أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أن مصالح الأوطان جزء لا يتجزأ من صميم مقاصد الأديان، مشددا على أن العلاقة بين الدين والوطن أو بين الدين والدولة ليست علاقة عداء أبدا ولن تكون.
وقال وزير الأوقاف، في كلمة خلال افتتاح مؤتمر "الإسلام والتجديد بين الأصل والعصر"، في الخرطوم صباح اليوم السبت، "أنقل لدولة السودان الشقيقة، قيادة وشعبا، تحيات مصر، رئيسا وحكومة وشعبا"، مهنئا السودان بما حقق من خطوات في طريق التقدم، وبرفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وأكد أن قرار رفع السودان من قائمة الإرهاب، ليس قرارا منشأ لوضع جديد، وإنما هو قرار كاشف لحقيقة وطبيعة الشعب السوداني السمحة، لافتا إلى أن القرار على المستوى الدولي والسياسي، ستكون له انعكاسات كبيرة على مصالح الشعب السوداني.
ونوه بترحيب مصر السريع بالقرار فور صدوره، وهو ما نرحب به ونؤكد أنه خطوة مهمة في مستقبل السودان، حيث إن مصر والسودان في خندق واحد، فالبلدان ليسا مجرد شقيقين، فما يجمعهما قل أن يجتمع بين دولتين، حيث تجمعنا روابط التاريخ والجغرافيا والدين واللغة والمصير المشترك.
وأكد أهمية المؤتمر، الذي تعقده وزارة الأوقاف السودانية، لافتا إلى أن الفهم الصحيح للدين يدفع إلى بناء دولة عصرية ديمقراطية قوية، فمصالح الأوطان من صميم مقاصد الأيان، وكل ما يُقوي الدولة هو من صلب العقيدة، وكل ما يُضعف الدولة لا علاقة له بالإسلام.
ونوه بأن "الكليات هى 6 كليات وليس 5 فقط، حيث إنها تشمل الدين، الوطن الذي يأتي قبل النفس، النفس، المال، العقل والعرض".
وقال وزير الأوقاف: "المشردون لا يقيمون دينا ولا دولة، والعصابات لا تفهم معنى الدولة"، موضحا أن الإسلام رسخ الولاية العامة وبعدها الولايات الخاصة، فالولاية العامة للرئيس أو من يقوم على إدارة الدولة، والولايات الخاصة، تكون ولاية واحدة على الشرطة مثلا، وولاية واحدة على القضاء، وولاية واحدة على كل مرفق، أما أن تتحول الدولة إلى فُتات فهذا ما لا يقره دين ولا دولة.
وأكد أهمية تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، بناء الدولة الحديثة على عقد المواطنة، معربا عن أسفه لأن بعض الجماعات حاولت أن تضع الناس في خيارات خاطئة، كالسؤال: أنت مع الدين أو الوطن؟، وكأن هناك تناقضا بين الدين والوطن، مشددا على أن تحقيق مصالح الأوطان جزء لا يتجزأ من صميم مقاصد الأديان.