تمتاز دار الأوبرا المصرية بالعديد من الفرق
التى أنشأت مع بداية وتاريخ الأوبرا الحضارى والثقافى سواء الأوبرا الخديوية أو
الأوبرا الجديدة التى تعتبر امتدادا للنبع الثقافي الذى لا ينضب, فانتقلت الفرق مع
نشأة دار الأوبرا المصرية الجديدة فى عام 1988، لتكمل مسيرتها الفنية الثقافية ,
من خلال تقديم أعظم وأهم العروض العالمية والمحلية وحضور مهرجانات العالم لتمثيل
مصر بنهضتها الفنية الممتدة على مدار تاريخها وحضارتها التى تقدم من خلالها أروع
الأمثلة على العطاء الثقافى فهى خير سفير للفن المصرى فى أوروبا والعالم.
أوركسترا القاهرة السيمفونى
يلعب دوراً هاماً فى إثراء الحياة الفنية الثقافية فى مصر منذ نشأته فى عام 1959, فكان يقدم حفلات سيمفونية
ومصاحبة فرق الأوبرا والباليه المحلية والأجنبية ومنذ انتقاله إلى دارالأوبرا .تركزت نشاطاته فى إطار حفلات الموسيقى
السيمفونية مما فتح آفاقا جديدة لريبرتوار شاسع وعدد أكبر من الحفلات المقدمة ومنذ
دمج كورال آكابيللا معه استطاعا سويا تقديم الأعمال الرئيسية المكتوبة للكورال
والأوركسترا.حيث يصاحب أهم الموسيقيين والمطربيين خلال تاريخه الفنى.
قدم أوركسترا القاهرة السيمفونى عددا
من المهرجانات الناجحة فى المواسم السابقة منها مهرجان "اتجاهات عربية"،
مهرجان بيتهوفن، "مهرجان موسيقى القرن العشرين" و "ورش العمل
الدولية لقيادة الأوركسترا.والتعاون مع المعاهد الثقافية الغربية مثل
معهد جوتة الألمانى الذى تنظم بالاشتراك معه العديد من النشاطات الثقافية
والحفلات.
وقاد
الأوركسترا أشهر الموسيقيين العالميين ,آرام خاتشاتوريان, أحمد عدنان سايجون, يانوش
كوكلا. وشارك فى حفلاته العديد من مشاهير الصوليست العالميين مثل, رودولف بوخبندر,
جورج ديميس, رمزى يسي, أندريه نافارا, فيكتوريا بوسينوكوفا.
فرقة أوبرا القاهرة
ظلت مصر تقدم عروض فن الأوبرا بأصوات
أجانب منذ عام 1840 وذلك وفقا للمدونات التاريخية وحتي بعد بناء أول دار أوبرا
مصرية عام 1869. وكانت نواة أول فرقة أوبرا مصرية قومية هي المواهب الأوبرالية المصرية
من خريجي الكونسرفتوار الذي أسسته وزارة الثقافة في عهد الثورة المصرية ثم تكونت
فرقة أوبرا القاهرة رسميا في أبريل عام 1964 وقامت بتقديم أوبرا
"لاترافياتا" لأول مرة باللغة العربية وتوالت نجاحات فرقة الأوبرا في
تقديم عروض مثل "مدام بترفلاي"،"السنوات الراقصة"، "لابوهيم"و"السيمفونية
التاسعة"حتي احترقت دار الأوبرا عام 1971. ومع ذلك كافحت الفرقة لإبقاء هذا
الفن حيا بتقديم عروضها على مسرح الجمهورية وقاعة إيوارت بالجامعة الأمريكية ومسرح
سيد درويش بالإسكندرية حتى تم افتتاح الأوبرا الجديدة عام 1988، وظهرت أصوات شابة
لتكمل نجاح جهود فرقة الأوبرا في رسالتها وأصبح ريبرتوار الفرقة يضم 32 رواية
أوبرالية ووصل عدد أعضائها إلى 32 صوليست يقدمون للعالم روائع المؤلفات الأوبرالية
منذ عصر الباروك وحتي المؤلفات المعاصرة. وقد شارك عدد من أعضاء الفرقة في عروض
أوبرالية علي أكبر مسارح العالم وسجلت أسماء فنانين مصريين عمالقة في الموسوعات
العالمية للأوبرا.
