يِصدر عن منشورات المتوسط، الكتاب الجديد للناقد والمفكر المغربي عبدالفتاح كيليطو، بعنوان: "في جو من الندم الفكري". وقد استقى كيليطو،
الذي يولي أهمية كبيرة لعناوين كتبه، عنوان كتابه الجديد من مقولة لـغاستون
باشلار، استهل بها الكتاب: "إذا ما تحررنا من ماضي الأخطاء، فإننا نلفي
الحقيقة في جو من الندم الفكري. والواقع أننا نعرف ضد معرفة سابقة، وبالقضاء على
معارف سيئة البناء، وتخطي ما يعرقل، في الفكر ذاته، عملية التفكير.
يستهل عبدالفتاح كيليطو كتابه الجديد هذا، بالحديث عن "المقامات"، وهي الإحالة
الأولى على طريقة الكتابة، أو بالأحرى اختيار الكتابة "بالقَفْز
والوَثْب" على حد قول مونتيني. لكنّ، كيليطو يضعُ أفكاره في سياقٍ تاريخيٍّ
لا يخلو من علائق مع المناهج الحديثة، بحكم اشتغاله على التجديد في الدراسات
الأدبية العربية.
يقول كيليطو: "خصوصية الكتابة مرتبطة بنوعية القراءة. ماذا قرأت؟
وبادئ ذي بدء، ما هو أول كتاب قرأته؟ في كل مناسبة أقدِّم عنواناً مختلفاً حسب
مزاج اللحظة، ومنعرجات الذاكرة، وحسب الشخص الذي يسألني ولغته والأدب الذي ينتمي
إليه، فأقترح، بل أخترع كتاباً أول، أُبدع مرة أولى. ها نحن أمام مسألة البدايات.
هل هناك أصلاً مرة أولى؟ في أغلب الأحيان لا تكون مؤكدة ومضمونة، سواء أتعلق الأمر
بالقراءة أو بأمور أخرى. ما إن نعتقد الإمساك بها حتى نكتشف، وربما في الحين أو
فيما بعد، أنها مسبوقة بأخرى. المرة الأولى في النهاية هي المرة بعد الأولى، وفي
أحسن الأحوال المرة الثانية.
وعن عبدالفتاح كيليطو فهو كاتب وناقد مغربي، وُلد عام 1945 في مدينة
الرباط، يكتب باللّغتيْن العربيَّة والفرنسيَّة، اشتغل على التجديد في الدراسات
الأدبيَّة العربيَّة، وصدر له في ذلك عدَّة مؤلَّفات، منها خمسة أجزاء كأعمال
كاملة سنة 2015، وهي: "جدل اللغات"، الماضي حاضراً"، "جذور
السَّرد"، "حمَّالو الحكاية"، و"مرايا، تُرجمَت له أعمال
عديدة إلى لغات أخرى مثل الإنجليزية والإسبانية والإيطالية. كما تحصَّل على عدَّة
جوائز في النقد والدراسات الأدبية.