الثلاثاء 11 يونيو 2024

اليوجا بين «الحلال والحرام» و«الجنون والكفر»

فن31-10-2020 | 18:28

تمكنت اليوجا في تلميع صورتها واكتساب سمعة ممتازة في مختلف الأوساط ولا سيما في أوساط المثقفين، استطاعت استقطاب الشريحة الميسورة من البشر وحتى المثقفين منهم.


ويرى البعض أن اليوجا تساعد على تجاوز الأزمات النفسية وأزمات ما بعد الصدمة وضعف الذاكرة، كما تساعد على تحسين الحالة الصحية العامة ومقاومة بعض الأمراض وتحفيز المناعة. 


تعد اليوجا رياضة شأنها شأن أي رياضة، كما أن الرياضة بشكل عام تحسن من الحالة الصحية العامة وتساعد على التركيز وتفرغ العقل من التفكير، وتفرز هرمون السعادة الذي يقاوم الاكتئاب.


تتميز رياضة اليوجا بأن لها فلسفة روحية، وهذا أمر مختلف.. الفلسفة يمكنك اعتناقها والإيمان بها بعيدًا عن تدريبات اليوجا. لكن اليوجا ليست سحرًا، فهي لا تجلب الحبيب في نصف ساعة ولا ترد المطلقة ولا تعيد الغائب ولا تحيل التراب إلى ذهب، ومسألة دخولها خلسة إلى داخل الإنسان دون أن يُدرك أنه يُدخل عبادات هندوسية وبدعاً شيطانية وغريبة إلى مجتمعه وحياته أمر لا يمكن تأكيد صحته. 


«أقسام اليوجا»

تنقسم اليوجا إلى فروع رئيسية وهي: هاثا يوجا، كارما يوجا، جانا يوجا، راجا يوجا، وتعتمد في ممارساتها على شقين:


 الشق الأول عقلي: وهو تحرر العقل من أي قيود أو أفكار مسبقة ومن كل ما هو مادي ومتصل بالحياة اليومية، ومن الخوف ومن الأحزان ومن الهموم ومن الغرور وتحرر العقل يؤدي إلى تحرر الروح من العالم المادي. 


والشق الثاني وهو الجسدي: وهي تمارين بدنية، تبدأ تدريجيا بتنظيم التنفس، والتأمل، ثم التدرج رويدا رويدا في صعوبة الحركات، ومع تحرير العقل من الأوهام والمخاوف والأحزان، يتحرر الجسد، ليبدأ في اكتشاف قدراته ومرونته وطاقاته الكبيرة على الاحتمال.


«اليوجا القديمة والحديثة» 

اليوجا الحديثة لا تشترط إيمانا معينا، بل لا تشترط إيمانًا مطلقًا؛ حيث ن اليوجا القديمة تهدف إلى التوحد مع الوجود، أما الحديثة فتكتفي بالاتصال مع الذات، واكتشافها وتمكينها من الاسترخاء والتحرر من مخاوفها وأحزانها وأوهامها، وإعداد الجسد للياقة البدنية المرجوة. 


ولا يخص معلم اليوجا إن كنت هندوسيًا أو مسيحيًا أو مسلمًا أو ملحدًا أو لا دينيًا، هو يدربك على التواصل مع ذاتك ومع جسدك.


«اليوجا شيطانية»

تظن بعض الديانات السماوية أنها شيطانية، فمثلاً، قال الأب سيزار تروكوي، أحد كبار الآباء في الفاتيكان الذين يقومون بطرد الأرواح الشريرة، إن أحد أسباب انتشار تسلط الأرواح الشريرة على البشر هو ممارسة اليوجا لأنها تستدعي أرواحا شيطانية أثناء ممارستها.


ويقول الباحثون في اللاهوت إن الإنسان يواجه أخطارا عديدة من خلال ممارسته اليوغا، لأن ما يشعر به من راحة وتوازن وانسجام ليس إلا ظاهريا وموقتا، لأنه ينتج من تخدير لوظائف الفكر وتفريغ المخيلة من كل ما هو مزعج ومؤلِم، بسبب تغير مستويات الوعي، تماماً.


