الثلاثاء 4 يونيو 2024

بسبب الغنوشي.. حركة النهضة التونسية على صفيح ساخن

تحقيقات28-10-2020 | 22:30

تشهد حركة النهضة التونسية – جماعة الإخوان- خلافات داخلية عنيفة وإضرابات كبيرة قبل مؤتمر الحركة، المقرر عقده نهاية العام الجاري؛ بخصوص تعديل الماة 31 من النظام الداخلي.


وتسعى جبهة زعيم الحركة راشد الغنوشي، لتعديل اللائحة الداخلية، لاستمراره مده ثالثة رئيسًا لها؛ حيث يمنحه التعديل إمكانية الترشح مجددًا، والهدف من استمراره رئيسًا لمدة ثالثة هو ترشيحه لرئاسة تونس.


فيما أعربت مجموعة الـ100 رفضها لهذا التوجه، ومن بينهم أعضاء في المكتب التنفيذى للحركة ومجلس الشورى والكتلة البرلمانية، أبرزهم عبداللطيف المكي ونور الدين العرباوي، اللذان طالبا الغنوشي بالإعلان عن عدم ترشحه لرئاسة الحركة مجددًا خلال المؤتمر العام المقرر انعقاده 2020، مطالبين بالتداول في قيادة الحركة.


وضربت الحركة، استقالات للقيادة الكبيرة كان أبرزهم عبدالفتاح مورو - عبدالحميد الجلاصي- زياد العذارى - رياض الشعيبى - زبير الشهودي- حمادى الجبالى - وقيادات شابة أبرزها زياد بومخلة وهشام العريض.


وفقد الغنوشي رمزيته السياسية والمعنوية داخل حركته، ولم يعد يملك تلك الهالة المؤثرة على أبناء حركته، مثلما كان الأمر طيلة العقود الأربعة الماضية، بينما اعتبر أن ما يسرى على الدول لا يسري على الأحزاب، مؤكدًا أنه زعيم استثنائي وجلدته خشنة، في تأكيد على تمسكه بمنصبه.


ويمكن اعتبار ما يحدث في الحركة الآن، أقسى ضربة يتلقاه الزعيم الإخوانى، فالغنوشى لم يعد ذلك الزعيم الديني السياسي التاريخي الذي لا يناقش، بل حوّل نفسه إلى نائب في برلمان يستطيع فيه أي نائب أن يجعله موضع سخرية أمام الشعب.


ومن المؤكد أن المعركة بين أبناء الحركة الإخوانية ليست معركة ديمقراطية أو معركة من أجل تداول المواقع القيادية في التنظيم، وإنما هى معركة من أجل تقاسم الغنائم.


وبرزت داخل حركة النهضة فى السنوات الأخيرة موجة من الانتقادات ضد الغنوشي وعائلته، تتهمه بالثراء الفاحش وامتلاك عقارات ضخمة وأرصدة بنكية.


ووصف زبير الشهودي - أمين سر حركة النهضة- عائلة الغنوشي فى رسالة استقالته خلال شهر سبتمبر 2019 بالفئة الفاسدة والمفسدة.


 وفي نفس السياق، وجه 100 قيادي بالحركة، مؤخرًا، رسالة إلى راشد الغنوشي يدعونه فيها إلى الإعلان الصريح بعدم الترشح لرئاستها مجددًا فى المؤتمر المقبل.


وشدد الموقعون على اللائحة، على وجوب احترام مقتضيات الفصل 31 من النظام الداخلي، وتأكيد مبدأ التداول القيادي، وتوفير شروط نجاح المؤتمر الذى شرعت لجنتا إعداده المضمونية والمادية في العمل استعدادا للمؤتمر المفترض إنجازه قبل انتهاء السنة الحالية.


يشار إلى أن الفصل 31 من النظام الداخلي للنهضة، ينص على أنه لا يحق لأى عضو أن يتولى رئاسة الحركة لأكثر من دورتين متتاليتين.