الخميس 28 نوفمبر 2024

فن

أخذت من أمي حب الحياة والطموح وعدم الخوف

  • 31-10-2020 | 16:59

طباعة

أمي..سيدة نساء العالم في قلبي وعقلي ووجداني، هي سر وجودي وقوتي، حتى بعد رحيلها منذ أكثر من ٢٥ عامًا تظل أمي هي سر قوتي، والداعم الحاضر الغائب لي التي طالما كانت نموذجاً أحتذي به في كل مناحي حياتي.


تلك السيدة المصرية الأصيلة الداعمة لزوجها وأبنائها ووطنها، والراضية بكل ما يقسمه الله لها، فقد كانت أمي سيدة عاملة ومجتهدة في منصبها، كما كانت أيضاً منضمة لركب العمل العام، وكانت "أمينة المرأة" على مستوى محافظة الشرقية، كانت حريصة على خدمة أبناء بلدتها بكل ما أوتيت من أدوات يسّرها الله لها.


كانت زوجة مُحبة ومُخلصة لزوجها، وكانت أُمًا تهتم بكل التفاصيل في حياة كل ابن من أبنائها، كانت أمي طموحة وتزرع داخلنا حب النجاح وضرورة السعي بكل دأب ودون تململ؛ رأيتها تسعى بكل جهد لتحقيق أهدافها، ورأيتها قوية لا تقبل أن تنكسر للصعاب مهما كانت.


كانت أمي صديقتي وسندي، وكنت فخورة بأنني ابنة لهذه السيدة جميلة القلب والروح، كانت أمي شخصية بسيطة ومرحة وطموحة جداً وكنت أنا على المستوى الشخصي أحد مُعجبيها، فلطالما أبهرتني بحُسن تصرفها في الأمور الصعبة وبرجاحة عقلها، كنت أرى منها كل الخير في معاملة من تأزمت بهم ظروف الحياة، وكنت أقف عاجزة عن وصف إنسانيتها في التعامل مع هؤلاء الذين فضلهم الله بمرورهم بالمحن والأزمات ومدى تفاعلها بإيجابية تجاه مشاكلهم وأزماتهم.


وسريعاً وفي عُمر الشباب، أُصيبت أمي بمرض خطير، ودون أي إنذار مُسبق وجدنا أنفسنا على المحك لفقدان العمود الفقري لحياتنا والداعمة لنا جميعاً، فكانت صدمتنا لا توصف .


عشت مع أمي أصعب فترات حياتها، وكنت الرفيقة لها في رحلة علاجها التي لم تكن طويلة، وفي هذه الفترة كنت أراها صابرة وراضية ومحتسبة لمرضها وآلامها عند الله، وسرعان ما وافتها المنية ولقيت وجه ربها، لتصبح أمي نموذجاً فريداً للخير والمحبة والتعاون والإخلاص أمامي في جميع مراحل حياتها وإلى أن رحلت عن هذه الحياة.

وهكذا أخذت من أمي حب الحياة والطموح وعدم الخوف من خوض معارك الحياة ومواجهة كل المصاعب وبكل شجاعة، وتعلمت منها أنه لا سبيل لخوض منافسة ما مع أي شخص إلا بكل نُبل وشرف.


أثرت أمي في تكويني النفسي حتى أصبحت بمرور الوقت نسخة طبق الأصل منها ولي عظيم الشرف من أجل هذا، والآن لا أملك من الأمر إلا كل المحبة وأدعية الرحمة والمغفرة لروح أمي التي غابت عن الدنيا بجسدها لكنها سكنت إلى جواري بروحها الطاهرة.


 


    الاكثر قراءة