وعلى الجانب الآخر حققت العملاقتان أميرة كامل
وفيوليت مقار نجاحا مصريا متميزا في عروض أوبرا عايدة في بلجراد عام 1962، وقامتا
بتقديم أوبرا لاترافياتا لأول مرة باللغة العربية وقد ترجمها المهندس إبراهيم رفعت
وسطعت فيها نجوم مثل منار أبوهيف، نبيلة عريان، حسن كامى، يوسف صباغ، روجينا يوسف،
جابر البلتاجى ويوسف عزت. وتوالت نجاحات فرقة الأوبرا في تقديم عروضا مثل مدام
بترفلاى، السنوات الراقصة، ولابوهيم والسيمفونية .
كما لمعت أسماء نجوم أوبرا المستقبل مثل أميرة
سليم، داليا فاروق، تامر توفيق، جالا الحديدى الذين سوف يحملون راية الوطن في عالم
الأوبرا في المستقبل، حتى يتحقق الحلم ويتم تأليف أوبرا مصرية على يد مؤلف مصري
بألحان في قالب أوبرالى علمي فنى يعبر عن تراث وحضارة مصر الحقيقية ليصل لكل فئات
الجمهور ويخاطب الفئات المختلفة يوماً ما.
الفرقة القومية العربية للموسيقى
أدى ظهور الفرقة القومية العربية للموسيقى
إلى إحياء روائع هذا الفن الموسيقى و التراثى. كما لفت أنظار وأسماع الجماهير
للقيم الفنية الأصيلة فى فنوننا و موسيقانا العربية وقد تأسست الفرقة عام 1989،
بإشراف الدكتورة رتيبة الحفنى وقيادة المايسترو سليم سحاب بهدف جمع التراث
الموسيقى والغنائى فى الدول العربية وتقديمها بأسلوب أكاديمى وعلمى متطور،وحققت
الفرقة العديد من النجاحات على المستويين المحلى والعالمى بأسلوبها المتميز فبعد
40 يوماً من تأسيسها نالت الفرقة الميدالية الفضية فى مهرجان بابل الموسيقى عام
1989.
فرقة عبد الحليم نويرة للموسيقى
العربية
قام بتكوين الفرقة بتكليف من وزراة
الثقافة المايسترو الراحل عبد الحليم نويره الذى استهل حياته كمطرب وملحن فى الإذاعة
بعد حصوله على دبلوم معهد الموسيقى العربية عام 1936والذى قاد الفرقة منذ تاريخ إنشائها عام
1967 فوضع الأسس والمنهج العلمى ليعيد من خلالها التراث الحقيقي الذى يمثل الحضارة
الفنية لمصر مع موائمة ما يقدم للحداثة العصرية، وحتى وفاته عام 1985 فسميت الفرقة
بعد ذلك باسمه تقديراً لما قام به من جهود فى تكوين هذه الفرقة التى تضم حوالى
خمسين مطرباً ومطربة وجميعهم من المدربين والدارسين ذوى الأصوات المتميزة كما تضم
أربعين موسيقياً.
قررت وزارة الثقافة تكوين فرقة لإحياء
تراث الموسيقى العربية كانت تهدف إلى الحفاظ على التراث الموسيقى لكبار الموسيقيين
المصريين والعرب لذا صدر قرار تكوين فرقة الموسيقى العربية فى نوفمبر 1967 بهدف
الحفاظ على التراث الأصيل وتقديمه بشكل جديد ومتميز فى أنقى صورة ممكنة وبأسلوب
علمى حديث مع الحرص الكامل على طبيعته اللحنية وقيمته التراثية وإيقاعه الأصيل
قدمت الفرقة العديد من العروض الفنية
فى عدد كبير من الدول العربية نذكر منها تونس والمغرب والأردن والكويت وسوريا
والجزائر وليبيا ولبنان وأبوظبى والبحرين ومن الدول الأوروبية فرنسا وإسبانيا وتركيا.
