أكد قائد القوات البحرية الفريق أحمد خالد، أن القوات البحرية شهدت نقلة نوعية جعلها قادرة على استمرار تواجد وحداتها البحرية بالمياة العميقة والحفاظ على مقدرات الدولة بالمناطق الاقتصادية الخالصة، وأن قرار القيادة السياسية للدولة بتطوير القوات المسلحة المصرية بما يتناسب مع تقديرات دقيقة تتجه نحو المهام المستقبلية للقوات البحرية، ساهم فى التأكيد على الثقل الأقليمى لجمهورية مصر العربية وجعل قواتنا البحرية نقطة إتزان لإستقرار مسرحى البحر المتوسط والأحمر ومسار لايمكن تجاوزه عند وضع الترتيبات الأمنية بالمنطقة.
وقال قائد القوات البحرية -في مؤتمر صحفي بمناسبة الاحتفال بالعيد الثالث والخمسين للقوات البحرية- إن يوم 21 أكتوبر 1967 لهو يوم العزة والكرامة واستعادة الثقة لقواتنا البحرية خاصة ولقواتنا المسلحة ولشعبنا العظيم عامة، مشيرا إلى أنه في هذا اليوم انتفضت فيه جميع أجهزة القوات البحرية وتراصت أركانها كالبنيان المرصوص حين تم رصد اقتراب أكبر الوحدات الإسرائيلية فى ذلك الوقت (المدمرة إيلات) تبحر داخل المياه الإقليمية المصرية في جولة لاستعراض القوة صلفاً وغروراً، وعلى الفور.. اقتنصت القيادة السياسية والقيادة العسكرية واغتنمت الفرصة وصدرت الأوامر التي لطالما انتظرها جنودنا البواسل بتنفيذ الهجوم على المدمرة الإسرائيلية إيلات.
وأضاف أنه في هذا اليوم المجيد 21 أكتوبر 1967 تم تنفيذ هجمة بحرية مصرية مفاجئة ومباغتة بعدد لنشين صواريخ على المدمرة إيلات، وكانت الضربة قاصمة والمفاجأة كبيرة والتي دوت أصداؤها ليس فقط على صعيد الصراع العربي الإسرائيلي وإنما في جميع أنحاء العالم وجاء الخبر مشئوماً على قوات العدو، برداً وسلاماً وعزاً وفخراً على قلوب جميع المصريين (تم إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات)، وسبقت القوات البحرية المصرية بحريات العالم في خوض أول معركة صاروخية بحرية فى العالم فى ذلك الوقت.
وشدد على أنه بتنفيذ هذه الضربة، أعلنت القوات البحرية المصرية عن درجات استعداد عالية لتنفيذ المهام القتالية تحت مختلف الظروف، وفي جميع الأوقات، وتنفيذ تكتيكات قتالية أدت إلى تغيير في الفكر الاستراتيجي العالمي بتدمير وحدات بحرية كبيرة الحجم بواسطة وحدات بحرية صغيرة الحجم، وإيذاناً ببدء عصر جديد ترفع فيه هامات جميع المصريين جنداً وشعباً وتنكس فيه رؤوس العدو وينقلبوا خاسئين، وحُفر تاريخ هذا الحدث بحروف من نور في قلوب ووجدان كل مصرى واتخذته القوات البحرية المصرية عيداً سنوياً لها.
وردا على سؤال في شان حرص مصر على تطوير قدراتها العسكرية في كافة الأفرع والتخصصات وإدخال أحدث النظم القتالية والفنية وهل تم التعاقد على أنظمة جديدة في ظل السياسة المتبعة لتنويع مصادر السلاح؟ وما مدى إرتباط هذه السياسة بتأمين الأهداف الحيوية بالبحر المتوسط والبحر الأحمر؟ .. قال قائد القوات البحرية أنه في ظل التحديات الخاصة بالأمن البحري في منطقة الشرق الأوسط وتعدد الصراعات الناتجه عن التغيرات الدولية والأقليمية بالمنطقة وتأثيرها على الأمن القومي المصري والعربي، كان قرار القيادة السياسية للدولة بتطوير القوات المسلحة المصرية بما يتناسب مع تقديرات دقيقة تتجه نحو المهام المستقبلية للقوات البحرية ضمن رؤية إستراتيجية شاملة للحفاظ على الأمن القومى المصرى ودعم مطالبه، حيث سعت إلى تطوير إمكانات القوات البحرية بالتعاقد على أحدث الوحدات البحرية ذات النظم القتالية والفنية المتطورة من ضمنها امتلاك مصر لحاملات المروحيات طراز (ميسترال ) والفرقاطات الحديثة طرز: (فريم - جوويند - ميكو 200) والغواصات طراز ( 209 / 1400).
