فصل الصيف من أمرح فصول العام، ولا يكتمل
المرح لكثير من الشباب والفتيات، وغالبية الأسر المصرية إلا بالخروج ليلا والتنزه
فى ليله الساحر ، والسيرعلى الكورنيش، والجلوس فى الحدائق والمتنزهات الجميلة
ودخول السينما والمسرح،ويكتمل هذا التنزه بالتوجه إلى المسرح المكشوف بدار الأوبرا
المصرية الذى خصص للعروض الصيفية والشبابية ويتسع لحوالى 600 مقعد، وتمت عليه عروض
محلية وعالمية عديدة، وتأخذ المنطقة المركزية للمسرح المكشوف شكل المربع منخفض المستوى
عن المنطقة المحيطة بالمربع.
ومنطقة المسرح المكشوف الخاصة باستيعاب
المقاعد المتحركة للمشاهدين تأخد شكلا مربعا منخفضا فى الوسط يحيط به أربعة أضلاع
متدرجة الارتفاعات من الوسط ، ويتميز هذا المسرح بالطابع المفتوح للمكان الذى يمنح
فرصة الحضور للشباب لأنهم يشعرون بأنهم غير مقيدين ، ويكون فى مقدور المشاهد أن
يدخل أو يغادر المكان بحرية وأن يحضر مرتديا الملابس التى تناسبه، فطبيعة المسرح
هى التى تحدد طبيعة جمهوره الرئيسى ، وهو الشباب من طلاب الجامعات والمدارس الذين
يسمح لهم بالدخول مجانا مثلما تم فى ندوة مع الدكتور أحمد زويل ، وندوة
الإعلامى حمدى قنديل ، ونشاط هذا المسرح
يبلغ ذروته فى المهرجانات الصيفية حيث يقدم عليه مزيج من مختلف الفنون، فرق الفنون
الشعبية ، والموسيقى العربية ، والفرق الجديدة مثلفرقة وسط البلد التى تقدم للشباب
لونا فنيا خفيفا؛ويعتمد هذا المسرح على فكرة المزج بين الفنون، مع تقديم ذلك فى
قاعة مفتوحة ومريحة.
مطربو الزمن الجميل تغنوا بأروع
الألحان على المسرح المكشوف
قامت سيدة الغناء العربي كوكب الشرق أم كلثوم
فى نهاية الستينيات من القرن الماضى بزيارة لدولة السودان واستقبلت استقبالا
تاريخيا فريدا فاق كل تصور مما جعلها تقرر أن تغنى قصيدة لأحد شعرائها المشهورين
آنذاك بوفرة وعذوبة إنتاجهم ، وعرض عليها أكثر من قصيدة ووقع اختيارها على قصيدة
(الغد) والتى عرفت بأغنية " أغدا ألقاك ياخوف فؤادى من غد "، للشاعر
السودانى الهادى آدم ، وقام الموسيقار محمد عبد الوهاب بتلحينها لتقف كوكب
الشرق أم كلثوم على المسرح المكشوف بدار
الأوبرا المصرية عام 1971 ، تتغنى وتشدو بها ليسمعها جمهورها من الخليج إلى المحيط،
واعتبرت تلك القصيدة من أروع ما تغنت به سيدة الغناء العربي ، وكانت سعادة مؤلفها
الشاعر السودانى الهادى آدم سعادة لا توصف
لأنه كان حلما يراود أى شاعر أن توافق سيدة الغناء العربي على أن ينضم إلى
تلك الكوكبة الفنية التى تصنع مجد وشهرة أم كلثوم وكانت مقتصرة على شخصيات بعينها
لا يمكن الاقتراب منهم، فقام الشاعر سعادة
بنشر ديوان "كوخ الأشواق" الذى صدر بالقاهرة وفيه قصيدة أغدا ألقاك.
ومن خلال هذا الفكر تسابق مطربو الجيل الحالى
إلى الغناء على المسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية فقد تألق الفنان مدحت صالح
على المسرح المكشوف فى حضور الرئيس عبد الفتاح السيسى للاحتفال بثورة 30 يونيو
لعام 2016 . ونجحت أيضا فرقة المصريين ونجوم المستقبل بقيادة الموسيقار
هانى شنودة فى تقديم حفل كبير مميز على خشبة المسرح المكشوف، بعرض وتقديم باقة من
أجمل وأشهر أعمال الفرقة الخاصة بها التى قدمتها على مدار مشوارها الفنى منها
" الشوارع حواديت - أوقات أشوف ملامحك - غنوا للحياة - بنات كتير - ماشية
السنيورة - ما تحسبوش يا بنات " وأيضا بعض مؤلفات قائد الفرقة هانى شنودة
التى قدمها لكبار المطربين والمطربات منها " أن بعشق البحر - بحلم معاك
وغيرها " .
