الأحد 26 مايو 2024

ميلاد السيد المسيح

فن25-10-2020 | 21:48

أما تنفك من ألم تنوح

وقد أوفى على الدنيا المسيح

يبرد من جراحك ما تلظي

ويمسح من دموعك ما يسيح

لقد نعمت بمولده البرايا

فلا جرح يسيل ولا جريح

كأن الأرض قد نفضت حلاها

فأشرقت الأباطح والسفوح

ولو باحت بنعماها عيون

سمعت العين بالنعمى تبوح

••

حنانك يابن مريم، لا تؤاخذ

رجالا هتهم جفن قريح

أمن أجل الفتوح جرت دماء

تروت من مجاريها الفتوح

اللأشجان زينت الصبايا

وللنيران مردت الصروح

فما ساغت بشرعتك الرزايا

تطيح من البرية ما تطيح

فما فيها على الجلى طليح

ولا فيها من الهيجا كسيح

فكل الخلق فى دنياك أهل

وكل الأهل جثمان وروح

••

فديت العالم المحزون سمحاً

وهل يفدى الورى إلا السميح؟

فقاسيت الشدائد من أناس

كأنك بينهم حمل ذبيح

فما كنت الشحيح على حياة

وما من أهلها إلا الشحيح

فهل تنسى الأودام من فداهم

وأعماهم هوى عنه جموح

وذم الدين فى الأقوام حتي

كأن عبادة الدنيا مديح

فهذا ليس يرويه غبوق

وهذا ليس ينقعه صبوح

وما كالشك متعبة لقلب

ضن، لا يستريح ولا يريح

أخوك محمد وأخوك موسي

وهل بعد الإخاء دم سفيح؟

إذا ائتلفت مرامى الدين يوماً

رأيت الدين ريحانا يفوح

فلا ذئب يشيح على سخال

ولا سخل يروعها المشيح

فأين الأنبياء وأين فيهم

نذير أو بشير أو نصيح؟

ألا هبت علينا الريح منهم

عسى أن تنعش الأرواح ريح؟

••

على يدك الكريمة كل خير

له فى الأرض آثار تلوح

نسجت الحب محبوك الحواشي

وأفتق الحب ميدان فسيح

وغنيت السلام ديار قوم

عليها الحقد يغدو أو يروح

فأين الحب والبغضاء دين

توغل فى القلوب فما يزيح؟

وأين السلم والآفاق نار

تؤججها ضغائن ما تطوح؟

فما الإنجيل عنوان التعادي

بكل يد مهفهفة يليح

على آياته روح التآخي

ومن آياته الحب الصريح

ولو سمع الأنام نداء عيسي

لما فاضت على الدنيا الجروح

فهذا من فظائعها سليب

وهذا من دواهيها طليح

أكل الدهر فى الدنيا صراع

أما للسلم مصباح صبيح؟

تنافست الخليقة فى التفاني

مباح للسيوف ومستبيح

ترى الأقوام فيها كالأفاعي

لها فى كل مدرجة فحيح

لقد طرحوا السلام ولم يبالوا

فناء الخلق إن فنى الطريح

إذا صرخت صواريخ المنايا

سمعت الأرض من ذكر تصيح

فلا شبح تضىء به الليالي

ولا ليل تضىء به الشبوح

كأن الأرض فى طوفان نوح

يغطيها العباب، فأين نوح