الأحد 9 يونيو 2024

"رموش الست".. قصة لـ"عزة رياض"

فن1-11-2020 | 15:09

خطوة بخطوة، يسير ورائها يختار طريقها، جزء منه الفضول، والآخر تلك الإثارة التي شعربها منذ خروجها من باب منزل صغير باحدى الحارات، وهذه العباءة التي تشبه الملاية اللف، التي تلعب بتلافيف عقله، فتحوله لمراهق أهوج لا يرى في الوجود سوى أم حسن جارتهم وهو صغير، التي كان يتعمد أن يكون معها بتوقيت واحد فوق سطوح المنزل، وهي تقوم بتسكين أفراخها بالعشة وهو يطير طائرته الورقية، ويتصنع شيء من المخاطرة على حياته، لتجرى عليه، "حاسب يا واد يا علي لا تقع"، وتمسكه جيداً من وسطه، فيعود من السور ممسكا بحضنها شكرا يا أم حسن.
لم تكن تعلم أن وراء تلك البراءة والطفولة مشاعر تشبه مشاعر عازب محروم، تتبع علي تلك المرأة وهو يحدث خياله ترى ما الذى يمكن أن أحصل عليه من هذه الأم حسن الجديدة؟.
الآن أنا استطيع أن أطلب فانا مؤهل لذلك، لست مُكبّل بطفولتي التي كانت ظاهرية، توقفت السيدة، فجأة وكأنها تراقب شخصاً يتتبعها، تعجب علي من هذا التصرف، لم تكن تنظر ناحيته ولم تلحظه هو، بل شخص أخر
ولم يستطع رؤيه وجهها المختبئ بطرحة شفافة، واصلت السيدة سيرها بعد ان راقبت الطريق، والفضول زاد لدى علي، ترى هل ستواعد آخر؟ صارت تسير بخطوة سريعة وهو ورائها بدأت قدمه تتعب، وفي غضون لمح البصر ظهر اثنين فى اتجاه السيدة، يمسكانها بعنف وبدأ فى تجريدها من ملابسها الطرحة ثم العبائة، تسمر على خوفا فى مكانه، لماذا لا تصرخ تلك الغبية لينقذها أحد؟، لابد أفعلت أمر ما، أو أنها لصة، سرقت أحدهم نعم،
أخيرا سقطت العبائة واذا بجلباب أبيض، ورجل بشعر رمادي، وكلمات صادرة من الرجلين بالتوعد لعماد الكلب بعقاب مُنزّل، وفضيحته لما اتظبط وهو نازل من شقة حمديه متنكر في صورة امرأة ، ولكن سرعان ما هدأت ثورة الرجلين، حين أخرج بعض النقود لهما، ووعداه بأن لن يخبروا زوجته التي استأجرتهما لهذة المهمة، ومشيا ومعهما وعد ببعض كيلوات اللحم من محل جزارته. 
تبلم علي، وسقطت من مخيلته أيقونة أم حسن سقوطا مدويًا، ليقول في نفسه، ليس كل ما يهتز أم حسن.