يمثل المشروع القومي للبتلو، أحد أهم المشروعات التي تنفذها الدولة المصرية لتنمية قطاع الثروة الحيوانية، وتوفير احتياجات السوق المحلي، حيث أكد خبراء أن هذا المشروع أدى لاستقرار أسعار اللحوم في السوق المحلي خلال الفترة الماضية فضلا عن أنه يسهم في تنمية القطاع ككل، حيث يوفر التمويل اللازم لصغار المربين.

وفي سبتمبر الماضي، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بمضاعفة التمويل المتاح لمشروع البتلو بمقدار 2 مليار جنيه إضافية، ليصل حجم التمويل إلى 4 مليارات جنيه، في إطار هذا المشروع القومي، فيما أعلن الدكتور طارق سليمان، رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة، اليوم، أن مجلس إدارة المشروع القومي للبتلو برئاسة وزير الزراعة اعتمد مبلغ 576 مليون جنيه لعدد 3700 مستفيد ولتسمين وتغذية 37 ألف رأس ما بين محلية ومستوردة محسنة وراثياً سريعة النمو.

 وأوضح أنه خلال الفترة من 22 حتى 28 أكتوبر تم إصدار عدد 436 رخصة تشغيل وتجديد لكافة أنشطة ومشروعات الثروة الحيوانية والعلفية والداجنة، مع الالتزام بكافة ضوابط واشتراطات الأمن والأمان الحيوي داخل وحول تلك الأنشطة والموافقة على تسجيل عدد 164 تسجيلة لمخاليط أعلاف وإضافاتها ومركزاتها منهم 91 محلية، 73 مستوردة، وفقاً للمعايير والضوابط العلمية والقياسية.

استقرار أسعار اللحوم 

وفي هذا السياق، قال حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، إن مؤسسات الدولة المصرية تبذل قصارى جهدها لتنمية قطاع الثروة الحيوانية وأولى هذه الجهود، هو المشروع القومي للبتلو والاهتمام بتمويل صغار المربين بما يجاوز 4 مليارات جنيها، مضيفا إن هذا المشروع يخدم قطاع الثروة الحيوانية للقضاء على ذبح العجول الصغيرة وتوفير التمويل اللازم للمربين لشراء الأعلاف والأدوية.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذا المشروع يفيد بشكل كبير في استقرار أسعار اللحوم في مصر وهو أمر ملموس في الفترة الأخيرة، فضلا عن تنمية قطاع الثروة الحيوانية، بمنع ذبح العجول في سن صغيرة، مضيفا أن ذبح صغار البتلو يؤدي لإضعاف الثروة الحيوانية حيث يؤدي إلى تقليل فرص تربية الإناث وبالتالي تراجع هذا القطاع مستقبلا.

وأشار إلى أن الدولة تحركت تحركا سريعا في تسهيل إجراءات ترخيص الحظائر وتمويل أصحابها بما سيحقق طفرة كبيرة في المستقبل القريب في توفير اللحوم الحمراء، وخاصة أننا نستورد نحو 40% من الاحتياجات المحلية من اللحوم الحمراء، ونعاني من عجز في الثروة الحيوانية نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف وعدم وجود مراعي طبيعية.

وشدد على ضرورة الاهتمام بتنمية قطاع صناعة الأعلاف في مصر وتوفير الزراعات العلفية، لأنها أهم شيء في التسمين وتربية الثروة الحيوانية وتوفيرها بأسعار مناسبة للمربيين، مضيفا أن الدولة بدأت تستورد سلالات عشار من الخارج ذات صفات ممتازة تقاوم الأمراض وتعطي لحوم وألبان أكثر لتحسين الثروة الحيوانية.

وأضاف أن هذه الخطوات كلها أدت إلى توفير اللحوم الحمراء في الأسواق المحلية بأسعار مناسبة للمواطنين واستقرار هذه الأسعار في الفترة الماضية بشكل ملحوظ.

تعظيم الثروة الحيوانية

فيما قال رائف تمراز، وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب، إن مشروع البتلو هو خطوة مهمة في تنمية قطاع الإنتاج الحيواني والثروة الحيوانية وخفض سعر اللحوم في السوق المحلي لتصل لمحدودي الدخل بأسعار مناسبة، مضيفا إن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان قد وجه بزيادة دعم المشروع بقيمة 2 مليار جنيها إضافية.

وأوضح في تصريحات سابقة لـ"الهلال اليوم"، أن هذه التوجيهات هدفها توفير العملة الصعبة بتقليل الاستيراد من الخارج من اللحوم، وكذلك تشغيل العمالة وزيادة فرص العمل للشباب في هذه المشروعات الاستثمارية الصغيرة كمشروع البتلو ومراكز تجميع الألبان.

وأكد أنه من لا بد الوقوف جميعا في هذا الاتجاه لدعم الاقتصاد الزراعي والإنتاج الحيواني والثورة الحيوانية والداجنة لتوفير اللحوم بأسعار مناسبة، مشددا على أهمية بتوفير مرشد زراعي لكل حقل والتعاقد مع الفلاحين وتوفير الأمصال والأعلاف للمزارعين لأن استيراد الأعلاف يرفع أسعارها، وذلك لدعم مشروعات الزراعة والثروة الحيوانية وخاصة البتلو لتحقيق هامش ربح.