الجمعة 22 نوفمبر 2024

فن

دار أوبرا الإسكندرية (مسرح سيد درويش)

  • 25-10-2020 | 13:02

طباعة

الإسكندرية عروس البحر الأبيض المتوسط ، وتعتبر العاصمة الثانية لجمهورية مصر العربية ، وكانت هى العاصمة لها بالفعل قديما، وتعتبر من أهم المدن السياحية قديما وحديثا على جميع الأصعدة، نظرا لموقعها الجغرافى وتصميمها الخلاب الذى يجعل منها عروسا للبحر الأبيض المتوسط، وعلى الصعيد الفنى وبالسير على ساحل البحرالأبيض المتوسط بمدينة الإسكندرية نجد صرحا فنيا مميزا خالدا أصيلا وهو دار أوبرا الإسكندرية والذى عرف بمسرح سيد درويش ويعتبر مسرح الاحتفالات الرئيسى فى مدينة الإسكندرية على ساحل البحر المتوسط وبنى عام 1918، وتم افتتاحه عام 1921، وكان يطلق عليه تياترو محمد على ولا يزال الاسم القديم مدونا على اللوحة التأسيسية للدار على واجهتها الرئيسية.

وتسمى دار أوبرا الإسكندرية حاليا باسم فنان مدينة الإسكندرية الكبير سيد درويش وذلك اعتبارا من عام  1962، تقديرا له على تحديثه فى مجال الموسيقى فى مصر، وتعتبر دار الأوبرا بالإسكندرية الثانية فى مصر من حيث تاريخ الإنشاء.

صمم هذا المبنى على الطراز المعمارى الأيونى المهندس الفرنسى الشهير "جورج بارك" الذى استوحى تصميمه المعمارى من تصميم دار أوبرا فيينا بالنمسا ومسرح أوديون فى باريس، كما قام بتزيينه بزخارف أوروبية كلاسيكية الطابع كما كان سائدا فى مصر بداية القرن العشرين، ولكن مع الأسف أتى الزمن على الجمال المتبقى للمبنى وكانت محاولات الحفاظ عليه قد أضرت به أكثر مما أفادته، وفى عام 2000 كان المبنى المهمل قد أدرج تحت قائمة التراث المصرى وبدأت العمليات المكثفة لتجديده، وبعد عدة سنوات من العمل المستمر والماهر داخل المبنى من ترميم وزخرفة عالية الجودة عاد المبنى لسابق عهده وإلى رونقه وبهائه ، وأدخلت الدولة عليه التسهيلات الفنية اللازمة لكى يصبح دارا للأوبرا مؤهلة لكى تنافس دور الأوبرا العالمية ذات المستوى الراقى، وفى عام 2004قام الرئيس الأسبق حسنى مبارك بافتتاحه.

قدمت عليه عروض موسيقية ومسرحية عديدة، مصرية وأوروبية، وقد كان أول عرض مسرحى قدم عليه "شهر زاد" فى 30 يونيو 1921، ويسع مسرحه الكبير لاستيعاب 1000 مشاهد وتبلغ مساحته 4200 متر مربع ويقع فى طريق الحرية شارع فؤاد بمنطقة محطة الرمل.

على خشبة هذا المسرح وقف العديد والعديد من الفنانين والفرق الموسيقية، أحيت فرقة أوبرا الإسكندرية للموسيقى والغناء العربى بقيادة المايسترو عبد الحميد عبد الغفار الكثير من الحفلات عليه تضمنت  مجموعات من أفضل وأجمل أغانى الزمن الجميل منها "تعب القلوب - سلامات ياحبايب - الطير المسافر - ما تحبنيش بالشكل ده - سواح - خسارة - أنا عندى مشكلة - تمر حنة وغيرها" وأيضا كان للكمان نصيب وفير فى هذه الحفلات، حيث تألق عازف الكمان الأول الدكتور إيهاب عبد الحميد فى موسيقى "زى الهوى - عيون بهية - يا نخلتين فى العلالى - متى أشوفك" وكان الحضور الجماهيرى حضورا وفيرا من الجمهور الذواق الذى ملأ جنبات المسرح.

وأحيا كلا من الفنان مدحت صالح والفنان على الحجار، حفلا رائعا على خشبة هذا المسرح وذلك بمصاحبة  فرقة بغدادى وعازفة الماريمبا نسمة عبد العزيز، وبمصاحبة عازف البيانو الشهير عمرو سليم وفرقته الموسيقية والمطربة التونسية غالية بن على، بالإضافة إلى الفنانين خالد سليم، ومروة ناجى، ومحمد محسن، ومى فاروق وفرقة المايسترو علاء ياسين، الحفل الكبير الرائع الذى لاقى حضورا جماهيريا حاشدا.

