"نفسي أعيش زي كل البنات يبقالي بيت وأسرة وأولاد، أشعر أن أيامي في الدنيا معدودة، وأنتظر الموت في أي لحظة".. بهذه الكلمات بدأت صفاء أشرف رشاد 22 سنة، الحديث عن مرضها اللعين الذي أقعدها في البيت بلا حراك، ليصل وزنها إلى 220 كيلو بسبب مرض "الفيل".
وقالت صفاء: إنها من أسرة فقيرة الحال تعيش بمدينة دسوق، داخل حارة متفرعة من شارع الجمهورية، بمحافظة كفر الشيخ، وهي العائل الوحيد ووالدها فقد قدمه اليمني في حادث سيارة على طريق الإسكندرية، ووالدتها متوفية منذ سنوات، ولها شقيقة صغرى، ولا دخل لهم يعيشوا منه سوى مساعدة أهل الخير.
وتركت صفاء التعليم للتفرغ لرعاية والدها القعيد في المنزل بعد بتر قدمه وزيادة وزنه، وقالت: "إنها داخت السبع دوخات على حد قولها.. على الدكاترة لتشخيص حالتها وعلاجها دون جدوى، ونصحها بعض الأطباء بالسفر إلى الخارج لإجراء جراحة في الغدة المسببة للمرض".
الفتاة اختلطت دموعها بالضحك، كونها لا تقوى على المعيشة وتوفير المأكل والمشرب لها ولوالدها، وتساءلت هل تقوى على السفر إلى الخارج؟ وتوجهت بالدعاء راجية ربها أن يحقق لها حلمها بالشفاء.
صفاء أقعدها المرض في المنزلها المكون من حجرتين بهما أثاث متواضع جدا لا يتعدى السرير وعدد 2 "كنبة" وبوتاجاز ملأه الصدأ وبعض الأواني والأطباق.
وقالت: "نفسي أشوف الدنيا زي كل الناس ونفسي الناس تبعد نظراتهم عني، والأطفال يكفوا عن السخرية مني، أصبحت لا أقوى على خدمة نفسي، وساعدني أهل الخير من أبناء مدينة دسوق، وذهبت إلى طبيب في القاهرة ونصحني بإجراء جراحة عاجلة تتكلف 20 ألف جنيه وإلا ستتوقف عضلة القلب بسبب المجهود الكبير عليها.
ثم انخرطت صفاء في البكاء داعية المولى عز وجل، أن يرحمها من عذابها اليومي، وانتظارها للموت في أي لحظة تأمل في أن يساعدها أهل الخير أو يتدخل المحافظ الدكتور أسامة حمدي عبدالواحد محافظ كفرالشيخ لعلاجها.