وأضاف أن ذلك كان له الأثر على إحداث نقلة نوعية للقوات البحرية المصرية وجعلها قادرة على استمرار تواجد وحداتها البحرية بالمياة العميقة والحفاظ على مقدرات الدولة بالمناطق الاقتصادية الخالصة، كما ساهم ذلك في التأكيد على الثقل الإقليمي لجمهورية مصر العربية وجعل قواتنا البحرية نقطة اتزان لاستقرار مسرحى البحر المتوسط والأحمر ومسار لايمكن تجاوزة عند وضع الترتيبات الأمنية بالمنطقة.
وقال الفريق أحمد خالد في رده على سؤال حول قيام القوات البحرية بالتصنيع المشترك لعدد من القطع البحرية مثل الفرقاطة (الأقصر) من طراز (جوويند) والتي تم بناؤها في شركة ترسانة الإسكندرية ولنشات المرور الساحلي والريبات المقاتلة التي تم بناؤها في ترسانة القوات البحرية والكثير من الأسلحة الحديثة، "إن التصنيع المشترك الذي تقوم به القوات البحرية ساهم بشكل مباشر في رفع القدرات القتالية للقوات البحرية والقدرة على العمل في المياه العميقة والاستعداد لتنفيذ المهام بقدرة قتالية عالية ما يساهم في دعم الأمن القومي المصري والحفاظ على المقدرات الاقتصادية الهامة بالبحر في ظل التهديدات والعدائيات المحيطة بالدولة المصرية حاليًا ويعتبر التصنيع المشترك أول خطوة على طريق النجاح حيث أحدث نقلة تكنولوجية كبير فى تطوير التصنيع بما تتطلبه من أجهزة ومعدات وتأهيل عنصر بشرى يجعله قادر على تصنيع وحدات جديدة تساهم فى رفع القدرات القتالية للقوات البحرية وتتمكن الأيدى العاملة المصرية من إكتساب الخبرات والحصول على المعرفة والخبرة من الشريك الأجنبى حتى تصل بإذن الله إلى مرحلة التصنيع بأيدى مصرية بنسبة 100%".
وفي شأن تسليح القوات البحرية وتزويدها بصفقات على درجة كبيرة من الأهمية خلال الفترة الماضية وارتباط ذلك مع تطوير البنية التحتية والإنشائية للقوات البحرية حالياً والغرض من إنشاء قواعد جديدة، أوضح قائد القوات البحرية أنه اتساقاً مع قيام القوات البحرية بزيادة قدراتها في مجال انضمام وحدات بحرية حديثة عن طريق تدبير وحدات جديدة تصنيع مشترك، فإن زيادة القدرات في الصيانة والإصلاح يتم على التوازي بإنشاء قواعد جديدة لاستقبال أكبرعدد من القطع البحرية، وكذا توفير قواعد لوجيستية ومناطق ارتكاز لوحدات قواتنا البحرية لتوفر الانتشار المناسب والمتوازن بمسرحي العمليات البحري (المتوسط/ الأحمر) بما يمكنها من دفع الوحدات البحرية في اتجاه التهديد في أقل وقت ممكن.
وقال إنه تم تطوير وإنشاء قواعد بحرية جديدة بتصميم يفي بمطالب جميع الوحدات البحرية الحديثة تزامناً مع إعادة تنظيم القوات البحرية في أسطولين وعدد من الألوية البحرية التابعة لها وانضمام الوحدات البحرية الحديثة (حاملات الطائرات المروحية- فرقاطات- لنشات- صواريخ- غواصات)، حيث تم إنشاء قاعدة رأس بناس البحرية وقاعدة 3 يوليو البحرية، بالإضافة إلى قاعدة شرق بورسعيد البحرية.
