من
أبرز
وأجمل
علامات
الاحتفال
بنصر
أكتوبر
هذا
العام
افتتاح
دار
الأوبرا
فى
نفس
الأيام
التى
شهدت
مجد
انتصارات
قواتنا
المسلحة..
الأوبرا
رمز
لريادة
مصر
الثقافية
ودورها
التاريخى..
وعلاقة
الأدب
بالأوبرا
علاقة
قوية
ووثيقة..
فالأوبرا
فى
الأصل
نصوص
شعرية
ملحنة
ومغناة.
عن
الأوبرا
يصدر
كتاب
ضخم
فى
أكثر
من
800 صفحة
خلال
الأيام
القادمة
عن
الهيئة
المصرية
العامة
للكتاب
من
تأليف
عَلم
وهب
حياته
للفن
هو
الدكتور
أحمد
حمدى
محمود
الحاصل
على
الدكتوراه
فى
فلسفة
الفن
فى
عام
1964 من
جامعة
الإسكندرية
والذى
ترجم
للعربية
العديد
من
المؤلفات
الهامة
عن
تاريخ
الموسيقى
الغربية،
وعلاقتها
بالحضارة.
حدثنى
الكاتب
الكبير
يحيى
حقى
عن
الجهد
الذى
بذله
الدكتور
أحمد
حمدى
محمود
فى
إعداد
هذا
الكتاب
الذى
يعد
صدوره
إسهاماً
فى
الاحتفال
بافتتاح
الأوبرا
بما
سيقدمه
من
ثقافة
علمية
دقيقة
لمن
يبحث
عن
معرفة
تاريخ
هذا
الفن
وأصوله
ومصطلحاته.
ويقول
الدكتور أحمد حمدى
محمود:
•• كلفنى بإعداد
هذا الكتاب القائمون
على سلسلة “المكتبة
العربية” بالاشتراك مع
هيئة الكتاب منذ
ثلاث سنوات، واستغرق
طبعه سنة كاملة
وسيصدر مع الافتتاح،
وينقسم الكتاب إلى
ثلاثة أجزاء رئيسية:
الأول عن تاريخ
الأوبرا، والثانى مخصص
لعرض وتحليل مجموعة
من الأوبرات الهامة
وما قيل فى
نقدها والعلاقة بين
نصها الأدبى، وتجسيمها
الأوبرالى، والقسم الثالث
خاص بنظريات الأوبرا،
وملحق بالكتاب 55 صفحة
بها صور لأهم
الأوبرات.
ويضيف:
أن كل ما
سعيت له من
خلال هذا الكتاب
هو تنوير القارئ
بمعنى الأوبرا كما
فهمت فى بلادها
الأصلية، واتجاهاتها المختلفة
على الأخص فى
إيطاليا وفرنسا وألمانيا،
لأن ما يكتب
عن الأوبرا فى
الصحف والمجلات وما
يذاع فى التليفزيون
والراديو أكثره بعيد
الصلة عن حقيقة
ما تعنيه الأوبرا.
ويؤكد: أن
هذا الحدث لكى
تكتمل أهميته الثقافية
والفنية يجب تنوير
الناس بإعطائهم جرعات
ثقافية كبيرة حول
هذا الفن حتى
يستطيعوا استساغة فن
الأوبرا حتى لا
نضطر إلى الانتفاع
بمبنى الأوبرا فى
أغراض أخرى بعيدة
عن الأوبرا، ويجب
عدم مسايرة الذوق
الدراج والهبوط بمستوى
ما يعرض بها،
ففى الخارج هناك
شروط محددة جداً
لما يصلح للعرض
فى الأوبرا، وهناك
مسارح أخرى غايتها
الترفيه.
وأنا
ضد عرض الأوبريتات
على مسرح الأوبرا،
ويجب أن نفيد
بالرجوع لتاريخ الأوبرا
فى مصر منذ
إنشائها وحتى احتراقها
ونراجع التقاليد التى
كانت متبعة فى
تحديد صلاحية العروض.
الأوبرا
فن صعب!!
