الأحد 22 سبتمبر 2024

ماذا بعد؟!

فن27-10-2020 | 20:58

لقد تابعت على مدار ربع قرن التغيرات المجنونة التي حدثت بسبب التكنولوجيا، بدءا من أجهزة الكمبيوتر البدائية الضخمة وصولا لأجهزة التليفون المحمول التي تحتفظ بكل شيء عنك:من أرقام معارفك، والمواقع التي تدخلها،وبيانات قاعدة عملك،وكيفية تفكيرك؛ ويقيسونها بعدة طرق منها كيفية صياغة كلمات مرورك"passwords" لأي برنامج تدخل عليه أو لبرنامج غلق وفتح هاتفك، والبرامج التي تدخلها، كما أنهم يحللون لغة خطابك الموجهة لأصدقائك من خلال الفيسبوك والواتساب. وكل يوم يظهر برنامج جديد يتجسس عليك ولا تستطيع التعامل معه إلا إذا سمحت له بالاطلاع على كافة بياناتك. نعم أرى سؤالا يدور في ذهنك الآن عزيزي القارئ؛ ألا وهو: كيف يستطيع أحد أن يتجسس عليّ وأنا لديّpassword""؟وسأجيبك: بأنه وهم الباسورد الذي يقنعوننا به.من يقنعوننا به؟ وسأجيب إنها أمريكا والدول العظمى التي تملك قاعدة بيانات لكل فرد على وجه البسيطة، ليس هذا فقط، بل وحفظها في برامج أخرى يمكن استرجاعها في أي لحظة يريدونها. زاد الأمر دقة برنامج GPSالذي يستطيع تحديد موقعك بمنتهى الدقة بضغطة زر واحد، نعم إنه برنامج تتبع خطير، ولكي يجبروا الناس على تطبيقه والتعامل به دون أن يشعروا بذلك وضعوا برامج النقل والتسوق عبر الإنترنت. النقل عن طريق أوبر وكريم كوسيلة مواصلات آمنة ومريحة وتصل بك إليك في كل مكان. إنه نظام عالمي ومرتبط بحسابك الرقمي email ورقم هاتفك أو  facebook. فأنت مراقب جيدا ومحدد الموقع كذلك على خرائط كل البلاد وفي أي لحظة. فإذا أراد أحد الوصول إليك في أي لحظة سيتمكن من ذلك دون أي جهد. الخطوة الثانية التسوق عبر الإنترنت فالمنتجات تصل إلى باب منزلك بمنتهى الدقة، فمكان بيتك معروف لمن يود ذلك.


 ثم ماذا بعد؟ هذا السؤال يسلمنا لسؤال آخر من سيقود العالم الجديد؟ لقد تم السيطرة على كل شيء ولم يبق إلا خطوة واحدة. ما الخطوة؟ إجبار الناس على التعامل مع الآلة، الخطوة الثانية السيطرة من أجل فرض الهيمنة الاقتصادية. أعتقد ما تم مؤخرا من إطلاق فيروس كورونا الجديد ما هي إلا حرب بيولوجية، هذا رأيي وربما أكون مخطئة، لقد تم تخليق الفيروس لإخافة الناس، وهو فعلا قاتل، السؤال: لماذا؟ لأن الغرب يود الدخول إلى عصر جديد ألا وهو عصر الآلة التي تتحرك وتعمل بدلا من الإنسان،وقد تم التكريس لهذا عبر الأفلام العالمية وأفلام الكرتون من نهايات القرن الماضي، وربما هناك عالم آخر بالفعل تم اكتشافه ويودون التواصل معه، كما كان يرد في أفلام الخيال العلمي، ولكي يتم ذلك فلابد من تهيئة الناس كيف نهيئهم فهم لن يسمعوا الكلام، ولن يستجيبوا؟ نخلق لهم فيروسا يقتل من ليس لديه مناعة ويموت، ونحن لن نحتاج إلى كبار السن لأن لديهم أمية مع التكنولوجيا، إذا كل ضعيف لا يستحق أن يبقى معنا في العصر الجديد، إنه قانون الانتخاب الطبيعى(الانتخاب المصنع)، لقد تم إبقاء الناس في المنازل وتعاملهم مع كل شيء عبر الآلة، التعليم، الثقافة، الدواء، التسوق.


 المرحلة القادمة هى توحيد العملة على مستوى العالم كله، ثم وضع شريحة صغيرة جدا تستطيع أن تُحمّل بكل المعرفة في جسم الإنسان، بل لن نحتاج إلى التعلم لأن كل ما سنحتاج إليه سيكون على هذه الشريحة. إننا لن نخرج من بيوتنا الآن ولا بعد عام سيتم حبس العالم للتعود على الحياة الجديدة والتأقلم عليها. الآن فهمت لماذا كان يود وزير التعليم عمل الامتحانات عن بعد، وفكرة تابلت لكل طالب،لقد كان يخشى على الطلاب مما هو قادم برؤيته المستقبلية وحدسه الفكري. 

