فرض العنصر النسائي نفسه على مباريات كرة القدم فى مصر، بعد
ظهور العديد من الحكمات في العديد من المباريات فى الفترة الأخيرة، وقد أشاد الكثيرون
بأدائهن بين الجماهير، فهن سيدات قد آمن بأن لا شيء يأتي بالسهل، وخاصة إذا كان الأمر
متعلقا بامتهان المرأة لمهنة يطغى عليها الطابع الرجولي، متسلحات فقط بالالتزام والانضباط
وقوة الشخصية ليحققن نجاحًا باهرًا ويثبتن أقدامهن فى المستطيل الأخضر.
تقول الدكتورة “سحر عبد الحق” عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة
والمشرف على الكرة النسائية وكرة الصالات رغم المعارضين للتحكيم النسائي والذين يضعون
عوائق أمامه إلا أن العديد من السيدات نجحن فى ممارسة مهنة التحكيم فى العديد من مباريات
الرجال وكانت تجربة ناجحة جدًا وأيضًا فى الدوري النسائي مثل شاهندة المغربي التي قامت
بالتحكيم كحكم رابع فى الدوري الممتاز والآن أصبح الموضوع مختلفا وأصبحت الكرة النسائية
والتحكيم النسائي في مكانة مختلفة الآن عما كانت عليه.
مضيفة أن كل إنسان سواء كان رجلا أو سيدة من حقه أن يحصل
على فرصته فى أى مجال وخصوصًا إن كان مجتهدا وفيما يتعلق بعدم انتشار التحكيم النسائي
بشكل أوسع أوضحت “عبد الحق” أن ذلك يرجع إلى أن الكرة النسائية كانت متوقفة لمدة ثلاث
سنوات ولكن الآن أصبح هناك توجه قارئ ودولي بدليل أننا اليوم أصبح لدينا دورى كرة نسائية
للمدارس، وبالتالي فى الفترة القادمة سيكون هناك انتشار أكبر للسيدات فى هذا المجال
وسيكون هناك أجيال جديدة فى مجال التحكيم النسائي، وستشارك الحكمات السيدات في العديد
من البطولات فى الفترة القادمة.
مشيرة إلى أن بداية دخول المرأة في أى مجال مقتصر على الرجال
فقط يجعلها عرضة للهجوم من الكثيرين ولكن بعد ذلك تقوم المرأة بإثبات نفسها، ومن هنا
تكون نقطة بدايتها فى إثبات جدارتها كما أن هناك العديد من المجالات فى كرة القدم يمكن
أن تلتحق بها السيدات “كمجال التحكيم والإدارة والتنظيم وغيرها...”.
شاهندة «كولينا»
شاهندة سعد على المغربي ابنة الإسكندرية الشهيرة “شاهندة
كولينا أو شاهندة المغربي” كما لقبتها الجماهير المصرية نسبة للحكم الإيطالي الشهير
“بييرلويجى كولينا” دخلت “شاهندة” المجال الكروي وهى في الـ 14 من عمرها ونجحت فى اقتحام
مجال التحكيم الذى كان حكرًا على الرجال، بعدما أصبح اسمها على قائمة الحكام، وبفضل
جهدها المتواصل استطاعت “شاهندة” الحصول على بطاقة تحكيم رسمية من الاتحاد الدولي لكرة
القدم “فيفا”، في دوري الناشئين المصري.
وتقول شاهندة كنت أمارس كرة القدم منذ كان عمرى ١٤ عاما فى
نادى سموحة” فقد كنت أحب كرة القدم منذ طفولتي مما جعلني شغوفة لممارستها ولعبت فى
أكثر من ناد كالمقاصة وطنطا وانضممت للمنتخب الوطني، بعد ذلك وجهت اهتمامي للتحكيم
أكبر فقررت التوقف عن لعب الكرة واحتراف التحكيم لأنه المجال الذى حلمت به منذ الصغر
حيث كنت أمسك الصفارة وأقلد الحكام أثناء مشاهدتي للمباريات وبالفعل انضممت للتحكيم
النسائي المصري عام ٢٠١٤ وأصبحت حكما دوليا منذ عام ٢٠١٧ وذلك بفضل الدعم الكامل الذى
تلقيته من والديي.
قوة الشخصية
وأشارت “ شاهندة” إلى أنه من الضروري أن يجتاز الحكم عدة
اختبارات منها الطبي واللياقة والنظري في قانون اللعبة وأن نجاحها فى هذه الاختبارات
القبول لتصبح حكما نسائيا كان بمثابة تحد لذاتها وللمجتمع غير المتقبل للتجربة.
وترى شاهندة أن الحكم لابد أن تتوافر فيه قوة الشخصية ليستطيع
السيطرة على الأحداث خلال المباريات فى المسابقات المختلفة وأن يكون مُلما بقانون اللعبة
ويحافظ على تطبيقه مع تجنب العاطفة والانتماءات الرياضية.
