تقدم جديد حققته الصادرات الزراعية المصرية، بوصولها إلى حاجة 4.5 مليون طن حتى الآن خلال هذا العام، فيما أكدت خبراء أن هذا المعدل يمثل تقدما كبيرا في هذا القطاع، وضمان استمراريته يتطلب وضع خريطة تصديرية حقيقية، وبدء الزراعة للتصدير، وذلك في ظل استهداف وزارة الزراعة فتح أسواق جديدة خلال الفترة المقبلة.
وتلقى السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، تقريرا حول الصادرات الزراعية من الدكتور أحمد العطار، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي، حول إجمالي الصادرات خلال الفترة من الأول من يناير 2020 وحتى 28 أكتوبر الحالي.
وأكدت الزراعة، أن الصادرات بلغت 4 ملايين و532 ألفا و 745 طنا من المنتجات الزراعية وضمت قائمة أهم الصادرات الزراعية عن هذه الفترة الموالح، البطاطس، البصل، عنب، رمان، ثوم، مانجو، فراولة، الفاصوليا، جوافة، خيار، الفلفل، باذنجان.
وأوضحت أن إجمالي الصادرات الزراعية من الموالح بلغت مليون و400 ألف 613 طنا، بالإضافة إلى تصدير 687 ألفا و203 أطنان بطاطس، لتحتل المركز الثاني في الصادرات الزراعية بعد الموالح، بينما تم تصدير 359 ألفا و837 طن بصل، محتلا المركز الثالث في الصادرات، واحتل العنب المركز الرابع في الصادرات الزراعية بإجمالي 138 ألفا و828 طنا.
في حين احتل الرمان على المركز الخامس في الصادرات بإجمالي 75 ألفا و565 طن، بينما احتلت صادرات مصر من المانجو على المركز السادس بإجمالي كمية بلغت 36 ألفا و768 طنا، بينما احتلت صادرات مصر من الثوم على المركز السابع بإجمالي 34 ألف و951 طن، يليها في المركز الثامن الفراولة بإجمالي 20 ألفا و761 طنا.
بينما حصلت الفاصوليا على المركز التاسع في الصادرات بإجمالي كمية بلغت 17 ألفا و169 طنا، بينما حصلت الجوافة على المركز العاشر في الصادرات الزراعية بإجمالي 6142 طنا، وحصل الخيار على المركز الحادي عشر بإجمالي 3536 طنا، وحصل الفلفل على المركز الثاني عشر بإجمالي 3018 طنا، وحصل الباذنجان على المركز الأخير بإجمالي 1320 طنا.
فتح أسواق جديدة
وفي هذا السياق، قال الدكتور أحمد العطار، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي بوزارة الزراعة، إن الصادرات الزراعية المصرية تخطت حاجز الـ4.5 مليون طن منذ بداية العام حتى الآن، موضحا أنه على رأس هذه الصادرات الموالح ثم البطاطس وبعدها البصل، ثم العنب والرمان والفراولة والمانجو.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن وزارة الزراعة تستهدف فتح أسواق جديدة للصادرات الزراعية، حيث تم خلال عامي 2018 و2019، والنصف الأول من عام 2020 فتح أكثر من 38 سوقا جديدا، مشيرا إلى أنه خلال أزمة كورونا فقط تم فتح 8 أسواق جديدة للصادرات المصرية .
وأشار إلى أنه في الفترة المقبلة من المستهدف فتح أسواق جديدة قريبا، مثل الفلبين والولايات المتحدة الأمريكية واليابان وتايوان وفيتنام، مضيفا أن النجاح في فتح أسواق جديدة يتم عبر عملية فنية معقدة بالتفاوض بين الحجر الزراعي المصري والحجر الزراعي للدولة المستهدف فتحها، ويتم خلالها تبادل المعلومات الفنية والبيانات والاشتراطات الفنية حتى إتمام فتح السوق.
وأكد أن هذا قد يستغرق فترة من عام إلى 3 أو 4 أعوام للنجاح في فتح السوق الواحد، حيث تقوم وزارة الزراعة بدراسة اشتراطات هذه الدول وتنفذها، ويجري تبادل الدراسات الفنية بين مصر والدولة المستهدفة حتى الموافقة على بدء التصدير.
خريطة تصديرية
فيما قال الدكتور شريف فياض، أستاذ الاقتصاد الزراعي بمركز بحوث الصحراء، إن زيادة الصادرات الزراعية إلى أكثر من 4.5 مليون طن منذ بداية العام وحتى اليوم، هو خطوة جيدة للغاية، وخاصة أن الصادرات العام الماضي كانت تقدر بنحو 3.8 مليون طن، وزيادتها إلى هذا الحجم العام الجاري هو تقدم كبير.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن وزارة الزراعة أعلنت أنها تعمل على فتح أسواق جديدة للصادرات المصرية في جنوب شرق آسيا وفي أفريقيا، مضيفا أن لسوقين الأوروبي والعربي هما أكثر الأسواق المستقبلة للصادرات الزراعية المصرية، وكان الاتحاد الأوروبي هو المنافس الأول للمصر في تسويق حاصلاتها الزراعية.
وأشار إلى أن أبرز المحاصيل التي تصدرها مصر هي الموالح وعلى رأسها البرتقال وكذلك العنب والرمان، ومن الخضروات البطاطس والبصل والطماطم، مضيفا أن المنافس الأول لمصر في هذه المنتجات كانت دول جنوب أوروبا، لكن نتيجة جائحة كورونا والركود الاقتصادي هناك بسبب الإغلاق التام وتراجع الإنتاج مما أدى لتراجع الصادرات الزراعية هناك، بل أنها لجأت للاستيراد لتوفير احتياجاتها من الحاصلات بسبب تراجع إنتاجها.
وأكد أن جائحة كورونا والظروف الاقتصادية من تداعياتها أدت إلى زيادة الصادرات المصرية، وضمان استمرار زيادة هذه الصادرات يتطلب وضع خريطة تصديرية حقيقية، وبدء التصدير منذ زراعة الشتلات فضلا عن الإنتاج للتصدير، مشيرا إلى أهمية الزراعة للتصدير، حيث أن أن أغلب الإنتاج الزراعي من الأراضي القديمة.
وأوضح أن مصر بها 9 مليون فدان بينهم 5.5 مليون فدان منهم في الأرض القديمة ونحو 3 مليون فدان في الأراضي الصحراوية، والتي تنتج في الأغلب حاصلات للسوق المحلي، مضيفا أن أغلب الصادرات الزراعية المصرية هي فائض السوق، وهناك مساحات بسيطة التي يتم إنتاجها للتصدير، فضمان استمرارية زيادة التصدير يتطلب خريطة وسياسة تصديرية تضعها وزارة الزراعة.