الخميس 16 مايو 2024

دير سانت كاترين قبلة السياحة الدينية في سيناء.. يحتوي مسجدًا أثريًا.. والآثار تنتهي من المرحلة الأولى لتطويره

تحقيقات30-10-2020 | 09:38

لا تعد مصر مجرد دولة سياحية عادية، فهي دولة استطاعت أن يعيش تحت سمائها كل الأديان والطوائف في انسجام متناغم، ويتضح ذلك من خلال معالمها الأثرية التي تقف شاهدة علي ذلك التناغم التاريخي، ويتم حاليًا خطة متكاملة من وزارة السياحة والآثار لتنفيذ مشروع تطوير دير سانت كاترين الذي يعد من أحد معالم الجذب السياحي في مصر.

 

ويقع دير سانت كاترين فى جنوب سيناء بمصر أسفل جبل كاترين، والذى يعد من أعلى جبال مصر، بالقرب من جبل موسى، يعود بناء الدير إلى القرن الرابع الميلادي، عندما أمرت ببنائه الإمبراطورة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين، ويعود الدير إلى القديسة كاترين التي كانت من عائلة وثنية وأمنت بالمسيح نتيجة رؤية إلهية، وعندما دخل الإمبراطورة المعبد الوثني ذهبت وناقشت 50 عالمًا فأمنوا بالمسيح فأمر الإمبراطور بتعذيبها وقطع رأسها سنة 70م.

 

ويعد الدير من أقدم الأديرة في العالم ويجذب الدير أفواجا من السياح من جميع  بقاع العالم، ولاتزال إلى الآن الآثار المعروضة في الدير، تعد واحدة من أشهر المجموعات الرمزية الدينية في العالم ويضم الدير العديد من المحتويات الرائعة.


ويحتوي الدير على كنيسة تاريخية بها هدايا قديمة من ملوك وأمراء منها ثريات من الفضة، وبه بئر يقولون عنه أنه بئر موسى، كما أنه قد بني حول شجرة يقال أنها شجرة موسى التي اشتعلت بها النيران فاهتدى إليها موسى ليكلم ربه، ويقولون عنها أنه، جرت محاولات لاستزراعها خارج الدير ولكنها باءت بالفشل وأنها لا تنمو في أي مكان آخر خارج الدير.

 

ويمثل الدير يمثل قطعة من الفن التاريخي المتعدد، فهناك الفسيفساء العربية والأيقونات الروسية واليونانية واللوحات الجدارية الزيتية والنقش على الشمع وغيره.

 

كما يحتوي الدير على مكتبة للمخطوطات هي، ثاني أكبر مكتبات للمخطوطات بعد الفاتيكان، ويحوي نزل للزوار وبرج أثري مميز للأجراس..

 

إضافة لرفات القديسة كاترين، توجد بالدير (معضمة) تحوي رفات جميع الرهبان الذين عاشوا في الدير ومسموح بالزيارة من الصباح الباكر وحتى الظهر بعد ذلك يغلق أبوابه أمام الزوار ليتفرغ الرهبان لواجباتهم الدينية.

 

والمدخل الوحيد للدير كان باب صغير على ارتفاع 30 قدم، وصمم لحماية الدير من الغرباء والدخلاء، حيث كان الناس يرفعون ويدلون بصندوق يحركه نظام من الروافع والبكرات، أما الآن فهناك باب صغير أسفل سور الدير

 

الجدير بالذكر أن هناك مسجد صغير، قام أحد حكام مصر في العصر الفاطمي ببنائه داخل الدير حتى يحمي الدير من الهجمات التي كان يتعرض لها الدير من وقت لآخر،  في ذاك الوقت. وهناك خلاف علي الحاكم الذي قام ببناء المسجد حيث لم يعرف هل هو الحاكم بأمر الله أم الآمر بأمر الله.

 

ويتم حالياً، تنفيذ مشروع تطوير دير سانت كاترين، الذي يأتي ضمن خطة وضعتها وزارة السياحة والآثار، لتنمية وتطوير منطقة جبل موسى، وجبل الصفصافة، والوادي المقدس، بجنوب سيناء، وتتضمن ترميم كنائس الدير، وتطوير مداخل المنطقة، وتحديد مسارات للزيارة، وتوفير خدمات للزائرين.

 

وانتهت الوزارة من أعمال المرحلة الأولى من المشروع من تعبيد الطرق المؤدية إلى دير سانت كاترين وجبل موسى، وعمل موقف للأتوبيسات السياحة والسيارات، ورفع كفاءة جميع الخدمات بالمنطقة من البازارات والحمامات والعيادة، ووضع نظام تأمين إلكتروني مجهز بأجهزة (x- ray) متصلة بغرفة تحكم، وغرفة مراقبة إلكترونية متصلة بالكاميرات الموجودة بالمنطقة.