غـريبـا عشت فى الدنيا نزيلا مـثل آبائــــى
غريبا فى أساليبى وأفكــارى وأهوائى
غريبا لم أجد سمــــعا أفــرّغ فيـه آرائى
يحار الناس فى إلــفى و لا يدرون ما بائى
يموج القوم فى أرقٍ وفى صخب وضــوضـاء
وأقبع ههنا وحـــدى بقلبى الـوادع النائـى
غريبا لم أجد بــــــيتا و لا ركــنــا لإيــوائــى
***
تركت مفاتن الدنـيا و لم أحفل بناديـها
ورحت أجر ترحالــــى بعيدا عن ملاهيها
خلى القلب لا أهـفو لشىء من أمانـيـها
نزيه السمع لا أصغي إلى ضوضاء أهليها
أطوف ههنا وحدى سعيدا فى دياجيـها
بقيثارى و مزمـارى وألحان أغنـيـها
وساعات مقدسـة خلوت لخالقى فيها
***
أسير كأننى شــبح يموج لمقلة الرائـــى
غريبا عشت فى الدنيا نزيـــلا مـثل آبائى
كسبت العمر لا جاه يشاغلنى و لا مال
و لا بيــت يعطلنى و لا صحب و لا آل
هنا فــى الديـر آيات تعزينى وأمـثال
هنا الإنجيـل مصــــباح و لا يخفيــه مكـيال
هنا لا تــرهب الـرهـبان قضبان وأغـــلال
و لا تلهـــــو بنـــا الدنيــا فإدبــــار وإقـــبال
أقول لكـــل شيطــان يريد الآن إغرائـى
حذارٌ فإننــى أحيا غريبا مثــل آبائـى