وردا على سؤال حول ربط تقدم الشعوب بمدى امتلاكها منظومة متكاملة من الطاقات البشرية والتقنية القادرة على الابتكار والتطوير والبحث وبناء قاعدة متطورة للتصنيع والتأمين الفني والصيانة والإصلاح، قال إن بحريات الدول العظمى تحرص على تعزيز أواصر العلاقات الثنائية العسكرية بمصر، لما تشهده القوات البحرية المصرية من تطوير متسارع ومتنام بفضل الدعم المستمر من القيادة السياسية والعسكرية للدولة حيث تسعى بحريات العالم تنفيذ تدريبات مشتركة/ عابرة مع القوات البحرية المصرية تأكيداً على ما توصلت له قواتنا من تقدم من خلال منظومة متكاملة تتكون من العنصر البشري القادر على الإبتكار والتطوير.
وأشار إلى أن ذلك يأتي من خلال التركيز على أهم مكونات القوة البحرية وهي: أولا العنصر البشرى الذي يتم تأهيله بالمنشآت التعليمية للقوات البحرية بدءا من الجندي المقاتل وانتهاءً بقادة الوحدات والتشكيلات على أحدث ما وصل إليه العلم العسكرى البحري وباستخدام مناهج مطورة ومحاكيات تدريب ووسائل تعليمية على مستوى عالمي، بالإضافة إلى اكتساب الخبرات من بحريات الدول المتقدمة من خلال الدورات المنعقدة بالخارج أو المشاركة في التدريبات المشتركة، وثانيا منظومة تأمين فنى على أعلى مستوى حيث تمتلك القوات البحرية ثلاث قلاع صناعية تتمثل فى كل من (ترسانة القوات البحرية - الشركة المصرية لإصلاح وبناء السفن - شركة ترسانة الأسكندرية) ، وهى تعمل ضمن منظومة متكاملة لها القدرة على التأمين الفني وصيانة وإصلاح الوحدات البحرية المصرية، كما أصبحت قادرة على التصنيع بعد تطويرها وفقاً لأحدث المواصفات القياسية العالمية بدعم من القيادة العامة للقوات المسلحة.
وقال إنه تم البدء بالفعل في تصنيع عدد من لنشات تأمين الموانئ ولنشات الإرشاد والقاطرات، بالإضافة إلى التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة فى مجال التصنيع المشترك من خلال مشاركتهم بنقل التكنولوجيا إلينا حيث يجرى العمل فى مشروع الفرقاطات طراز (جوويند) بالتعاون مع الجانب الفرنسي، وتتم الصناعة فى هذه القلاع بسواعد وعقول مصرية مدربة ومؤهلة.
وفي شأن كيفية إعداد وتأهيل مقاتلي القوات البحرية وكذا طلبة الكلية البحرية للتعامل مع هذه المنظومات في ظل التقدم المستمر في تكنولجيا التسليح العالمية والمنظومات الحديثة، أوضح الفريق أحمد خالد أن القيادة العامة للقوات المسلحة سعت إلى الارتقاء بالفرد المقاتل باعتباره الركيزة الأساسية في منظومة الاستعداد القتالي للقوات المسلحة مشيرا إلى أنه من هذا المنطلق أنشأت القوات المسلحة معهد ضباط الصف المعلمين وهو معني بتأهيل الفرد المقاتل (فنيًا- تخصصيًا- لغويًا- تدريبيًا) ليكون قادراً على استيعاب التطور العالمي في مجال التسليح والتعامل مع المنظومات الحديثة وتسعى القوات البحرية للإستمرار في تأهيل وإعداد الكوادرالمختلفة من ضباط الصف فى جميع التخصصات والمستويات لآداء مهامهم بكفاءة عالية كونهم العمود الفقري للقوات البحرية.
وقال إنه يتم توزيع ضباط الصف المتطوعين في مراحل التأهيل والتعليم الأساسي على المدارس البحرية والمنشآت التعليمية المطورة وطبقًا لقدراتهم الشخصية، ويتم التركيز خلالها على التدريب النظري والعملي من خلال المدارس المتخصصة في العلوم البحرية لتأهيلهم في المناهج التخصصية المتطورة والتي تشمل تخصصات التشغيل والإصلاح لتلبية احتياجات ومطالب القوات البحرية بطريقة علمية منهجية لمواكبة التطور في منظومة التسليح البحري العالمي من خلال وسائل التعليم الحديثة على يد ضباط متخصصين في هذا المجال.