وتعرض على هذا المسرح عدة فرق مصرية وعالمية أعمالها مثل أوركسترا القاهرة السيمفونى وأوركسترا الحجرة لأوبرا الإسكندرية، وفرقة أوبرا الإسكندرية للموسيقى والغناء العربى، والفرقة القومية العربية للموسيقى، كما تعرض أيضا على خشبة هذا المسرح فرق الباليه والأوركسترا الفيلهارمونى والبيانو والرقص الحديث وفرق فولكورية مصرية وعالمية، والدخول إلى هذه الأوبرا شأنه شأن دور الأوبرا العالمية يكون بالملابس الرسمية.

المسرح الرومانى

هذا المسرح أحد آثار العصر الرومانى وتمت إقامته فى بداية القرن الرابع الميلادى، وتم اكتشافه بالصدفة أثناء إزالة التراب عن مقبرة الإسكندر الأكبر بواسطة البعثة البولندية فى عام 1960، وأطلق عليه الآثاريون اسم المسرح الرومانى عند اكتشاف الدرجات الرخامية، وكان هناك جدل كبير حول وظيفته واستغرق التنقيب عنه حوالى 30 سنة.

صمم مبنى المسرح المدرج على شكل حدوة حصان ويتكون من 13 صفا من المدرجات الرخامية مرقمة بحروف وأرقام يونانية لتنظيم عملية الجلوس، ويتسع لاستيعاب حوالى 600 مشاهد وهذه المدرجات مصنوعة من الجرانيت الوردى ويوجد أعلى هذه المدرجات 5 مقصورات لم يتبق منها إلا اثنتان، وكان سقف هذه المقصورات ذا قباب تستند على مجموعة من الأعمدة، وتستند المدرجات على جدار سميك من الحجر الجيرى يحيط به جدار آخر وقد تم الربط بين الجدارين بمجموعة من الأقواس والأقبية حيث يعتبر الجدار الخارجى دعامة قوية للجدار الداخلى كما توجد صالتان من الموزاييك بزخارف هندسية فى المدخل الذى يقع جهة الغرب.

أشارت أعمال التنقيب إلى أن إحدى الفرضيات لاستخدام المسرح الرومانى تدل على أنه كان صالة اجتماعات سياسية حيث عثر على شعار الدولة البيزنطية أو أنه كان مقرا للحزب الحاكم فى الوقت نفسه، وبدأ استخدامه كمجلس للمدينة بعد زلزال وقع عام 535 ميلادية أدى إلى هدم عدد من الأعمدة، كما عثر على نقوش بمدرجات المسرح تتمنى "الحظ والنصر" للحزب الأخضر مرة ولشخص يدعى "أنتيدوروس" مرة أخرى ما يبين الصفة السياسية للمبنى فى العصر البيزنطى، كما يعتقد أيضا أن المسرح الرومانى كان يستخدم خلال القرون الأولى كمكان لتلقى العلم وذلك بعد اكتشاف 21 قاعة محاضرات صغيرة حول المدرج فيما جعل من احتمال أن يكون المدرج الرئيسى هو القاعة الكبرى لتقديم المحاضرات العلمية احتمالا مؤكدا.

وهناك أيضا شواهد تدل على أن المسرح الرومانى استخدم فى بدايته كصالة موسيقية "أوديون" استنادا إلى وجود الأعمدة حيث كان المبنى مسقوفا وهى إحدى الخصائص المعمارية للأوديون، كما عثر أيضا على نقش آخر يتمنى الفوز والحظ لأحد الذين اشتركوا فى إحدى المسابقات الموسيقية التى أقيمت بالمدرج، وهى

عادة رومانية بأن تجرى المسابقات الفنية فى مباني الأودويون، كما تبين من تصميم المبنى أن الموقع جرت دراسته وقت الإنشاء بحيث تحمل الرياح الصوت  فتصطدم بالجدار الغربى ليرتد صدى الصوت وهذا ضمن خصائص التصميم الهندسى الذى يؤدى إلى توزيع الصوت بحيث يستطيع كل الجالسين سماع الصوت بشكل واضح وبالتالى هذا دليل على وجود احتمال لاستخدام المسرح الرومانى كصالة موسيقية.

على خشبة هذا المسرح أبدع الفنان تامر عاشور وسط حضور جماهيرى كبير من سكان وزائرى الإسكندرية  وأطرب جمهوره ، وقدم خلال هذا الحفل باقة من أعماله الغنائية القديمة والجديدة منها "من غير ما أحكيلك - كرهينى فيكى - مشوفناش خير - قولوله سماح - أجمل حلم - حبيبى أنت - أيام وغيرها".

كما تألقت أيضا الفنانة نسمة محجوب بمصاحبة فرقتها الموسيقية على المسرح الرومانى وقدمت مجموعة من أغانيها الخاصة وأشهر الأغانى العربية والأجنبية منها "أحسن ناس - محدش عاجبه حاله - هالأسمر اللون - بالعكس - مش بترضى - قلبى حرة فيه - غنيلي شوية شوية - بالإضافة إلى تتر مسلسل ليالى (أوجينى) وميدلى غنائى لعدد من الأغانى الأجنبية بالإضافة إلى أغنية جديدة باللغة الإنجليزية عن عمر الشريف وأم كلثوم".

    أخبار الساعة