وحول
صعوبة تذوق الأوبرا
من الجمهور المصرى
يقول الدكتور حمدى
محمود:
•• الأوبرا فعلاً
فن صعب ولكنه
جدير ببذل كل
جهد لاستساغته والإفادة
منه وقد صادفت
دول كثيرة مشكلة
صعوبة تذوق الأوبرا،
فقد كان الإنجليز
لا يستسيغونها أبداً،
ووصف الأمريكان حتى
عهد قريب بأنهم
لا يهضمون الأوبرا،
وتكفى زيارة واحدة
لدور الأوبرا هناك
لمعرفة ما حدث
من تحول فى
الذوق ونجاح هذه
الدول فى تحطيم
حاجز الخوف من
الأوبرا.
تبقى
بلغتها الأصلية
ويحذر
من محاولة ترجمة
الأوبرات إلى اللغة
العربية، فمن الصواب
أن تظل بلغتها
الأصلية فلا انفصال
بين موسيقية الشعر
فى النص وموسيقية
الألحان ولا ننسى
الاختلاف الكبير بين
الأوزان العشرية فى
مختلف اللغات.
وما
ندعو إليه الآن
هو العودة إلى
التقليد القديم فى
الأوبرا وهو طبع
الكتيب الصغير الذى
اصطلح على تسميته
بالإيطالية “الليبريتو” والذى
يضم النص المكتوب
للأوبرا بلغتها الأصلية
ثم الترجمة العربية
سطراً بسطر.. وهذا
يتيح لرواد الأوبرا
متابعة العروض بدقة
والخروج بفائدة منها.
يجب
أن نشكر اليابان
ويقول
عميد الرواية نجيب
محفوظ:
•• حبى لفن
الأوبرا متوسط.. والدور
الذى لعبته الأوبرا
القديمة فى ثقافتى
محدود لأنه فى
صبانا وصدر شبابنا
كانت دار الأوبرا
مقصورة على الإفرنج،
والطبقة العالية التى
عاشت فى أوروبا،
وعندما نضجنا بدأنا
نتسلل إليها، وقد
حضرت فيها بعض
عروض الأوبرا الأجنبية
والباليه الروسى، وكان
انبساطى بها لأنها
كانت جديدة جداً
علىّ.. ولكن الجرعة
كانت زيادة على
ما أحتمل.. ناس
قاعدين يصرخوا طول
الوقت.
وقد
تطورت الأوبرا فى
عهد الثورة، وقدمت
على مسارحها روايتى
“زقاق المدق” ولأول
مرة بعد أن
كان يدخلها الناس
بالبدل الرسمية دخلتها
الجلاليب والملايات اللف.
والحقيقة
أنه منذ احترقت
وزالت الأوبرا القديمة
ونحن حزانى جداً
إلى أن حلت
محلها الدار الجديدة
التى يجب أن
نشكر اليابان على
تفضلها بتشييدها ونستبشر
بوجودها كل خير
ونرجو أن تكون
من الأجهزة الثقافية
الحديثة التى تعمل
على نشر الثقافة
والمتعة الرفيعة بين
الشعب المصرى.
والأوبرا
الجديدة - كما علمت
- هى ليست أوبرا
بالمعنى القديم وإنما
مجمع ثقافى وبالتالى
فهى من الممكن
أن تكون مركز
إشعاع ثقافى بشكل
عام.. وهذا فيه
مكسب أكبر من
الأوبرا القديمة ويمكن
أن نشبع جميع
الأذواق.
من
باب حب الاستطلاع
فقط!!
ويقول
أنيس منصور:
•• نحن نستطيع
أن نعيش بدون
أوبرا..!! وهذا الصراخ
والزعيق يعود إلى
عصر ما قبل
الميكروفون حيث الرغبة
فى استعراض قوة
الحنجرة وعرض الصوت
وكل محاولات تقديم
فن الأوبرا عندنا
باءت بالفشل.. لا
الشكل العربى للأوبرا
ولا الأشكال الأوروبية..
وأقصى ما نجحنا
فيه هو بعض
الأوبريتات العربية.. فالذوق
المصرى لم يستطع
حتى الآن أن
يستسيغ الغناء الأوبرالى..
كما لا يستسيغ
الموسيقى السيمفونية لأنها
فنون لا تنقل
إلى مجتمعنا عن
طريق “الشتل” كما
فى الزراعة.
ونحن
نستمع إلى هذه
الفنون حتى الآن
من باب حب
الاستطلاع..!
