الأربعاء 15 مايو 2024

حلاوة المولد.. بدأها الفاطميون وتوارثتها الأجيال (صور)

تحقيقات29-10-2020 | 11:49

تمثل حلاوة المولد واحدة من أبرز العادات التي يمارسها المصريون احتفالا بذكرى المولد النبوي الشريف كل عام، وتوارثوها عن أجدادهم، حيث تحرص الأسر على شراء هذا النوع من الحلوى بكافة أنواعها كأحد أشكال الاحتفال.


وتعود بداية انتشار حلاوة المولد كعادة للاحتفال بهذه المناسبة، إلى عهد الفاطميين حسبما يؤكد المؤرخون، حيث أدخل الفاطميون هذه الحلويات إلى مصر، وساعدوا في نشرها لتكون هناك حلوى لكل مناسبة كنوع من التقرب السياسي من المصريين.


وكان الحكام الفاطميون ينتهزون المناسبات الدينية والعامة لاستمالة الناس، فكانوا يقومون بإعداد الولائم أثناء المولد النبوي، ويتضمن ذلك صنع الحلوي وتوزيعها علي الحاضرين وجموع الشعب المصري، حيث كانت تصنع في أسواق شهيرة لها، تحولت إلى مركز أساسي لصناعة هذه الحلوى حتى اليوم أبرزها باب البحر وباب الشعرية بالقاهرة.



عروسة المولد:


وكما هو الحال مع الحلوى، تمثل عروسة المولد، أيضا رمزا بارزا للاحتفال بالمولد النبوي الشريف عند المصريين، فيشتري رب الأسرة عروسة للفتاة، وحصان للولد، وهي أيضا عادة قديمة لا تزال خالدة حتى اليوم.


وعلى مدار العقود، تغيرت أشكال العروسة والحصان، فكانت في البداية تصنع من السكر في أشكال وأحجام مختلفة، لكنها تحولت وباتت تصنع من مواد أخرى كالبلاستيك وتتزين بألوان زاهية من الفساتين.


وبداية عروسة المولد، تعود إلى العصر الفاطمي أيضا خلال عهد الحاكم بأمر الله، وقيل إنه كان يحب إحدى زوجاته فأمر بخروجها معه يوم المولد النبوي فظهرت في الموكب بردائها الأبيض وعلى رأسها تاج الياسمين، ومن هنا بدأت تصنع عروسة المولد إشارة إلى زوجة الحاكم، والحصان في إشار إلى الحاكم بأمر الله وهو يمتطي حصانه.


وهناك رأي آخر يرجح أن المصريين استغلوا يوم احتفالات المولد النبوي لإقامة حفلات زفافهم، وهناك كانت رمزية الحصان تمثل العريس الذي استطاع أن يقتنص عروسه في هذا اليوم، ورغم تعدد الأقاويل والروايات حول أصل العروسة والحصان، إلا أن رمزيتهم لا تزال متوارثة حتى اليوم، ويبدع المصريون في ابتكارها وتطويرها.


حيث كانت العروسة والحصان في البداية يصنعان من الحلوى والسكر ويتم تجميلها بأشكال وألوان مختلفة لتعطي مظهرا جذابا، لكن مع زيادة الوعي الصحي وإدراك خطورة هذه الحلوى والألوان لاحتوائها على مركبات غير صحية، ظهرت العرائس المصنوعة من البلاستيك والتي اتخذت أشكال جديدة من حيث التصميم والزينة والأزياء.