وتألق أيضا النجم الفنان خالد سليم وفرقته على خشبة هذا المسرح فى حفل أقيم ضمن الأمسيات الرمضانية وقدم فيه باقة
من أشهر أعماله الخاصة منها " بلاش الملامة - زعلان - عشنا قد إيه - نسيت
نفسى - أنا عاشق - عالم تانى - حلم عمرى - كان فين من بدرى - قابلت عينك - ولا
ليلة ولا يوم - إلى جانب مجموعة من مؤلفات الموسيقى العربية التى اشتهر بتقديمها
لكبار المطربين منهم عبد الحليم حافظ والفنانة وردة .
وقدم أيضا الفنان القدير صاحب الحنجرة
الذهبية كما يلقب من قبل جمهوره الفنان على الحجار أغنية العروسة على المسرح
المكشوف بدار الأوبرا فى حفل مبدع نال رضاء كل محبى الفنان وجماهيره الذين ينتظرون
حفلاته ويتلقونها على الرحب والسعة .
كما تألق أيضا الفنان أحمد سعد فى الغناء
والإنشاد الدينى وأنشد أغانى المنشدين فى أغانيهم ( الرضا والنور ) ، ( مولاى ) و
( القلب يعشق كل جميل ) ، كما تلألأ عميد دولة المديح والإنشاد الدينى الشيخ
" ياسين التهامى " فى حفلات
كثيرةعلى خشبة المسرح المكشوف بدار الأوبرا، وقدم خلالها باقة مختارة
ومتنوعة من أجمل وأروع قصائد المديح النبوى منها " غريب عن الأوطان - والله
ما طلعت شمس - يا عالم الأسرار - الحب - قلوب العاشقين - أسلمت نفسى - قلبى يحدثنى _ ياسامع دعاء المظلوم
وغيرها " ، وقدم أيضا المنشد
"على الهلباوى " مجموعة من الابتهالات والمدائح والقصائد الصوفية ضمن الأمسيات الرمضانية على المسرح المكشوف
منها " أيا من الوفا - مرسال لحبيبتى - قل للمليحة - أنا سميتك الجنة " وأبدعت
مجموعة الحضرة للإنشاد الصوفى على المسرح المكشوف فى حفل كبير شهد إقبالا جماهيريا
ضخما، وكان المسرح كامل العدد فى ليلة روحانية فى حب رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - تحت شعار " بالفن نستطيع ....
تحيا مصر " ، وجسدت الفرقة فى هذا الحفل الرائع حالة روحانية خاصة مستلهمة من
الحضرات المصرية بمختلف الطرق مثل " النقشبندية - البرهانية - الخليلية
" واعتمدت على قصائد تنتمى للتراث الصوفى منها " إنى جعلتك فى الفؤاد
محدثى " لرابعة العدوية ، و " المسك فاح" للشيخ صالح الجعفرى،
وقدمت أيضا فرقة المولوية المصرية بقيادة المنشد الدينى عامر التونى حفلا كبيرا
قدمت خلاله الفرقة حالة فريدة من التصوف جمعت بين رقصة التنورة والإنشاد الدينى والابتهالات
فى مزيج فنى متميز جدا.كما تألقت أيضا الفنانة أنغام فى أروع أغانيها وأغان لمطربى
الزمن الجميل لأكثر من مرة على هذا المسرح .
والتقت أيضا الفنانة حنان ماضى بجمهورها فى
حفل غنائى متميز على خشبة المسرح المكشوف وقدمت خلاله مجموعة من أفضل وأشهر
أغانيها منها " امتى الكلام يبتدى -
يا ليل يا عين - غناك يا بحر - مفيش فى الأغانى عصفور" وغيرها .
كما تألق الفنان القدير والمطرب المصرى
الأصيل محمد منير وأمتع الجمهور لأكثر من مرة على خشبة هذا المسرح.
ولم
تقف شهرة هذا المسرح عند النطاق المحلى فقط ، بل امتدت خارجه، مما جعل فناني
المنطقة العربية أن يقرروا إثبات موهبتهم وتحقيق حلمهم، وهو الغناء على المسرح
المكشوف بدار الأوبرا المصرية.
فأحيا
الفنان صابر الرباعى حفلة على هذا المسرح تغنى فيها بأروع أغانى العندليب الأسمر
وكان أداؤه من أروع ما يكون، كما تألقت أيضا الفنانة السورية أصالة على خشبة هذا
المسرح لأكثر من مرة وتغنت بأجمل وأعذب أغانيها.