 

لقد تم طرح  برامج كبيرة لتحميل ملفات ضخمة من الكتب، والمناهج الدراسية من قبل الشركات العالمية الكبرى في السنوات الماضية من مثل ما يسمى بـ  cloud كجوجل drive، outlook، التي لديها قدرة أكبر على حفظ المعلومات وتداولها. إننا أمام مخطط جهنمي عالمي. يتمثل في الوصول إلى أدق تقنية.


فلماذا يبدأ الفيروس من الصين إذا؟ خطورة الصين تكمن في كونها قوة عظمى تتحدى أمريكا وذلك عن طريق هيمنتها على العالم ليس فقط الهيمنة الاقتصادية والتكنولوجية، ولكن أيضا العسكرية والفكرية والثقافية وسيحدث هذا عبر تأثيرها الثقافي الذي سيظهر جليا  في إحيائها "طريق الحرير" ذلك الطريق القديم الذي يبلغ 12ألف كيلو متر ويمتد من المراكز التجارية في شمال الصين وينقسم إلى فرعين الفرع الشمالي ويمتد عبر شرق أوروبا والبحر الأسود وشبه جزيرة القرم وصولا إلى البندقية ثم الفرع الجنوبي الذي  يمر عبر سوريا وصولا إلى مصر وشمال إفريقيا أو عبر العراق وتركيا إلى البحر الأبيض المتوسط والدول الشرقية ؛ وهو عبارة عن مجموعة من الطرق البحرية والبرية التي يرتبط بعضها ببعض وكانت الصين تستخدمه من قبل لنشر منتجاتها  خصوصا من الحرير الطبيعي ولذلك سمي "طريق الحرير" نسبة لتلك التجارة زد على ذلك تجارةالتوابل والعطور. ويعود تعبيد هذا الطريق إلى حكم سلالة أسرة أوهان التي تولت الحكم سنة 200 قبل الميلاد وقد بدأ إحياء هذا الطريق مرة أخرى في تسعينيات القرن الماضيفي محاولة من الصين استعادة مكانتها. سؤال يطرح نفسه ألم يبدأ انتشار الفيروس من مدينة أوهان؟


 ولا أنسى مؤتمرا عقدته مجلة العربي الكويتية تقريبا سنة 2017على ما أذكر حول طريق الحرير هذا، كانت كل الأوراق تتحدث عن أثر ربط هذا الطريق الشرق بالغرب، والثورة الصناعية الكبرى التي ستقوم بسبب، لقد شاهدنا لقاءات عدة تحاول فيها أمريكا عرقلة الصين عن إحياء إمبراطوريتها القديمة عن طريق عرقلة تقدمها نحو إتمام هذا الطريق الذي تناصر فيه الصين دول الشرق الأوسط  التى لاقت الأمرين من تدخل أمريكا والدول الغربية في شئونها وعلى رأسهم مصر التي استطاعت بفضل الرئيس السيسي أن تصمد أمام هذا التحدي. وأهمية مصر ترجع لكونها البوابة الكبيرة لدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.


 لقد كان الفيروس ضربة قوية للصين من تحت الحزام من قبل أمريكا. ولكن المفاجأة استعادة الصين قوتها سريعا بالقضاء على الفيروس بل ورده لأمريكا لتعاني منه ومن اجتياحه، ولقد صمدت كذلك مصر أمام هذا الاختبار، وقد تم مساعدة الدول الغربية في القضاء على هذا الفيروس كإيطاليا وألمانيا وإسبانيا وهي دول تقع كلها على خط طريق الحرير الغربي، مما جعل الوحش الرأسمالي يعيد حساباته.


 فهل نحن أمام حرب عالمية جديدة لم تعلن بعد يتم التحكم فيها عن بعد؟ وخصوصا بعد سحب أمريكا قواتها من العراق ووضعها على حدود البلقان؟ إنها الحرب البيولوجية التي ستتحرك فيها الآلة ليس بالجيل الخامس ولكن بالجيل السادس الذي ستظهرفيه الآلة على شكل بشر بدلا من الإنسان. المسألة أبعد من كورونا وخصوصا أن أمريكا تتحرك بسرعة الصاروخ في الذكاء الاصطناعي الذي يحاولون فيه تدريب الكمبيوتر على التمييز بين الزائف والحقيقي من المعلومات والأفكار، كما أن البشر سيتم قتلهم من قبل الآلة بالتحكم فيهم عن بعد.


 فهل ستنتصر الآلة على الإنسان في الحرب العالمية الثالثة وخصوصا أننا جميعا تحت السيطرة؟!