فرقة الموسيقى العربية للتراث
تأسست بهدف إحياء تراث الموسيقى
العربية الذى أنتجه كبار الموسيقيين عبر أجيال متتابعة وفى ظل هذا الهدف تقدم
الفرقة الأشكال التراثية والقوالب الغنائية والموسيقية المختلفة لجمهور متذوقى الموسيقى
العربية ومنها الموشح والقصيدة والدور والطقطوقة والألحان المسرحية.
قدمت الفرقة أولى حفلاتها على مسرح
معهد الموسيقى العربية عام 2004 فى افتتاح معهد الموسيقى العربية بعد ترميمه
وتوالت بعدها حفلات الفرقة بشكل دورى منتظم وشاركت فى الدورة الثالثة لمهرجان
الموسيقى العربية قى نفس العام.
أوركسترا أوبرا القاهرة
تأسس أوركسترا أوبرا القاهرة عام
1994واستطاع منذ ذلك الوقت أن يلعب دورا هاما وبارزا على الساحة الموسيقية فى مصر.
فشارك بالعمل كأوركسترا مصاحب لفرقة
باليه أوبرا القاهرة فى عروض مثل: كسارة البندق، روميو وجولييت، سندريللا وجيزيل
وكذلك مصاحبة فرقة باليه البولشوى أثناء زيارتها لدار الأوبرا المصرية إلى جانب
العزف المصاحب لعروض فرقة أوبرا القاهرة فى أعمال مثل: لاترافياتا، لابوهيم، تاييس،
صيادو اللؤلؤ، زواج فيجارو، دون جيوفانى، حلاق أشبيلية، توراندوت وأوبرا فيردى
الشهيرة عايدة والتى قدمت فى منطقة الأهرامات.
ثم لم يلبث الأوركسترا أن أخذ على
عاتقه مهمة توسيع مجال أنشطته الثقافية والفنية وذلك من خلال تقديم سلسلة من
الحفلات السيمفونية المسائية بعنوان "الموسيقى للجميع" وحققت نجاحا
كبيرا.
فرقة الإنشاد الدينى
أسسها الموسيقار الراحل عبد الحليم
نويرة فى سنة 1972 وبدأت أولى حفلاتها بقيادته عام 1973. وكان الهدف من إنشائها
الحفاظ على التراث الغنائى الدينى من الاندثار فكلف اثنين من أشهر المنشدين فى ذلك
الوقت وهما الشيخ محمد الفيومى والشيخ عبد السميع بيومى بتحفيظ الفرقة كل ما
يحفظونه من ألحان دينية لأئمة المشايخ، كما كلف الموسيقار الراحل عبد المنعم
الحريرى بوضع المقدمات واللزمات الموسيقية لهذه الأعمال حتى يتم تقديمها للجمهور
فى شكل عصرى متطور.
وبدأت الفرقة عروضها بعدد 16 منشدا
وحوالى 25 موسيقيا إلى أن وصل عدد المنشدين حتى اليوم حوالى 30 منشدا و40 موسيقيا.
قدمت الفرقة عروضها فى جميع محافظات
مصر واشتركت فى أكثر من مهرجان دولى للإنشاد الدينى ولاقت نجاحا باهرا وتعتبر
الفرقة هى الوحيدة بجمهورية مصر العربية من حيث التخصص والتفرد بما تقدمه من أعمال
وألحان دينية تراثية ومعاصرة كما تدفع الفرقة بأصوات شابة ومدربة على الإنشاد إلى
ساحة الابتهالات الدينية.
كورال أطفال الأوبرا
لم تنس دار الأوبرا المصرية فى تكوين
فرقها المختلفة أن تقدم فنا مميزا للأطفال يتعرفوا من خلاله على العالم الأوبرالى
ويقتربوا من منصة التميز، فكانت فرقة كورال أطفال الأوبرا الذى تأسس عام 1989 تحت إشراف الدكتورة رتيبة الحفنى وبقيادة المايسترو
سليم سحاب ويضم حوالى 250 طفلا وطفلة وهو يقدم ذخيرة فنية من أغان تقليدية قديمة
وحديثة ورغم هذا فإن الهدف ليس فقط أداء فنيا متميزا وإنما إيجاد جيل جديد مدرك فنياً
وقادرا على تطوير الهوية الوطنية وهو أحد الأهداف النبيلة لدار الأوبرا.