ومثلها مثل الإحساس الذي ينتج عن الإدمان على المخدرات، إلا أنه متى استعاد الإنسان وعيه يعود الإحساس بالواقع أقوى وأشد إيلاما، ومع مرور الوقت يصبح «مدمناً» على هذه الممارسة، ويدور في حلقة مفرغة من الوهم والسعادة المزيفة ويعرض نفسه لأخطار نفسية وجسدية كثيرة مثل النرجسية، الجفاف الروحي، الهلوسات، والضمور في القوى الحيوية الجسدية والقوى النفسية «الشيخوخة المبكرة»، أما الخطر فهو تفعيل القوى الخفية المتمثل بخطر الوساطة الروحية والاستحواذ الشيطاني.


«حرام أم حلال»

اختلفت وجهات النظر في حكم ممارسة رياضة اليوجا عند المعاصرين، فذهب بعضهم إلى المنع منها مطلقاً، وذهب آخرون إلى الجواز مطلقاً، وفرق آخرون بين بعض ممارساتها وبعضها الآخر، فأجازوا ما وافق الشرع، ومنعوا ما خالفه.


ولا يُنكر واحد من أولئك- فيما نعلم- أن أصل هذه الرياضة هي من العقيدة الوثنية الهندوسية، ثم البوذية، ولذا فإن من أجازها مطلقا، قد سلب منها ما يتعلق بالاعتقاد والروح، وحكم عليها باعتبارها رياضة للبدن.


 ومن منع منها فلأصلها الديني، وللمشابهة بأولئك الوثنيين، ولضررها على البدن، ومن فرق بين نوعٍ وآخر منها: فقوله غير مقبول لعدم صحة ما استثناه من المنع، ولعدم قدرة الناس على التمييز بين المسموح والممنوع منها.


«التقرب من الله»

جاء في كتاب «اليوجا والتنفس» لمحمد عبد الفتاح فهيم، (ص 19) : اللغة الهندية المقدسة وتعني الاتحاد والاتصال بالله، أي الاتحاد بين الجسم والعقل والله.


 وهي توصل الإنسان إلى المعرفة والحكمة، وتطور تفكيره بتطوير معرفته للحياة، وتجنبه التحزب أو التعصب الديني وضيق الأفق الفكري وقصر النظر في البحث، وتجعله يحيا حياة راضية بالجسد والروح".


«بدون ملابس»

وتحتوي اليوجا على تمارين وطقوس مختلفة، ولكن أهمها وأشهرها تمرين يدعى (ساستانجا سوريا ناماسكار)، وهو يعني باللغة السنسكريتية "السجود للشمس بثمانية أعضاء" من الجسم، وقد حددوا هذه الأعضاء : بالقدمين والركبتين واليدين والصدر والجبهة.


ويفضل لمن يمارس اليوجا أن يكون عاري الجسم، ولا سيما الصدر والظهر والأفخاذ. وأن يستقبل الشمس بجسمه عند شروقها، وعند غروبها.

 إذا أراد يوجا صحيحة ونافعة، وأن يثبت نظره ويركز انتباهه على قرص الشمس، وعليه أن يتعلق فيه بكليّته، وهذا يشمل جسمه وجوارحه وفكره ولبه.


ومما تضمنّه اليوجا أن تتأمل جسمك مليّاً، وأن تفكِّر وتنظر في كل عضو من أعضائك، ويكون ذلك بدءاً من أصابع الأقدام، وصعوداً إلى الرأس، عند الاستيقاظ من النوم وقبل مغادرتك الفراش، وبالعكس من الرأس ونزولاً حتى أصابع الأقدام قبيل النوم ، ولا يجوز أن تنسى أو تنشغل عن هذا العمل الهام.


«جنون»

تؤكد مصادر أن ممارسة اليوجا تصيب الإنسان بخلل عقلي، فيصبح غير قادر على التحليل والتعاطي مع الآخر، ويصبح غريبا في أفكاره ويصيبه الضياع، وإذا جالسته يتنقل من موضوع إلى آخر.


برأيك ممارسة اليوجا تدمر الإنسان؟ شاركنا رأيك في التعليقات أسفل الموضوع