وأضاف أنه بالنسبة للضباط، يتم تأهيلهم بدءاً من التقدم للكليات العسكرية حيث يتم انتقاء أفضل العناصر والتي تخضع للعديد من الاختبارات الحديثة والمتطورة بما فيها من اختبارات سمات وقدرات، بالإضافة إلى الاختبارات النفسية المتطورة التي تؤكد مدى استعداد وكفاءة الطالب لمواكبة الحياة العسكرية ويتم تأهيل الضباط في المراحل المختلفة منذ دخوله الخدمة حيث يخضع إلى أحدث نظم التعليم المتطورة والمواكبة للتكنولوجيا الحديثة أثناء الدراسة بالإضافة إلى اشتراكه فى مأموريات سفريات الطلبة التي تجعله ملم بأحدث النظم في بحريات العالم وتدريبه العملي لفترات طويلة أثناء الإبحار على أحدث الوحدات البحرية المصرية.
وتابع أن الضابط ينتقل بعد ذلك إلى مرحلة التدريب طوال فترة الخدمة والتي تستمر منذ تخرجه حيث يستمر تأهيله من وقت إلى آخر فى معهد الدراسات العليا البحري، بالإضافة إلى إيفاده إلى العديد من البعثات والمأموريات للتدريب التخصصى مع كبرى دول العالم لمواكبة التكنولوجيا المتطورة ويعتمد جزء كبير من تدريب الضباط والأفراد على الإشتراك فى التدريبات المشتركة والتدريبات العابرة مع الدول المختلفة للوصول إلى أرقى مستوى تدريبى للقوات البحرية والحفاظ على كفاءتها القتالية العالية وحماية الدولة وأمنها.
وردا على سؤال بشأن ما قامت به القوات البحرية ضمن منظومة القوات المسلحة على مدار الفترة الماضية بالعديد من المهام لحماية ركائز الأمن القومي المصـري والعربي، ولاسيما من خلال عملية (إعادة الأمل)، أوضح قائد القوات البحرية أن القوات البحرية تشارك في العملية (إعادة الأمل) من منطلق تحقيق مفهوم الأمن البحري حيث يتضمن الأمن البحري عناصر مختلفة بدءا من حرية الملاحة البحرية إلى القدرة على التصدى للتهديدات التي تشكلها القرصنة والإرهاب والإتجار بالمخدارت والتهريب بالبحر خاصة تهريب الأسلحة حيث استوجب ذلك تغيير المفهوم التقليدي للأمن المبني على قدرة الدولة على حماية أرضها وحدودها البحرية في مواجهة أي تعد.
ولفت إلى أنه ذلك أصبح هذا المفهوم غير كاف لحماية مقدرات الدولة واستوجب ضرورة التواجد بمناطق السيطرة البحرية التي تعتبر حاكمة على الممرات الملاحية وخطوط الملاحة وتحقيق الحماية للمجرى الملاحي (قناة السويس) كونه شريانا ملاحيا عالميا لذلك وجب على القوات البحرية المحافظة على استمرار تدفق الملاحة الآمنة في هذا الشريان الحيوي بدأً من مضيق باب المندب ومروراً بالبحر الأحمر.
وقال إن القوات البحرية تدعم الأمن القومي العربي عند باب المندب بالمشاركة في العملية (إعادة الأمل) لمساندة الدول العربية الشقيقة في تأمين مصالحها القومية وحماية أمنها القومي في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية بالمنطقة وتقوم القوات البحرية المصرية بتنفيذ مهام إنفاذ القانون بالبحر بمنطقة باب المندب، كذلك تقديم الحماية للسفن التجارية أثناء عبورها مناطق التهديد، حيث قامت القوات البحرية المصرية بتأمين وحراسة الكثير من ناقلات البترول والسفن التجارية وإعتراض السفن المشتبه بها لتلك بالمنطقة.
وعن دور القوات البحرية مع استمرار العملية الشاملة بسيناء والتي كان الهدف منها تطهير سيناء من العناصر التكفيرية الإرهابية، قال الفريق أحمد خالد إن القوات البحرية كفرع رئيسي بالقوات المسلحة المصرية وبالتعاون مع الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية تقوم بتأمين الأهداف الاستراتيجية/ التعبوية/ التكتيكية على جميع الاتجاهات والمحاور المختلفة كما تقوم بأداء دور كبير فى العملية الشاملة بسيناء.
