنين 1 يوليو 2024

ممدوح الصغير يكتب: أحمد رضوان الولي الذي أحبه الرئيس عبد الناصر

فن23-10-2020 | 15:27

علي بعد أميال قليلة  من الأقصر تكثر خطوات العباد زهاد الدنيا سيرا للساحة الرضوانية بقرية البغدادي التي أسست منذ أكثر من 150 عاما  ملاصقة للجبل ولكنها اليوم العمار يحيط بها من كل اتجاه .

تعرف بساحة العارف بالله أحمد رضوان المولود  في   أواخر سنوات القرن العشرين ينتهي نسبه الشريف إلى الإمام علي  بن أبي طالب  كرم الله وجه،  وحسبما يتداول من حكايات بين الزوار أن اختيار مكان الساحة كان بسبب رؤيا  لجد الشيخ أحمد الذي كان مقيما في ذلك الوقت في نجع العرب بأسوان ورأى في منامه رسول الله  الذي طالبه بالتحرك إلى مقر ساحته الآن  فبنى بيتا هناك وبعد ولادة الشيخ أحمد بن رضوان قام ببناء الساحة لتكون مكانا للزوار ودروس العلم .

وتأثر أحمد بن رضوان بوالده كثيرا  الذي بنى قبرا له في منزله كان يصلي طوال الليل فيه وإذا جاء الفجر أذن للصلاة وورث  الابن صفات الأب فكان ينام مبكرا ويستيقظ  ساعة السحر التي يستجيب الله فيها لدعاء العباد.

في سن صغيرة حفظ القرآن واستمع لدروس الفقه وحفظ   آلاف الأحاديث النبوية وأول كراماته أنه رأى رسول الله  وهو صاحب عمر 11عاما  كان   على كرسي بين السماء والأرض منحه الرسول زجاجة لبن  طلب منه شرابها وعندما استيقظ وجد الزجاجة  بين يديه.

العارف بالله أحمد رضوان كان دائم الصلاة على النبي كان يصلي عليه في اليوم الواحد سبعة آلاف مرة  والكلمات التي ينطق بها لسانه تعد حكما من ولي قلبه ليس في الأرض بل معلقا بين السماء والأرض من بينها (( عجبا لمن ذاق حلاوة محبتك فكيف ينقطع عن خدمتك)).

وبعد وفاة الشيخ أحمد رضوان عام 1967 ، ذاع صيت الساحة الرضوانية وكان معظم  طلاب الثانوية العامة في ثمانينيات القرن الماضي زوارا للساحة من أجل نيل البركة والدعاء لهم.

الساحة بعد التوسعات تستوعب عشرة آلاف شخص،  ليلة الجمعة من كل أسبوع   تصل للساحة سيارة فارهة أصحابها من أهل المال والنفوذ بعد دقائق من  نزولهم للساحة يبدلون ملابسهم وتراهم في ملابس زهاد في الدينا منهم من يأخذ ركنا يذكر الله فيه ومنهم من يتطوع لتنظيف المسجد  الملحق  بالساحة،  مستحيل أن تتعرف  على الثري أو الفقير جميعهم فقراء يتزلون لخالق العباد .

عند الدخول للساحة  لا أحد يسأل عن شخصيتك أنت ضيف الرحمن افعل ما تريد  تتعبد تنام أنت في حماية الخالق ،  بعد العشاء صلاة وطعام يتجمع الشباب حول الكبار في أحاديث حول كرامات الشيخ أحمد بن رضوان التي تروى لمن سبق أن سمعها من  أحاديث الغير وأحيانا يتجمع الزوار حول أبناء  الشيخ محمد وزين وعبدالله وكان محمد  أحب الأبناء لأبيه ورث علمه ، في حين ورث ابنه صالح الذي توفي  1984 ، حب أبيه للفقراء .. كرامات عديدة  تروى للزائر تجعل قلبه معلقا بحب آل رضوان .

