السبت 25 مايو 2024

اللواء محمود خلف الشعب ربط الحزام بعد النكسة حتى تحقق التحرير

25-4-2017 | 14:41

حوار: سميحة درويش

بأمانة المقاتل يعترف اللواء محمود خلف المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية بدور الشعب المصرى الذى وقف فى ظهر قواته المسلحة حتى تحقق نصر أكتوبر واكتمل التحرير فى ٢٥ أبريل.

ويصف بطولاتهم وتضحياتهم بأنها لم تكن أقل من تضحيات أبنائهم في القوات المسلحة، ويتمنى أن تتكرر المساندة الشعبية لجيش مصر وتستمر الآن حتى تخلص مصر من مؤامرة الإرهاب التى تريد بعض القوى فرضها علينا.. خلف يؤكد أن أكتوبر كانت حرباً لتحرير الأرض وعودة الكرامة العربية ولابد أن يتعلم شباب الجيل الحالى ما قدم فيها من تضحيات وأن يتأكدوا من قدرة جيشهم وتضحياته فى سبيل الأرض.

ماذا تمثل لك ذكرى تحرير سيناء بعد مرور ٣٥ عاماً على تحرير سيناء؟

حينما نتحدث عن ذكري النصر لدينا فنحن نستدعى التاريخ ممن عاصروا تحرير الأرض، والهدف من ذلك وخاصة في تلك الأيام هو تعريف الأجيال الجديدة بصعوبة المراحل التى مرت بها مصر والأزمات التى عبرتها منذ حرب يونيه ٦٧ والتى أدت فى النهاية إلى احتلال سيناء، وبعد حرب ضروس استنزفت فيها مصر لمدة ٧ سنوات كان علينا أن نستعيد أرضنا بشرف وجسارة ونسترد آخر شبر فيها فى عام ٨٢ بموجب اتفاقية السلام.

وبسبب هام آخر يدعونا للتركيز على تعريف الشباب بقيمته الوطنية والمواطنة وحب الأرض فأنا شاركت فى الحروب الثلاث التى خاضتها مصر وكنت شاباً حديث السن يحدونى الأمل فى الإصرار على الانتصار ومشحوذاً بعزيمة الأبطال فى تحرير أرضنا.

وهنا أنبه على شباب اليوم وجيل المستقبل أن الإصرار والتحدى والإرادة عناصر تحرير أى وطن مهما بلغت الصعوبات فأنا قادم من التاريخ وأحكى ما سطرته سجلات البطولة والشرف فى تحرير الوطن من عدو جثم على صدورنا عدة أعوام أذقناه فيها الأمرين حتى نلنا النصر.

فى ذكرى التحرير هل تعتبر ما يجرى حالياً على أرض سيناء تشويها للصورة الذهنية لدي جيل اليوم؟

على الإطلاق.. لا يوجد تقارب بين ما يجرى حالياً والحرب على العدو والانتصار عليه وتحرير أراضينا.. إن ما يجرى اليوم يجرى فى مساحة صغيرة لا تذكر من سيناء.. فسيناء للعلم تبلغ مساحتها ٪ ٦.١ أى ما يماثل مساحة ١٨ محافظة.. فكيف نربط بين انتصار عظيم للأمة العربية وبين حفنة شراذمة تعبث في بعض حوارى العريش!

دعينا نتحدث للشباب وأذكرهم بمناسبة هذه الذكرى العطرة بأننى كنت أبلغ من العمر ما يقارب العشرين عاماً وأنا ضابظ بالقوات المسلحة خضت حرب ٦٧ التى كانت مؤامرة على مصر ترتب عليها تهديدات إسرائيلية وتبين لنا أنها كانت خطة خبيثة للعدوان الثلاثى السابق.. فكانت المؤامرة أكبر منا بكثير، فترتب عليها أن القوات الإسرائيلية احتلت سيناء.

وهنا قرأت قواتنا المسلحة الرسالة جيداً من الشعب المصرى الأصيل الذى ضحى براحته وتحمل كثيراً من أجل حرية الوطن والمساندة لقواته المسلحة - فقد كانت مرحلة تشهد بعظمة وقوة وإرادة شعبية حققنا الانتصار فيها بفضل شعب جسور لا تفتر همته ومساندته لجيشه ومازال حتى الآن.. وأحب أن أؤكد أن قوة ورباطة جأش الشعب هى العصب الأول في حماية الوطن.. وعلى الشباب أن يعى الدرس جيداً بأن آباءه وأجداده هم منصنعوا المجد لمصر فى ظل حروب تقضى على الأخضر واليابس ومع ذلك صامدة مصر برجالها وشبابها.

فى الحرب على الإرهاب في سيناء هل ترى أن وسائل التواصل المختلفة تسببت فى تشتيت عقيدة الجيل الحالى في الانتصار على الإرهاب.

