الأربعاء 26 يونيو 2024

في ذكرى ميلاده.. سر إغماء عز الدين ذو الفقار في المطار

كنوزنا28-10-2020 | 18:04

تحلّ اليوم ذكرى ميلاد عبقري السينما الرومانسية المخرج عز الدين ذو الفقار، الذي أثرى السينما بروائع خالدة لايزال لها أثرها في قلوب الجماهير، ورغم أنه مارس التمثيل مع الإخراج في بداية مشواره السينمائي من خلال فيلمي "أبو زيد الهلالي" عام 1947 و"خلود" في العام التالي، إلا أنه فضّل الإبداع بعد ذلك خلف الكاميرا لا أمامها، وتنوّع إبداعه بين الأفلام البوليسية ومنها "قطار الليل"، و"الرجل الثاني"، والأفلام الرومانسية ومنها "موعد مع الحياة" و"إني راحلة" و"بين الأطلال". 

ووهب الله عز الدين القدرة على الإبداع ولكن لم يمنحه عمرًا طويلًا، فقد رحل عن عمر ناهز 44 عامًا، وعانى في شبابه من مرض الروماتيزم، وما لبث أن تناساه حتى يؤدي عمله، لكن المرض أقعده 40 يومًا في بداية الستينيات، وبعدها اتفق مع عبدالحليم حافظ ومنير مراد وكمال الطويل على السفر إلى لندن للكشف والعلاج، وسافر الجميع في 18 أبريل 1961 وأجرى عز الدين الفحوصات الطبية، ونورد تفاصيل الرحلة كما ورد في مجلة الكواكب عدد 9 مايو 1961: 

تحت عنوان "عز عاد بالسلامة" جاء تقرير مجلة الكواكب الذي يصف لحظة وصوله إلى مطار القاهرة مستندا على ذراع أحد أصدقائه، وما أن ظهر على سلم الطائرة إلا وانفلتت الدموع من عيني زوجته كوثر شفيق التي كانت في انتظاره هي وتحية كاريوكا وفريد الأطرش وليلى فوزي وجلال معوض وليلى طاهر وحسين فوزي وسعيد أبو بكر وهم أحبابه الذين استقبلوه في المطارن وما أن رآهم عز الدين يلوحون بأيديهم حتى انخرط في البكاء كالأطفال، وأغمى عليه وأسرع رجال المطار بنقله إلى حجرة طبيب المطار الذي أسرع بالكشف عليه وقاس ضغطه ثم ابتسم يطمئن الجميع أنه بخير .. إلا أن فرحة اللقاء قد أثرت على أعصابه واحتضنه الأحباب وعادوا معه إلى بيته.

سهر أحباب عز الدين معه وانضمت إليهم نجاة الصغيرة، فهي تقيم في نفس العمارة الشهيرة بالزمالك، وروى لهم تفاصيل رحلته التي استغرقت 14 يوما، ووصف النتائج بأنها معجزة، فبعد الكشف على قلبه أخبره الطبيب بريجدون أخصائي القلب أن قلبه سليم، أما الروماتيزم فقد أكد له الطبيب الأخصائي ميسون بأنه غير مريض بالروماتيزم وكل ما يعانيه عز الدين فقط أوهام، وأكد عز أنه سيحاول أن يوهم نفسه أن ما قاله الطبيب حقيقة.

كان عز قد أرسل 14 تلغرافا لزوجته كوثر شفيق يصف فيها بإيجاز يومياته في لندن ، منها أنه أقام هو وحليم ومنير مراد في فندق مونتريال، واشترك عز مع منير مراد في حجرة واحدة وحليم في حجره وحده وكذلك كمال الطويل الذي وصل في اليوم التالي إلى لندن، وأن منير والطويل لاهم لهما إلا لعب الكومي، وأضاف عز أنهم ذهبوا إلى السينما جميعا لمشاهدة فيلم "اسبارتاكوس" ، وأن منير مراد يقوم بدور الأم حيث لا يذهب للنوم إلا بعد أن يطمئن عليهم ويغطيهم في الأسرة.

وصف عز الدين تليفزيون لندن بأنه سخيف ، وتم نقل حليم إلى المستشفى وجلسوا معه حتى العاشرة مساءً حسب التعليمات، وأن كمال الطويل اطمئن على نفسه وأنه ليس مريضا بالسكر، ثم خروج حليم من المستشفى بعد إجراء الفحوصات التي أكدت سلامته، ومع البرد الشديد وثلوج لندن أصيب حليم بنزلة برد عاد على أثرها إلى المشتشفى لمدة أسبوع .. وكانت مجلة الكواكب توزع في لندن آنذاك واطلع عليها عز الدين وأخبر زوجته في تلغراف أنه عرف مشكلة فيلم "الناصر صلاح الدين" الذي كان ينوي إخراجه، وأكد أنه لن يرد عليهم.

أحضر عز هدايا لأحبابه ممن استقبلوه في المطار وسهروا معه، وأكد في حضور نجاة الصغيرة أنه سيبدأ في تصوير فيلم "الشموع السوداء" في شهر أغسطس، كما ينوي أيضا إنتاج فيلم بإسم "الصديقان" تقوم ببطولته زيزي البدراوي .. وبالفعل أخرج عز الدين فيلم "الشموع السوداء"، وبعده فيلم "موعد في البرج" لكن المرض داهمه ولم يكمل إخراجه، وعهد إلى شقيقه صلاح ذو الفقار بطل الفيلم بإكماله.