وهذا
المبنى العظيم بداية
مشكلة حقيقية.. فاليابانيون
قدموا لنا أحسن
ما عندهم وعلينا
أن نواجهه بأحسن
ما عندنا.
وكيف
سنقوم بصيانة هذا
المبنى، وهل لم
يظهر فى الأوبرا
حتى الآن - رغم
وجود المطاعم والكافتيريات
واحد من الموظفين
معه مسمار يضعه
فى “فيشة” الكهرباء
وكوب الماء ليحصل
على الشاي!!
نحن
إذاً لم نتخذ
إجراءات لا هوادة
فيها مع موظفى
الأوبرا وروادها ستصبح
الأوبرا مثل أى
مسرح قطاع خاص.
ويقول
الناقد الدكتور عبدالعزيز
حمودة عميد آداب
القاهرة.
•• إن مجمعاً
ثقافياً بهذه الإمكانات
يجب أن يكون
مركز إشعاع كامل
عن طريق توفير
تنويعة مختلفة من
الفنون الأدائية التى
يمكن أن يستوعبها
هذا المركز، وفى
نفس الوقت فإن
مواسم الأوبرا نفسها
يمكن أن تكون
مناسبات ثقافية أو
مهرجانات قومية تجمع
المثقفين المصريين على
اختلاف أشتاتهم.. إلى
جانب الاستغلال الأمثل
لكل المساحة المحيطة
بالمبنى لإقامة معارض
دائمة وفصلية للفنون
التشكيلية والشعبية.
وأتصور
أن افتتاح دار
الأوبرا الجديدة يعتبر
إنجازاً حضارياً بكل
معنى الكلمة بصرف
النظر عما يدعيه
البعض من أن
الأوبرا رفاهية ثقافية
لسنا بحاجة إليها.
جاذبية
شعبية
ويقول
الكاتب المسرحى الكبير
ألفريد فرج:
•• الأوبرا القديمة
أتاحت لنا مشاهدة
أرفع الفنون العالمية
من الكوميدى فرانسيز
إلى المسرح القومى
البريطانى إلى أوركسترا
سيمفونى فيينا وبرلين
فضلاً عن فرق
الأوبرا الإيطالية، وكان
ذلك بأسعار متاحة
وكانت الأوبرا مدرسة
للفنون المصرية.
وعلى
مسرح الأوبرا قدمت
لى أولى أعمالى
المسرحية: “صوت من
مصر” فى سنة
1956، “سقوط فرعون”
1957، وعلى الأوبرا
شاهدنا جورج أبيض
فى ذروة مجده
ويوسف وهبى وحسين
رياض وفنانى ذلك
الجيل الذى نفتقده
إلى الآن.. فالأوبرا
كانت جسراً للفنون
المصرية والعالمية ومركز
لقاء بديع وجميل.
وآن
الأوان لكى يكون
لفن الأوبرا وفن
الباليه جاذبية شعبية
فى مصر كما
هو فى كل
أنحاء العالم من
بكين إلى نيويورك.
ولكن
هذا لن يتم
إنجازه إلا بأن
يكون فى دار
الأوبرا فرقة قومية
ناطقاً بالعربية للأوبرا
مقرها الدار، وأن
تكون فى الأوبرا
فرقة للباليه المصرى
مقرها الدائم دار
الأوبرا، فضلاً طبعاً
عن الأوركسترا السيمفونى،
ويجب أن نقدم
هذه الفنون بلا
تهيب فإننى متأكد
من أن الجمهور
سيلتف حولها حين
تتقدم ببرامج جيدة،
وتقدم برامجها بروح
الثقة وأتمنى أن
تدعم الدولة مثل
هذه الفنون بالدعم
اللائق فهذا ما
نتمناه للأوبرا فى
عهدها الجديد.
متأخراً
20 عاماً!!
وتقول
الأديبة عائشة أبوالنور:
•• افتتاح الأوبرا
يجب أن يصحبه،
بل كان من
الواجب أن يسبقه
إعداد حضارى لطلبة
المدارس والجامعات بقيمة
الفنون الموسيقية عامة،
كان نعرفهم ولو
بشكل موجز بتاريخ
الموسيقى، شرقها وغربها،
وإعلام الموسيقيين فى
العالم، وأن نقرر
فى حصص الموسيقى
بالمدارس مقطوعات من
الموسيقى العالمية والعربية
ونقوم بشرحها لهم.