وأضاف أن هذا الدور يتلخص في عزل منطقة العمليات من ناحية البحر بواسطة الوحدات البحرية وعدم السماح بهروب العناصر الإرهابية ومنع أي دعم يصل لهم من جهة البحر، والاستمرار في تأمين خط الحدود الدولية مع الاتجاه الشمالي الشرقي وتكثيف ممارسة حق الزيارة والتفتيش داخل المياه الإقليمية المصرية والمنطقة المجاورة ومعارضة أي عائمات أوسفينة مشتبه بها، مع قيام عناصر الصاعقة البحرية بإستخدام العائمات الخفيفة المسلحة بمداهمة جميع الأوكار والمنشآت المشتبه فيها على الساحل وتفتيشها بطول خط الساحل الشمالي لسيناء.
وأوضح أن جميع هذه الأعمال تتم بتنسيق كامل مع كافة الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية العاملة بهذه المنطقة، بما يحقق تنفيذ هدف القيادة العامة للقوات المسلحة من العملية الشاملة بسيناء للحفاظ على أمن وسلامة مصرنا الحبيبة.
وعن كيفية مواجهة القوات البحرية لفيروس (كورونا) (كوفيد-19) والسبل التي اتخذتها للحد من انتشار الفيروس بين أبنائها؟، قال إن فيروس (كورونا) المستجد (كوفيد - 19) أصبح هو التهديد الأكبر الذى يواجه الدول على مستوى العالم؛ المتقدمة منها والنامية، مؤكدا أن القوات البحرية اتخذت ضمن منظومة القوات المسلحة خطوات جادة منذ بداية ظهور فيروس (كورونا) للحد من انتشاره واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية للوقاية من إنتشاره بجميع وحدات القوات البحرية التي من شأنها الحفاظ على الاستعداد القتالي والكفاءة القتالية للأفراد والمعدات والتصدي له باتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية للوقاية مع الحفاظ على التزامات القوات البحرية والقيام بمهامها لحماية وتأمين مقدرات الدولة الاقتصادية، وكذا الموانئ والأهداف البحرية الحيوية والخطوط الملاحية التجارية ومصادر الثروة البحرية على مدار أربع وعشرين ساعة.
وقال إن القوات البحرية اتخذت العديد من الإجراءات للحفاظ على الفرد المقاتل ومن أبرز هذه الإجراءات بث الوعى لدى (الضباط - الطلبة - الدرجات الأخرى) بمدى خطورة التهاون فى اتخاذ الإجراءات الاحترازية كما قامت بتجهيز المستشفيات بحيث تكون مجهزة فنياً وإدارياً من حيث توافر الأجهزة الطبية والتعقيم وتخصيص قسم فى كل مستشفى به غرف إستقبال وطوارئ للحالات القادمة للكشف أو الإشتباه، كما أكدت على عدم الإنسياق وراء أى شائعات / حملات مغرضة يتم بثها عبر وسائل الإعلام المختلفة من خلال عناصر مناوئة للدولة المصرية والتمسك بما تم طرحه بوسائل الإعلام الرسمية وتم تدبير أجهزة الكشف عن فيروس كورونا المستجد وتوزيعها على وحدات القوات البحرية والكلية البحرية ومعاهد ومراكز التدريب.
وعن التدريبات المشتركة التى نفذتها القوات البحرية مع الدول العربية الشقيقة والدول الأجنبية الصديقة في المنطقة وأوجه الاستفادة من تلك التدريبات؟، أكد قائد القوات البحرية أن التدريب هو جزء من عملية مخططة تخطيط دقيق يمر بمراحل مختلفة متدرجه يراعى فيها أبعاد كثيره وصولاً لتحقيق درجات الإحترافية القتالية والتى تمكن القوات من تنفيذ مهامها القتالية بكفاءة ونجاح ، ويأتى من أحد مراحلها التدريبية المشتركة.
وأوضح أنه نظراً لارتقاء مستوى قواتنا البحرية المتمثل في الوحدات المنضمة حديثاً وارتفاع مستوى الجندي المقاتل في استخدام المعدة والخبرة العالية حرصت بحريات الدول الشقيقة والصديقة والتي تمتلك بحريات متقدمة لتنفيذ تدريبات مشتركة وعابرة مع القوات البحرية المصرية.