“شاهندة” التي شاركت كأول حكم نسائي فى تاريخ مصر فى تحكيم
مباراة فى الدوري الممتاز المصري، بجانب المشاركة فى الكأس والعديد من البطولات فى
الدول العربية قبل جائحة كورونا تؤكد أنها تطمح لأن تكون حكم ساحة فى مباريات الدوري
الممتاز.
تعتبر أن بطولة المغرب كانت فارقة فى مسيرتها التحكيمية حيث
اكتشفها الحكم الدولي عصام عبد الفتاح وأشاد بأدائها الممتاز ورشحها لبطولتين بعد ذلك.
مؤكدة سعادتها بتواجدها كحكم رابع، خاصة مباراة بيراميدز
الذى ينافس على المركز الثاني.
منى والعائلة الكروية
تقول منى عطا الله:”نشأتي في ظل عائلة كروية كان لها الفضل
فى حبى لكرة القدم فوالدي المدرب السابق لكرة القدم هو من زرع حب التحكيم فى أبنائه،
فلى4 إخوة يعملون فى مجال التحكيم بالإضافة إلى تشجيع زوجي، فكل عائلتي كانت سببًا
فى تشجيعي لدخول المجال وإزالة الرهبة واستمراري فى العمل بعد الزواج».
“وتضيف «منى» أمارس التحكيم منذ ٢٠ عاما ومقيدة بالقائمة
الدولية منذ ١٦ عاما” لذا أمتلك خبرات واسعة فى مجال التحكيم مكنتني من السيطرة على
مجريات الأمور أثناء المباريات ومن الطبيعي أن تجد فى البداية بعض القلق والتوتر ولكن
مع الخبرات المكتسبة يصبح الأمر سهلا واعتياديًا.
مشاركة أوليمبية
“منى” التي شاركت فى العديد من البطولات ومنها بطولتا كأس
عالم بجانب الاشتراك فى الأولمبياد، بالإضافة إلى دورة الألعاب الإفريقية و٥ مشاركات
فى دورة شمال إفريقيا بجانب ٨ مشاركات فى بطولة أمم إفريقيا وبطولتي كأس الجرف فى البرتغال
مع الاتحاد الدولي، تتحدث عن الصعوبات التى واجهتها قائلة إن البدايات كانت أصعب ؛
حيث كانت تحت عنوان إثبات الكفاءة والجدارة وإثبات النفس وسط مجال للرجال فقط لعبا
وتحكيما، وأشارت إلى أن بداية اقتحام السيدات لمجال التحكيم فى مجال كرة القدم كان
فى عام ١٩٩٨ ولكن تظل بعض العقول داخل المجتمع غير المتقبل لفكرة التحكيم النسائي وهو
أمر يصعب تغييره عند البعض فنجد صعوبة تواجه التحكيم النسائي فى مصر متمثلة فى عدم
المشاركة فى مباريات الدوري الممتاز رغم أن غالبية الدول الأوربية بجانب بعض الدول
العربية كتونس والمغرب تعتمد التحكيم النسائي فى جميع مسابقاتها.
مشيرة إلى أنها تحلم أن تتلقى التقدير المناسب لها كحكم رياضي
شاركت فى العديد من البطولات كمثيلاتها من الحكام النساء فى العديد من الدول العربية
والأوربية.
«الدولية» نور سمير
نور سمير حامد ابنة شبرا البالغة من العمر 33 عامًا دخلت
مجال التحكيم منذ عام 2014 على المستوى المحلى أما بالنسبة للمستوى الدولي فبدأت
"نور” التحكيم الدولي منذ عام 2018 .
تقول نور “عشقي لكرة القدم لدى منذ الصغر” ولذلك تقدمت إلى
اختبارات التحكيم النسائي التي تكون عبارة عن اختبارات فى القانون ودراسة القانون من
خلال مجموعة من المحاضرات، وبعد ذلك اختبارات الكشف الطبي وكشف الهيئة وبعد ذلك اختبار
اللياقة البدنية.
أما عن مشاركتها فى البطولات تقول “نور” لقد شاركت فى الكثير
من البطولات منها بطولات الناشئين رجال وبطولات القطاعات رجال وبطولات البراعم رجال
وبطولات القسم الثاني رجال وبطولات الدوري الممتاز رجال وبطولات كأس مصر رجال وبطولات
القسم الثالث والرابع رجال والدوري الممتاز النسائي وبطولات الناشئات، وقامت بالتحكيم
إفريقيا أيضًا فى مباريات تصفيات أولمبياد طوكيو وتصفيات أمم إفريقيا للسيدات.
وبالنسبة للصعوبات التى واجهتها أثناء مسيرتها تقول “نور”
لم تكن هناك أية صعوبات بالنسبة لى لأنى كغيرى من الحكام الرجال أقوم بتأدية وظيفتي
أقوم بتطبيق القانون، واختتمت حديثها قائلة “أحلم بالتحكيم فى كأس العالم ونهائيات
إفريقيا”