كتبت: أماني محمد
ذعر حقيقي تسببه أجهزة فحص الحقائب وبوابات التفتيش الإلكترونية، خصوصا لدى السيدات لتفتيش حقائبهن الشخصية، وما يتردد عن خطورة الأشعة الصادرة عن تلك الأجهزة على الطعام وإفساده وكذلك ضررها على الحامل والأجنة.
فما هو المتداول بين الناس عن البوابات الإليكترونية؟ وهل هي معلومات حقيقية أم أنها شائعات ومعلومات خاطئة؟ في السطور التالية سنعرض المتداول بين الناس، والمعلومات الحقيقية من الخبراء.
في البداية، فاجأتنا الفتاة العشرينية أسماء محمد، برفضها وضع الحقيبة داخل هذا جهاز الفحص، إلا بعد أن تأخذ منها أي مأكولات أو مشروبات، استنادا لما يتردد أنها تفسد الأطعمة ولا يجوز تناولها إلا بعد مرور عدة ساعات وتسبب على المدى الطويل أمراض خبيثة، موضحة "إما أن آخذ الطعام في يدي أو أفتحها لفرد الأمن وأمر دون وضعها على الجهاز".
ما قالته أسماء، هو المتعارف عليه بين الكثير من الناس، فهل هو صحيح؟
فند الدكتور وائل أبو جبل أخصائي الباطنة العامة، كل ذلك قائلًا، بأنها علميا غير صحيحة، موضحا أن تأثير أشعة الفحص في تلك الأجهزة على الطعام أو السوائل أو الأشخاص كبارا أو صغارا غير ضار، وأن تؤثر على المرأة الحامل خلال فترة الثلاثة أشهر الأولى من الحمل بسبب عدم تكون الجنين.
وأوضح أن تأثيرها في أن تلك الفترة فترة تشكيل الجنين وخلال تلك الفترة تصبح الأمراض والأدوية والأشعة ضارة للطفل وتؤدي إلى حدوث تشوهات وعيوب خلقية لذلك يفضل للمرأة الحامل في الشهور الأولى عدم التعرض لهذه الأشعة أو أي نوع من الإشعاع، مضيفا أن بعض الأماكن تستثنى الحامل من العبور خلالها.
وأضاف أبو جبل أنه عقب الشهور الثلاثة الأولى فلا ضرر على الجنين لأنه يكون تشكل، موضحا أن أشعة إكس المستخدمة في أجهزة الفحص في المترو والمحال الكبرى لم يثبت علميا بأبحاث أن لها ضررًا على المأكولات أو الأطفال، وتأثيرها على الأشخاص غير ضار لأنه يعبر منها مرات قليلة وليس بشكل متواصل.
وقال إن الأشعة المستخدمة في أجهزة الفحص والتفتيش هي أشعة X وليست ذرية أو نووية لتحدث هذا الضرر المتصور لدى البعض لا هي تفسد الأطعمة ولا تسبب أمراض خبيثة حسبما يعتقدون.
وهو ما أكده الدكتور جمال نيازي استشاري الأشعة التداخلية بأن الأشعة التي تصدرها البوابات الإلكترونية وأجهزة الفحص بشكل عام غير ضارة وليس لها تأثير يذكر إلا على السيدات الحوامل لذلك لا ينصح بمرورهم عبرها، مضيفا أنه احتياطيا لتجنب أي ضرر ينصح بعدم مرور المرأة الحامل والأطفال أقل من سن أربع سنوات.
وأضاف، أن الأطفال أقل من أربع سنوات لا يتضررون منها إلا إذا اتخذوها كلعبة وظلوا يعبرون بشكل متكرر لفترة طويلة وكلما كان السن أصغر سيكون التأثير أعلى وهذا في حالة البوابات التي تصدر أشعة عالية، مؤكدا أن هذه الأبواب المستخدمة في المحال التجارية الكبرى ومحطات المترو لا تصدر أشعة ضخمة أو ضارة.
وأشار إلى أنه خلال عبور الفرد منها في جزء من الثانية يستحيل أن تحدث له ضرر أو تؤثر سلبا على الطعام حسبما يعتقد البعض، إلا إذا تعرض لفترة طويلة وهذا لا يحدث في عبور سريع لا يأخذ إلا ثوانٍ معدودة فلا تأثير له.