وشدد على أن التدريبات البحرية المشتركة والعابرة تعد من أرقى أنواع التدريب بالقوات البحرية حيث يتم تبادل الخبرات في أسلوب تأمين مسارح العمليات البحرية ضد العدائيات المختلفة وتنفيذ مثل هذه التدريبات يعطى الثقل لكلا الجانبين لتحقيق وتعزيز الأمن البحري بالمنطقة.
وقال إن التدريبات المشتركة بين الدول تؤدي إلى الحفاظ على العلاقات الثنائية فيما بينها سواء على المستوى العسكري أو السياسي، حيث تتبادل الأطراف المشتركة في التدريب الزيارات والمؤتمرات من أجل التخطيط الدقيق والمسبق لتنفيذ التدريب للوصول به لأرقى مستويات ، كما يتيح التدريب المشترك والعابر لمصر إمكانية دراسة مسارح العمليات المختلفة التى يتواجد بها مناطق حاكمة ومناطق سيطرة قد تؤثر فى المستقبل على الأمن القومى المصري.
وأوضح أن التدريبات المشتركة تهدف إلى رفع المستوى والحفاظ على الكفاءة القتالية العالية للقوات المشتركة والاحتفاظ بالموائمة العملياتية والعمل المشترك بين الدول المشتركة بإختلاف مسارح العمليات والقتال.
وعن الدور الذي تقوم به القوات البحرية في حماية المجتمع من مخاطر الهجرة غير الشرعية والقبض على عدد من المهربين؟.. أشار الفريق أحمد خالد إلى أن الهجرة غير الشرعية تعد ظاهرة حديثة على المجتمع المصري وقد زادت معدلاتها خلال الفترة الأخيرة، فقامت القوات البحرية بالتعاون الكامل مع كافة الجهات المعنية بالدولة وقوات حرس الحدود والمخابرات الحربية بتوجيه ضربات حاسمة للقائمين على أعمال الهجرة غير الشرعية ونجحت المجهودات في إلقاء القبض على العديد من البلنصات وإحباط محاولة تهريب العديد من الأفراد خلال محاولات الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا وإعتباراً من سبتمبر 2016 لم تنجح أى عملية هجرة غير شرعية من سواحلنا وهو إنجاز غير مسبوق فى القضاء على الهجرة غير الشرعية إلى اوروبا أشادت به تقارير الاتحاد الأوروبى.
وقال إنه في مجال مكافحة التهريب (مخدرات - سلاح - بضائع غير خالصة الجمارك)، ونتيجة لتكثيف أعمال المرور وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها قامت الوحدات البحرية فى قاعدة برنيس البحرية بإحباط أكبر عملية تهريب للمخدرات فى مطلع عام 2019 بكمية طنين اثنين من الهيروين 99 كجم من مادة الأيس، وهى تعتبر إشارات على عزم القوات البحرية الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بمقدراتهذا الشعب.
ووجه قائد القوات البحرية -في ختام المؤتمر الصحفي- رسالة إلى رجال القوات البحرية.. أوصاهم فيها بضرورة استمرار رجال القوات البحرية فى المحافظة على الكفاءة القتالية للأفراد والمعدات واليقظة التامة والإدراك العالي لمستجدات المرحلة التى تمر بها بلدنا الحبيبة مصر للحفاظ على مكتسبات الشعب المصرى والحفاظ على الاستعداد القتالى العالي لقواتكم البحرية لتكونوا جاهزين فى أى وقت لتنفيذ المهام الموكلة إليكم من القيادة العامة للقوات المسلحة بحرفية وقوة وإصرار جديرين بثقة الوطن فيكمومستحقين للقب خير أجناد الأرض.
كما بعث قائد القوات البحرية برسالة طمأنة وثقة إلى شعب مصر الأبي، قال فيها "أبناؤكم وأبناؤنا من ضباط وضباط صف وجنود وصناع القوات البحرية مستعدون لبذل الغالي والنفيس وعلى أهبة الاستعداد للذود عن مقدرات مصرنا الحبيبة الغالية وعلى أعلى درجات الجاهزية، ونعاهدكم بأن نظل أوفياء مخلصين مدافعين عن سواحلنا ومياهنا الطاهرة رافعين علم مصر خفاقا عاليا بكل فخر وكرامة".