دعا وزير الخارجية الفلسطيني الدكتور رياض المالكي إيطاليا لدعم دعوة رؤية الرئيس محمود عباس لعقد مؤتمر دولي للسلام أوائل العام المقبل لإنجاز حل الدولتين، وإنهاء الاحتلال، وتحقيق استقلال الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية.
جاء ذلك خلال لقائه بوزير خارجية إيطاليا لويجي دي مايو في مقر الوزارة في رام الله، ظهر اليوم.
وأشار المالكي إلى تبنى المجتمع الدولي بالغالبية العظمى رؤية الرئيس محمود عباس لعقد مؤتمر دولي للسلام في الجلسة المفتوحة التي عقدها مجلس الأمن يوم الاثنين الماضي، قائلاً "إن تأييدا المجتمع الدولي لدعوة الرئيس، وعلى ضرورة حل القضية الفلسطينية وفق القانون الدولي والشرعية الدولية، الأمر الذي يؤكد أن القضية الفلسطينية كانت وما زالت محل إجماع دولي وهي تحظى بمكانة خاصة لديه".
واستعرض الدكتور المالكي آخر التطورات السياسية، والتصاعد المستمر في الانتهاكات الإسرائيلية، متطرقاً الى قرار الحكومة الإسرائيلية المصادقة على بناء الالاف الوحدات الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، مشيرًا إلى قرار سلطات الاحتلال بالسماح لشركة الاتصالات الإسرائيلية بالعمل في الضفة الغربية، كما سمحت لشركة غاز إسرائيلية سابقاً بذلك، في إشارة واضحة الى استمرار إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، في المضي قدماُ بتنفيذ مخططها بضم الأراضي الفلسطينية، تنفيذا لصفقة القرن.
وثمن المالكي موقف الحكومة الإيطالية من خطة الضم الإسرائيلية، والاستيطان في الأرض الفلسطينية المحتلة، مطالباً الاتحاد الأوربي بعدم الاكتفاء بالتصريحات والإدانات، حيث ان الادانات لم توقف إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، من تصعيد انتهاكاتها في الأرض الفلسطينية، وفرض عقوبات على إسرائيل.
وطالب المالكي إيطاليا بأن تلعب دور فاعلا في انقاذ عملية السلام سواء كان من خلال موقعها داخل الاتحاد الأوروبي وأيضا في الأمم المتحدة.
وثمن المالكي تصويت ايطاليا لصالح دولة فلسطين في المحافل الدولية والتي كان آخرها القرارات الصادرة عن مجلس حقوق الانسان في حزيران الماضي، داعياً الحكومة الايطالية كدولة فاعلة في الاتحاد الاوروبي للاعتراف بدولة فلسطين، كذلك دعم طلب الحكومة الفلسطينية بالبدء الفوري للمفاوضات حول اتفاقية شراكة كاملة بين فلسطين والاتحاد الأوروبي.
وعبر المالكي عن تضامن فلسطين مع ايطاليا على أثر جائحة كورونا والتي أدت إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة، متمنياً ان تتجاوز ايطاليا هذه المحنة والنهوض مجددا، مثمناً الدعم الذي قدمته الحكومة الإيطالية لفلسطين لمواجهة جائحة كورونا.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية، ثمن المالكي العلاقة التاريخية التي تربط البلدين والشعبين الصديقين، داعياً الى ضرورة تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية،
من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيطالي لويجي ديمايو، أن إيطاليا لا تعترف بأي تغيير على الأرض فيما يتعلق بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية. وأن إيطاليا ما زالت ثابتة على موقفها من عدم شرعية وعدم قانونية المستوطنات مؤكدا على استمرارها في تقديم الدعم للشعب الفلسطيني في مختلف المجالات كذلك التزامها بدورها في داخل الاتحاد الاوروبي لإحياء عملية السلام وإعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات.
وأكد الوزير ديمايو على أهمية انعقاد الاجتماع الرابع للجنة الوزارية المشتركة خلال العام القادم، مشيراً الى انه تم تأجل جلسة المشاورات التي كانت ستعقد بداية هذا العام بحكم انتشار جائحة كورونا.
وأشاد المالكي بدعم الحكومة الإيطالية للمؤسسات الفلسطينية، مشيراً الى المساعدات التي قدمتها الحكومة الإيطالية لفلسطين في ظل مواجهة جائحة كورونا، كما ثمن دعمهم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا.
وفي نهاية اللقاء، اتفق الجانبين على استمرار التواصل والتنسيق المشترك في سبيل تطوير وتعزيز العلاقة العريقة التي تربط البلدين.
وحضر اللقاء من الجانب الفلسطيني وكيل الوزارة أمل جادو شكعة، المستشار إيهاب الطري مدير ادار اوروبا الغربية، طارق عيده مدير وحدة الاعلام، سكرتير ثاني سهى غتيت مسؤول ملف إيطاليا وملحق دبلوماسي هلا الشيخ من مكتب الوزير.
ومن الجانب الإيطالي، السفيرة إليزابيتا بيلوني، والسفير سيباستيانو كاردي والسفير ايتوري سيكوي القنصل العام الإيطالي جوزيف فيديلي وأوغستو روبي