طعام الساحة

الطعام  داخل الساحة له مذاق خاص العدس هو الوجبة المفضلة للمريدين وحسب ما يروى أن أحد القيادات الشرطية تذوق العدس خلال وجوده بالساحة فعند عودته لمنزله طلب من زوجته إعداد وجبة عدس ولكنه لم يكن مثل مذاق  عدس الساحة الرضوانية  فعاد للشيخ أحمد رضوان سأله عن السبب  فقال له نحن نطهو بماء المحبة.

كرامات الشيخ    

الزائر خلال  وجوده بالساحة  سوف يسمع من المحبين للعشرات من كرامات أحمد بن رضوان بعضها  مؤكد والأخرى يصعب أن تنفيها كيف تنفي كرامة عن ولي رأى الرسول قبل أن يبلغ الثانية عشرة .

من بين الكرامات التي تحكى  عن  شيخ أزهري كان  مبعوثا في إندونيسيا  فطلب منه أحد العلماء أن يوصل سلامه للشيخ أحمد  رضوان عاد الشيخ  ونسي الأمانة التي كلف بها ومضت سنوات وتقابل في الساحة مع الشيخ أحمد بن رضوان الذي بمجرد أن رآه قال له لنا عندك أمانة فاهتز الشيخ بعد أن أخبره أحمد  رضوان بحقيقة ما حدث في إندونيسيا.

من بين الكرامات التي تروى أن شابا سعوديا كان بالساحة   وجاءت صلاة الجمعة ولم ير  أحمد  رضوان بين المصلين وعند عودته اخبره والده بأن ذلك الشيخ لا يصلي مع الناس وترك صلاة الجمعة الماضية وكانت المفاجأة أن والد الشاب اخبره بأن الشيخ أحمد رضوان كان معهم في صلاة الجمعة بالحرم المكي وأثبت  كلامه بالشهود.

وأثناء وجودي بالساحة روى لي شيخ كبير  أنه جاء للساحة ووالدته غاضبة منه  مجرد أن رآه الشيخ همس في  أذنه لا تغضب والدتك احرص على أن تنال رضاءها .. 

علاقته مع الرئيس عبدالناصر

في ستينيات القرن الماضي  قويت علاقة أحمد بن رضوان مع  الرئيس الراحل جمال عبدالناصر من خلال أحد الوزارء الذي لاحظ أن الرئيس يمر  بحالة نفسية غير جيدة  فقال الوزير إنه مرت عليه  لحظات عصيبة  ولكنه استطاع التغلب عليها بالجلوس مع الشيخ أحمد بن رضوان فطلب الرئيس أن يجلس مع  الشيخ وتم توجيه الدعوة ولبى الشيخ   طلب الرئيس وكان اللقاء  الذي أسعد الرئيس وأمر مدير مكتبه   بتقديم مال للشيخ الذي رفضه  و رحل غاضبا مما أثار اندهاش الرئيس  وتوسط اللواء لإنهاء الأمر  بعد أن أخبروا الشيخ بأن المال ليس له بل للفقراء الذين يأتون للساحة وإنه من جيب الرئيس  وليس من رئاسة الجمهورية ..

وتكررت الزيارات وولدت أواصر المحبة بينهما وعندما سأل المريدون أحمد  بن رضوان عن حال الرئيس قال رأيت رجلا  بمعنى الكلمة   ويعني الشهامة والرجولة وعندما مرض الشيخ طلب الرئيس إحضاره بالقاهرة في أحد المستشفيات وقضى أيامه الأخيرة في منزل أحد الضباط المقربين من الرئيس حتى وفاتة في 10 يونيو وأمر الرئيس بتجهيز جثمانه للدفن بالأقصر  وتم سفره بالسيارة  لعدم وجود طيران في ذلك الوقت ، وفاته كانت بعد أيام قليلة من حرب  5 يونيو 1967.

الأبناء

للشيخ  أربعة ذكور وهم   محمد  وصالح وزين وعبد الله  وخمس بنات وهن زنيب وعائشة ورقية ونفيسة وسكينة  ويكثر تسمية الأطفال حديثي الولادة بأسماء صالح ، عبد الله ، وزين المنتشرة بكثرة في الجنوب و أسماء بناته  تعد  الأكثر انتشارا في  الخط الشرقي  لقرى الأقصر .