وسائل التواصل تحمل كل الأفكار والعقائد ولا تثريب عليها.. الشباب لابد أن يتلقى معرفته من وسائل ذات ثقة وليكن الإعلام فاقد التواصل مع الجيل الحالى بشكل إيجابى وحقيقى.. فأنا أنبه إلى ضرورة وجود إعلام وطنى حقيقى يساند الوطن ولا يفتت أواصره مثلما نرى ونسمع من بعض الفضائيات، فحدث هام مثل تحرير سيناء لابد أن يركز الإعلام فيه على دور القوات المسلحة، لأننا نواجه تحديات كبري على مدار ٢٤ ساعة ولابد أنيعى الجميع أن أقوى قوى مسلحة على مستوى الشرق الأوسط وسادس أقوى قوى بحرية قواتنا المسلحة المصنفة العاشرة على مستوي جيوش العالم، التغيير والتحول للمسار الصحيح ليس بجريمة، تصحيح الخطأ هو الصواب بعينه فوعي الأجيال ما بعد حرب النصر وتحرير سيناء في عام ٨٢ لهم حقوق معنوية تجاه المعنيين بالإعلام ودور الثقافة ووسائل الترفيه من خلال الدراما والسينما فنحن لا ننسى الأغانى الوطنية التى كانت تبث فينا روح التفاؤل والإصرار على النصر فى أيام النكسة..

هل ترى أن تركيبة الشعب المصري تغيرت عما كان فى أعوام النكسة والانتصارات فى ٧٣؟

مما لا شك فيه هذا حدث بالفعل.. الشعب أيام النكسة ربط الحزام على بطنه، وتحمل الوقوف في طوابير الأرز والزيت، وساند قواته المسلحة مساندة لا تقل بطولة عن بطولات الجيش في حرب الاستنزاف وحرب النصر فى ١٩٧٣، الشعب لمس مدى التضحيات التى قدمتها القوات المسلحة وحالياً أيضاً يعى قطاع عريض منه ذلك إلا أن النسبة الغالبة هم شريحة الشباب التى تغيرت بيئته بفعل التغيير الحادث فى العالم كله - ولكن أثق تماماً فى نسيج الشعب المترابط وقت الأزمات وليكن حادث الكنيستين خير مثال على ذلك، وأثق أنهم على مستوى المسئولية مازال شبابنا بخير ومصر تستطيع وقتما تشاء ووقتما تريد.

ما هى رؤيتكم حول الأوضاع الحالية فى سيناء وقد حلت علينا ذكرى تحرير سيناء؟

قلت مراراً وتكراراً ليس هناك ثمة رابط بين الظرفين.. فالحرب على العدو خلال ٣ حروب عانينا منها جميعاً مصر كلها انتصرنا فيها بإرادة حرة واسترددنا كامل أراضينا وجار عليها مشروعات التنمية في الجنوب والشمال..

لكن ما يجرى اليوم على مساحة ضئيلة بالعريش من مواجهات مع الإرهابيين لا يمس على الإطلاق ومن يكون تحرير الأرض.. فسكانها ينعمون بالعيش على أرضها والحياة تسير طبيعية إلا من مساحة لا تذكر.. فمحافظات الجمهورية كلها تعيش على مساحة٪ ٧.٨ ومساحة سيناء ٦.١ ٪ يعنى نحن نعيش على مساحة٪ ٢.٠ فقط.. فكيف بسيناء فالتنظير والمقارنة لا تستقيم مع الحقائق المدموغة.

ثم إن العالم كله يعانى من الإرهاب - فرنسا وبريطانيا وأمريكا وروسيا وبلجيكا وتركيا وغيرها من دول العالم قد فقدت وخسرت الكثير من الإرهاب.. ونحن هنا نبذل جهداً كبيراً فى سيناء، ودفع الهدف الرئيسى للدول التي تمول الإرهاب عنا بالوحدة والتماسك الموجود بين المسلمين والمسيحيين، نسيج مصر صعب تمزيقه وهو ما يسعون إليه.

ما هي الرسالة التى توجهها للشباب في ذكرى تحرير سيناء؟

عليهم أن يتحملوا ما تحملناه مثلهم وقد فزنا بتحرير أرضنا - فالقياس هنا غير حقيقى بالنسبة للظروف التى تمر بها مصر من الضربات الكثيرة التى واجهناها فى اقتصادنا القومى ومع ذلك استطاعت أن تقف على قدميها.. وأن الخوف يزعزع استقرار أى أمة - وهم يعملون على تحريك الخوف داخلنا - مصر فى حالة تنمية حقيقية وحرى بـ١٠٠ مليون أن يحموها مهما كانت المصاعب والتحديات.. ما الأمل فى الشباب بازغ نوره - وأرى فيهم بذرة خير فيما لو وجهوا الوجهة الصحيحة يتولاهم إعلام وطنى شريف لا إعلام يبث الكراهية والفرقة فنحن نعيش مرحلة دقيقة يتطلب تكاتف الشاب والفتاة والكهل والصبى - فالرسالة التى صدرها الشعب فى حادث الكنيستين يتحدث عنها العالم أجمع بأن المصريين نسيج واحد وستظل مصر متماسكة وفى رباط إلى مالا نهاية.

وأنا أطالب الإعلام بنشر محصلة ما يجرى على أرض سيناء حتى يعى الشباب الدور الذى تقوم به القوات المسلحة مع تحليل للأوضاع حتى تتضح الصورة كاملة وليعتبر رداً عملياً على ما تبثه وسائل الإعلام المقروءة والمرئية من أكاذيب وافتراءات وتشويش للصورة الذهنية لدى المواطن نحو بلده وجيشه.

    الاكثر قراءة