الخميس 23 مايو 2024

مثقفون يشيدون بكتاب "مستقبل ثقافة مصر".. يمكن أن يُحدِث تغييرًا كبيرًا

فن28-10-2020 | 10:15

تحل اليوم ذكرى وفاة طه حسين عميد الأدب العربي، الذي توفي في 28 أكتوبر 1973، تاركًا خلفه إرثًا كبيرًا من الأعمال الأدبية والإسهامات الثقافية والتعليمة، والتي أثّرت في المستوى الثقافي والتعليمي بمصر، وخاصة كتابه "مستقبل الثقافة في مصر" الذي طرح فيه أفكارًا وحلولًا ورؤى من شأنها أن تغيّر من المجتمع المصري.


وقال الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم": "طه حسين لو كان معاصرًا لهذا الزمن ورأى ما حال إليه التعليم، كان سيغضب كثيرًا فهو كان دائمًا يقول (التعليم كالماء والهواء)، وكان يرى أن التعليم هو حق لكل مواطن وسعى لتحقيق ذلك، أما الآن فالتعليم رسميًا مجاني أما فعليًا فغير مجاني فأصبح هناك الكتب الخاصة والدروس الخصوصية، والمبالغ التي تطلبها الكليات الحكومية منها والخاصة، كل ذلك جعل منظومة التعليم الآن غير مجانية".


أوصى "عصفور" بقراءة كتاب "مستقبل الثقافة في مصر"، والعمل بما فيه، قائلاً: "أتمنى أن جميع المصريين يهتموا بإعادة قراءة كتاب (مستقبل الثقافة في مصر)، إبتداءً من المسؤولين وخاصة مسؤولي الثقافة والتعليم في مصر، وحتى طالب المرحلة الجامعية، لكي نحل مشكلات التعليم بمصر، ففي الكتاب حلولًا  تتماشى مع العصر الذي نحياه الآن".

  

وفي تصريحات خاصة لـ"الهلال"، قالت سلوى بكر، الروائية والناقدة: "طه حسين ترك خلفه كتابًا، يجب أن يُنظر فيه الآن وهو كتاب (مستقبل الثقافة في مصر)، الذي قدم فيه العديد من الأفكار المهمة حول الثقافة في مصر، كما أنه قدّم في عصره أفكارًا كثيرة تتعلق بالتعليم والثقافة ولا تزال صالحة إلى الآن، كما قدم الكثير للتعليم، فهو كان شديد الإهتمام بِه وبأن ينال كل مصري حقه في التعليم". 


وأشارت إلى أن التعليم في مصر يسير من سىء لأسوء، ولابدّ من الرجوع إلى الأساسيات التي تركها لنا طه حسين.  


وقال دكتور شوكت المصري، أستاذ النقد الأدبي الحديث، لـ"الهلال اليوم": "طه حسين له دور كبير في الثقافة المصرية، وتحديدًا في كتاباته الفكرية وخاصة كتاب (مستقبل الثقافة في مصر)، والذي يعد من وجهة نظري هو الكتاب الأهم حيث يوجد فيه الكثير من الحلول المتعلقة بالثقافة والتعليم المصري الذي إذا تم الأخذ بيها في الزمن ماقبل العولمة، كان مستقبل الثقافي في مصر أختلف ولكن لم يتم الإهتمام بأخذ تلك الحلول والرؤى والاستفادة منها".


وأضاف قائلاً: "الحلول التي كانت مطروحه في هذا الزمن من الممكن أن تكون بلا جدوى في هذا العصر مع تطور التكنولوجيا، ولكن لو كان تم الأخذ بها منذ البداية كان مستقبل الثقافة المصرية أختلف عما هو عليه الآن كثيرًا، فربما قد يكون أكثر تطورًا وانفتاحًا، وأكثر تحديدًا للهوية المصرية".


والجدير بالذكر أن كتاب "مستقبل الثقافة في مصر" بالرغم من أنه يُعد أصغر الكتب التي كتبها طه حسين، إلا أنه من أهم الكتب التي يُقام لها الندوات لمناقشتها، ودوّن فيه عميد الأدب العربي أفكاره عما يجب أن يحدث بعدما نالت مصر استقلالها.