السبت 23 نوفمبر 2024

عرب وعالم

المعهد الكندي للإسلام الإنساني يدعو المسلمين للدفاع عن فرنسا

  • 30-10-2020 | 11:12

طباعة

أدان المعهد الكندي للإسلام الإنساني الجريمة الإرهابية البشعة التي راح ضحيتها مواطنين فرنسيين أبرياء، كما يدين جريمة الاعتداء على مسلمتين امام برج ايفل، مؤكدا أن الإرهاب (العنف على أساس ديني أو عرقي) أياً كان فاعله يجب ادانته فوراً، وبدون تردد وبدون تبريرات.   

 

 وأكد المعهد أن ما يحدث في فرنسا، ليس صراعاً بين الإسلام وفرنسا، أو بين المسلمين وغيرهم من غير المسلمين في فرنسا.

 

ونفي المعهد يكون هذا صراعاً بين ثقافات كما يردد الإخوان والإسلاميون، ومن وقعوا في هذا الفخ من النخب المسلمة وكثير من المسلمين البسطاء. فالصراع الحالي في فرنسا وفي كل مكان في العالم، بما فيها "الدول الإسلامية"، بين إسلاميين وبين الدولة الوطنية وبين الدولة العلمانية الديمقراطية الحرة في فرنسا والغرب. فهذا الفهم الخاطئ للإسلام، بأنه “دولة وخلافة"، وحتمية إقامة "دولة الله " في أي وكل مكان، هؤلاء هم لا يحتملون أي نقد من أي نوع لأيديولوجيتهم ولدولتهم "المتخيلة".

 

ويرون أن هذا النقد أو السخرية إساءة إلى الإسلام وللنبي محمد (ص)، في حين أنه نقد أو سخرية من تصورهم عن "الإسلام" وعن رسوله الكريم.

 

فمن الصعب أن تجد أحداً ينتقد أو يسخر من الآيات الكريمة من سورة الغاشية" فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26). لكنك ستجد من يغضب من الحديث المنسوب زورا للرسول (ص) "أمرت أن أقاتل الناس، حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى ) رواه البخاري ومسلم . أو من القراءة الحرفية وكأنها امر الهي يجب ان ننفذه الآن، وهذا غير صحيح: قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ" 29  التوبة.   

 

 وأشار المعهد إلى أن العلمانية الفرنسية والعلمانية في الغرب عموماً لا تريد فرض ثقافة أو قيم محددة على المسلمين وغيرهم من المواطنين. كل ما تريده وتصر عليه هو أن يحترم المسلم غيره من الأديان والمعتقدات الأخرى، ليس بمعنى أن يتوقف عن نقدها، أو حتى السخرية منها، ولكن بمعنى أن يحاول فرض "تصوراته" عن الإسلام على غيره من المسلمين وغير المسلمين. فهذه العلمانية لا تجبر المسلم مثلاً على أن يكون مسيحياً أو ملحداً أو يصبح "مثلي الجنس".. الخ. ولا يهمها إذا كانت المرأة المسلمة محجبة أو غير محجبة، ولا تريد من المسلم – كما يحدث في بعض الأماكن الصين - أن يتوقف عن الصلاة، لكنها تريد فقط أن يترك غيره من المختلفين يعيشون في سلام وفي حرية.  

 

وتابع: هذا لا ينفي بالطبع وجود يمين متطرف، وليس كل اليمين، ينشر ثقافة كراهية وتمييز وتعميم ضد الإسلام والمسلمين، بحجة الدفاع عن العلمانية الغربية والحضارة الغربية، وهذا اليمين المتطرف يشكل خطراً على الغرب نفسه، لأنه يريد هدم الأسس الديمقراطية الحرة التي يقوم عليها، وهو يتغذى دون شك على هذا الفهم "الإخواني" للإسلام الذي ينشره الإسلاميين في العالم، ولا يمكنه العيش بدونه.   

 

ونبه المعهد مجدداً أن المجتمعات الغربية قد تكون في أغلبها مسيحية، لكن مؤسسات الدولة في أي دولة غربية لا دين لها، ليست مسيحية، فهي تتعامل بحياد مع كل أصحاب الأديان والعقائد، والأهم أنها تحمي حقهم جميعاً في أن يعتقد ويؤمن بأي دين. كما تريد أن تحمي بشكل قاطع حرية الرأي والتعبير لجميع مواطنيها بما فيهم المسلمين. فالمسلم في فرنسا لم يمنعه أحد من ممارسة دينه، الصلاة والصوم وغيرها من العبادات. كما لم يتم معاقبة أي مسلم لأنه مثلاً انتقد غيره من الأديان والعقائد.

 

واستطرد: الدولة في فرنسا مثلاً، لا تعاقب أي مسلم على الفهم المغلوط لسورة "الفاتحة"، والتي يقولها المسلم   17 مرة في اليوم. وطبقاً للتفسير الفقهي المنتشر "ولا الضالين" المقصود بهم اليهود والمسيحيين في كل زمان ومكان، أي طبقاً لهذا الفهم العنصري للقرآن الكريم، فالمسلم يلعن اليهود والمسيحيين 17  مرة في اليوم الواحد في صلواته.

 

لكن مؤسسات الدولة الفرنسية تعاقب من قرر ممارسة العنف أو التمييز أو القتل ضد غيره من الناس. وهذا سبب الإصرار على ان يكون هناك نقد للأديان ولأي شيء، فهو جزء من حرية الرأي والتعبير.

 

وأكد المعهد الكندي للإسلام الإنساني على انه يرحب ب "الإساءة" إلى الإسلام والى النبي محمد (ص)، ولكنه يؤكد بحسم أن الإخوان والإسلاميين الذين يردون على ذلك بالعنف والقتل، هم الذين يسيئون أكثر إلى الإسلام. فاذا قال أحد أن الإسلام دين إرهابي، يقتلونه ليؤكدوا الصورة البشعة، بأنه دين عنف وقتل وسلطة، وانه من المستحيل أن يتعايش، ليس فقط في الغرب، ولكن حتى في الدول ذات الأغلبية المسلمة.

 

 ودعا المعهد المسلمين في كل مكان إلى تجاهل "الإساءات" أو الرد عليها بتوضيح الصورة الصحيحة للإسلام وللنبي محمد(ص)، بأنه دين سلام وحرية ومساواة، (ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ). وما يناقض، يرفضونه رفضاً قاطعاً، فمن المستحيل ان يحصل المسلم على حريته دون أن يحصل عليها أيضاً وفي ذات الوقت كل البشر.  

   

    

    الاكثر قراءة