في أول نوفمبر عام 1869 تم افتتاح دار
الأوبرا الخديوية، وقد أنشأت بأمر الخديو إسماعيل ليشهد فيها ضيوف مصر من الملوك
والأمراء الذين جاءوا للإحتفال بافتتاح قناة السويس العروض العالمية للروايات
الأوبرالية، وصنعت الأوبرا الخديوية من الخشب واتسعت لـ 850 مقعدا وبنيت في ميدان
الأزبكية، حتى أطلق على مكانها "ميدان الأوبرا".
نعود إلى كنوز مجلة الهلال من خلال
عدد مارس 1938 الذي كتبه توفيق بك اسكاروس والذي وضح فيه ميلاد أول رواية يتم
تمثيلها في دار الأوبرا المزمع افتتاحها لتشهد احتفالات مصر بافتتاح قناة السويس
وجاء في المقال:
أعدت رواية عايدة ليكون تمثيلها جزءا
من الحفلات الباذخة التي أقامها الخديو إسماعيل حين افتتح قناة السويس ودعا إليها
ملوك أوربا وملكاتها وكبار رجال الدول وسيداتهم .. وأكد الكاتب أن الواضع الحقيقي
لقصة عايدة هو العالم الأثري "مارييت" الذي كتب إلى أخيه في 8 يونيو
1869 يخبره بأنه وضع أوبرا عظيمة يؤدي "فيردي" موسيقاها ، وستمثل في
القاهرة في فبراير القادم، وأكد "مارييت" أن الخديو أنفق مليونا من
الجنيهات وطلب من أخيه ألا يندهش ولا يسخر فما يقوله صحيح.
استدعي "مارييت" باشا أخاه
"إدوار" ليساعده في إعداد الرواية التي ستعرض في شتاء 1870 على مسرح
الأوبرا المصرية التي أنشأت تكريما لضيوف الخديو وفي مقدمتهم الإمبراطورة
"أوجيني" ، ولكن لم تمثل هذه الرواية كما كان مقررا لها في برنامج الافتتاح
، إذ لم يكن تم إعدادها فمثلت بدلا منها في حفل الإفتتاح في أول نوفمبر 1869 "ريجوليتو"
التي وضعها الفنان الغظيم "فيردي".
أما رواية عايدة فقد طبعت بالإيطالية
وعلى غلافها هذا الكلام : عايدة أوبرا في أربعة فصول وسبعة مناظر من تأليف ا.
غيسلانستوتي وتلحين الكومندا توري ج.فيردي، كتبت بأمر سمو الخديو لمسرح الأوبرا
وستمثل لأول مرة بالقاهرة في ديسمبر 1871، وعدد صفحاتها 95 صفحة صغيرة ومنها نسخة
بدار الكتب المصرية.