بقلم : خالد ناجح
في ٢٥ يناير ١٩٨٢ كانت مصر تكتب سطورا من نور في كتاب التاريخ الوطنى والعسكرية المصرية ففي هذا التاريخ تم تحرير آخر حبات من رمل أرض الفيروز بالتفاوض قبل معركة استعادة طابا بالتحكيم .
ولم يكن غريبا أن قوات الجيش الثالث الميداني في العريش بمحافظة سيناء قد قامت بالتبرع ببعض أموالهم لصندوق تحيا مصر وهذا بالطبع بعد افتدائهم لمصر بالأغلي من الأموال بالروح .
فالتبرع تم بأحد البنوك بمدينة العريش والذى يمثل إصرار قوات شمال سيناء على المساهمة فى النهوض بالإقتصاد القومى ودفع عجلة التنمية بجانب جهودهم فى محاربة الإرهاب وحماية أمن وإستقرار الوطن وهذا العمل دليل لايقبل الشك أن قواتنا المسلحة تعمل في سيناء بيد تحمل السلاح واليد الآخرى للبناء والتنمية .
الشعب المصري وجيشه الباسل ضربا أروع أمثلة الفداء والاستبسال في تحرير أراضي سيناء من العدوان الغاشم في الحروب التقليدية والتى كان آخرها حرب اكتوبر المجيدة والحروب الغير تقليدية والتى مازال الجيش المصري وأبطالُ القوات المسلحة يقدمون دروسا في فنون العسكرية بين الحرب علي الإرهاب وفي نفس الوقت تراعي أرواح المدنيين ، لا تزال تتعلم منها المؤسسات الاستراتيجية الدولية، وامتلك الجنود روحا ليست جديدة عليهم وقفزوا فوق التحديات والتي ظهرت جلية في معركة جبل الحلال، وعبروا الصعاب، حتى تحقق لهم النصر.
فأرض الفيروز بها كنوز زراعية وصناعية وسياحية وبها ما لا يقل عن ١٤٧ معدنا ورغم ما يحدث فيها فهى آمنة، ويجب تنمية الاستثمار فيها وبعد سنوات كثيرة « عجاف» لسيناء بدأ عهد جديد بالتنمية ووضع خطط للتنمية بشكل علمى رغم أن إجمالي تكلفة خطط التنمية في سيناء منذ ١٩٨٢ التي بلغت ٥٢ مليار جنيه،ومؤخرا والدولة لم تقف موقف المتفرج واتخذت خطوات تشجيعية لتكون هى المبادرة بتأسيس «الشركة الوطنية لاستثمارات سيناء»، وتشكيل مجلس إدارتها وهى شركة مساهمة مصرية برأس مال مخصص قدره ١٠ مليارات جنيه بهدف تنمية سيناء، وأن الشركة مملوكة للدولة والمواطنين وبأسبقية أولى أبناء مصر المقيمين فى سيناء، وكان إنشاء جامعة العريش رسالة قوية من الدولة لكافة المصريين ودول الجوار بأنها عازمة على تنمية سيناء، فهوأبلغ رد على ما يتردد من شائعات بأن العمليات الأمنية تستهدف تهجير الأهالى، فالجامعة لها دورها الهام فى قيادة محور تنموى جديد لربط سيناء بكافة محافظات الوادى، وأن قرار إنشاء الجامعة من أهم قرارات الدولة على أرض سيناء.
قبائل سيناء تعلم جيد لدعم القوات المسلحة والشرطة فى حربهما ضد الإرهابآ أن ما يحدث في سيناء شئ مختلف عن السابق وأن الدولة جادة في محاربة الإرهاب وبنفس الجدية في التنمية وهو ما يشاهدونة الأهالي في الطرق والمستشفيات والكل البنية التحتية في أرض الفيروز لذلك بدأت القبائل تشعر بإختلاف بين الدولة بعد ٣٠ يونيو وما قبلها في جدية ما تقول ومن جانبهم، يحمل شيوخ القبائل والعشائر كل التقدير للرئيس عبد الفتاح السيسى، على دعمه الكامل لأهالى سيناء، وجهوده الحثيثة فى التنمية الحقيقية لكل جزء من أرض سيناء كما يحملون علي عاتقهم مساعدة الجيش والشرطة ومعاونتهم علي اجتثاث الإرهاب من أرض الفيروز.
بالطبع كان موقف البو في الماضى من الدولة غير مبال أو ينظر للدولة بإنها تعد ولا تفي بأى وعد وكانوا يسمون عيد تحرير سيناء بالمول الذي ينفض بعد أيام من اقامتة وكأن شيئا لم يكن ويبقي الحال علي ماهو عليه ، ففي عهد الاأخوان دخل سيناء من ١٠ إلي ١٢ تنظيما إرهابيا بقياداته منهم الإسلام والتوحيد والجهاد والرايات السوداء وبيت المقدس ومجلس المجاهدين وغيرهم ممن كانوا يحظون برعاية إخوانية وسلفية لكن منذ ٣٠ يونيو الثورة التي انقذت سيناء من مصير محتوم ، وبداية عهد جديد بين سيناء والدولة «الأجهزة التنفيذية» وجدت القبائل دولة مختلفة في تعاملها مع قضية سيناء بشقيها التنموى ومحاربة الإرهاب فتفاعلت القبائل معها بل وأكد لي عدد من الشيوخ والقبائل، أنهم مستمرون فى دعم كافة الأجهزة الأمنية بكافة المعلومات التى تدعم الجهود لتطهير المناطق المحدودة بشمال سيناء، من براثن الإرهاب، موضحين أنهم يلمسون جيدا جهود التنمية التى دبت فى كل ربوع سيناء فى كافة المجالات، خاصة شبكة الطرق ومشروعات الكهرباء والصوب الزراعية والأنفاق وإنشاء المعاهد الأزهرية والمدارس فى كافة القرى والنجوع، وإنشاء العديد من الوحدات الصحية لتقديم الرعاية الطبية لأبناء سيناء وتوفير فرص عمل لأبناء سيناء بالمشروعات القومية التى تنفذها الدولة.
أهالي سيناء قدرهم أن يتحملوا ضريبة العيش في أرض الفيروز ويعانون من ويلات الإرهابيين حديثا والاحتلال قديما فماتزال أرض سيناء تعانى من مؤامرة قديمة عليها لإقتطاعها من مصر لحماية الكيان الإسرائيلي
لقد تحدت أرض الفيروز القنابل والمفخخات التى يزرعها الإرهابيين علي الطرقات لخير جنود الأرض وبدأت في إنبات الزرع وظهور البنايات وإضاءة الكهرباء وشرب الماء النظيف والعلاج بفضل إبناء هذا الوطن الذي حارب وحمى وحرر وبنى وزرع في أرض تجلي و نظر الله اليها وحفظها من كل شيطان رجيم.