وأنا
أعتبر افتتاح الأوبرا
الجديدة الذى جاء
متأخراً 20 عاماً فرصة
لرفع مستوى ذوق
النشء لأنهم أملنا
الوحيد فى إنقاذ
مستقبلنا من موجة
التردى الفنى الذى
نغرق فيه حالياً..
إذن فإننى أقترح
فى هذه المناسبة
الجليلة أن نهتم
بعمل عروض صباحية
للموسيقى الكلاسيكية، ولباليه
الأطفال لأن تذوق
هذه الفنون الراقية
يغرس منذ الطفولة..
واقترح أن توزع
مع كل عرض
نشرة تثقيفية تعرف
بالقطعة الموسيقية وعصرها
ومؤلفها.
إن
نقطة التحول التى
تصاحب افتتاح الأوبرا
هى التحول الحضارى
فى سلوكيات المجتمع
وذوقنا العام وهذا
هو الإنجاز الكبير
الذى نأمل أن
يتحقق فى عصر
الأوبرا الجديدة.
تماثيل
رخام ع الترعة
وأوبرا
وتقول
الأديبة اعتدال عثمان:
•• أنا من
الجيل الذى عاصر
الأوبرا القديمة ولن
أنسى مشهد احتراقها
وبسطاء المصريين يدمعون
حزناً، وهؤلاء البسطاء
هم الذين رددوا
مع الشاعر: “تماثيل
رخام ع الترعة
وأوبرا”.
هذه
علامات فى الذاكرة
حفرت ولن تمحى
الأوبرا فن صعب
مركب لا تألفه العين
والأذن بسهولة، ولكن
من قال أن
الموسيقى الكلاسيكية سهلة..
ومع ذلك فحفلات
أوركسترا القاهرة السيمفونى
كاملة العدد بروادها
وخصوصاً من الشباب.
قد
تحدث فى البداية
صدمة التعرف.. وقد
تذهب فئة من
الجمهور بدافع حب
الاستطلاع.. لكن مع
الوقت يحدث التفاعل
الذى يربط الناس
بتقاليد هذا الفن
الرفيع.
أقول
باختصار أن الأوبرا
والفنون الرفيعة كافة
تعد استثماراً ثقافياً
وحضارياً بعيد المدى
يجب ألا نتعجل
عائده سريعاً فمصر
تاريخياً وحضارياً أهل
لتذوق الفنون جميعاً.
اللغة
ليست عقبة
ويقول
الأديب صبري العسكري:
•• لا يجب
للضجة القائمة حول
دار الأوبرا الجديدة
أن تصور مصر
وكأنها لم تعرف
الأوبرا من قبل..
ذلك أن صلتنا
قديمة بالأوبرا.. مبنى
ومعنى.. عرفناها كمبنى
وحيد فى الشرق
الأوسط وكل أفريقيا
منذ أكثر من
مائة عام.. وكان
الرائح والغادى من
أمام المبنى يعرف
أنه أمام دار
يؤدى فيها التمثيل
الموسيقى بلغة البلد
حيناً وباللغات الأجنبية
فى أغلب الأحيان..
كما عرف مؤلفو
الموسيقى المصريون التأليف
الأوبرالى منذ أوائل
القرن ولهم محاولات
جادة فى هذا
المجال، وليس لأحد
أن يتخوف من
أن لفن الأوبرا
جمهوره الخاص، ذلك
أن لكل من
جمهوره الخاص بالضرورة،
فمن قال إننا
جميعاً نستمع إلى
الموسيقى الكلاسيك أو
نشاهد حفلات الباليه؟
أما أن الأغلبية
لا تعرف لغة
الأوبرات العالمية فإن
هذا ليس بالعقبة
الكأداء التى تحول
بيننا وبين الاستمتاع
بهذا الفن الرفيع..
إذ أن الأوبرا
لا تقوم على
اللغة وحدها، كما
أن الفن العظيم
بطبيعته يستطيع الوصول
إلى وجدان الناس
حتى لو كان
مفرغاً فى لغة
غير لغة المتلقى.