حوار: سما الشافعى
طفل صغير موهوب أحبه الكبار قبل الصغار، اشتهر بأغانيه المؤثرة فى الفترة الأخيرة خاصة أغنيته الشهيرة «ابن الشهيد»، والتى كرمه لأجلها الرئيس عبد الفتاح السيسى بعدما غناها أمامه فى أحد احتفالات ذكرى تحرير سيناء.
كانت لشهرته الواسعة مميزات وعيوب فى نفس الوقت ألحقت الأذى بشخصه، حيث ظهر شاب فى الإسكندرية يلقب بمجنون سيف، وكان دوما يتقمص شخصيته ويقلده بين أصدقائه مثلما حدث مع فنانين كُثر من قبل؛ ولكن سيف المزيف، لم يقف عند ذلك الحد، بل تطور الأمر ليظهر فى إحدى الفضائيات الكبرى منتحلا شخصية صاحب «ابن الشهيد»، بل ويردد أغانيه بصوت رديء ويظهر بشكل غير لائق، مما ألحق الأذى لسيف الحقيقي.
لم يظهر الطفل سيف مجدى بعد تلك الواقعة على أية وسيلة إعلامية، بسبب انهياره وتوقف حياته معنويا ونفسيا وماديا، خاصة أنه مقبل على امتحانات الثانوية العامة، بينما توجهت مجلة «المصور» إليه لتحاوره، بعدما ترك مرحلة الطفولة التى اعتاد جمهوره أن يراه بها، لنراه لأول مرة وهو فى عمر السادسة عشرة عاما.
كيف علمت أن هناك شخصا مزيفا ينتحل صفتك؟
فوجئت بأحد أصدقائى يتصل بى هاتفيا ويقول لى إن هناك شخصا ينتحل شخصيتى على إحدى الفضائيات، وبالفعل شاهدت شخصا مزيفا يظهر فى برنامج صباحى مذاع فى إحدى الفضائيات الكبرى، فأصبت بالصدمة عندما رأيته وسمعته يغنى ويقص معلومات خاطئة عن حياتي، وكنت أتمنى لو كان ذلك كابوسا، ولكنه للأسف حقيقة.
ما رد فعلك الأول على ظهور «سيف المزيف»؟
فى البداية كنت منهارا جدا ولا أعلم ماذا أفعل لأثبت براءتى من هذا الانتحال، بينما بعد ذلك وفى منتصف حواره، وعندما قام بتقليدى فى الغناء بصوت شاذ، كنت لا أعلم أضحك أم أبكي، ولكنى فى النهاية تأثرت نفسيا وماديا، خاصة أننى مقبل على امتحانات الصف الثالث الثانوى، وعندما تواصلت مع هذه الفضائية أكدت لى مديرة البرامج أنه تم النصب عليهم ولم يكونوا يعرفون أن هذا الشخص منتحل لشخصيتى، وطلبوا منى ألا أظهر فى أية لقاءات أو مداخلات لحين تعديل ذلك الخطأ، واستضافتى على قناتهم بشكل يليق بي، وعندما طالبت بالحصول على رقم الشخص الزائف، رفضوا وتوعدوا بأن يحضروه للشرطة، ولكنه تمكن من الهروب منهم، واتضح لى فى النهاية بأن القناة كانت تريد أن تهدئ من روعى حتى أصمت، وتنسى تلك الجريمة مع مرور الأيام.
ما الإجراءات التى ستتخذها نحو تلك القناة ونحو «سيف المزيف»؟
بالفعل قمت بعمل محضر شرطة بقسم ثالث أكتوبر اتهمت فيه «سيف المزيف» بالنصب والاحتيال، واتهمت القناة بمساعدة ذلك الشخص والتواطؤ معه، خاصة أنه عندما تواصلنا مع القناة وكان هذا المزيف مازال فى الاستديو معهم، قاموا بتهريبه إلى محافظة الإسكندرية بعد انتهاء الحلقة بسيارة الإنتاج الخاصة بالقناة، مما أثار حفيظتنا وتأكدنا أن هناك اتفاقا داخليا أو تواطؤا معه، وإذا كان هذا النصاب قد قام بالنصب على القناة نفسها، فكيف يتركونه يغادر القناة بعدما علموا بانتحاله شخصيتى والتسبب لهم فى تلك الفاجعة، كما قمنا بعمل بلاغ للنائب العام نؤكد فيه أنه لا أحد فوق القانون حتى لو كانت قناة كبرى بحجم تلك القناة، وأكدنا فى بلاغ للنائب العام أيضا بأنه من الوارد جدا أن يدخل أى دوبلير زائف إلى مدينة الإنتاج الإعلامى حاملا معه قنبلة، ومن الممكن أن تتسبب فى كارثة، فكيف لأمن بوابة مدينة الإنتاج الإعلامى أن يدخلوا ذلك الشخص على أنه شخص آخر.
ما حجم الخسائر العائدة عليك بعد قيام «سيف المزيف» بالغناء وتزييف صوتك؟
كنت فى شهر فبراير متفقا على إحياء حفلتين بالكويت ودبى بعد إذاعة الحلقة ببضعة أيام، ففوجئت بإرسال رسالة من قبل متعهد الحفلات هناك تتضمن بأنهم قاموا بإلغاء الحفلتين بسبب تغيير صوت المطرب وظهوره بشكل غير لائق على إحدى الفضائيات، مما تسبب فى أضرار مادية لي، فضلا عن الأضرار النفسية، ودخول رواد مواقع التواصل الاجتماعى على صفحتى الخاصة يوجهون لى السباب والاتهامات بالنصب والابتذال.
مارأيك فى ظهور إشاعة أن والدك شهيد مما جعلك تغنى «ابن الشهيد» بذلك الإحساس؟
منذ طفولتى وأنا أحب الأغانى الوطنية وأفضلها وأحزن كثيرا عندما أسمع خبر استشهاد أحد من خير أجناد الأرض أو من ظباط الشرطة، ولكن عندما ظهر «سيف المزيف» وأكد أننى متأثر بوفاة والد أحد زملائى فى الجيش عارٍ تماما من الصحة، وأنا لست مسئولا عن أية كلمة تصدر على لسان أى شخص ينتحل صفتي، بل أتبرأ من أى إساءة تصدر على لسان «سيف» المزيف، وأحمل الفضائية التى ظهر عليها مسئولية التصريحات الزائفة كاملة.
الرئيس عبد الفتاح السيسى» قام بتكريمك والإشادة بصوتك واعتبرته وقتها الأب الروحى لك.. فماذا تحب أن توجه له؟
أحب أن أوجه الى الأب الروحى لى الرئيس عبد الفتاح السيسى عبر منبركم الإعلامي بأن يعاقب ويحاسب كل من يتجاوز فى حق الآخر لأنى أعلم بأن شعاره هو أن لا أحد فوق القانون، كما أناشد الرئيس بالاهتمام بالبحث عن سيف الهارب ومحاسبته عن كل ما فعله من عمليات نصب باسمى، لأنه من الوارد أن تتكرر تلك الواقعة مع أى فنان بمجرد ظهور شبيه له ينتحل صفته، طالما تم السكوت عن تلك الجريمة المذاعه بالصوت والصورة.
هل ستكمل مشوارك الفنى أم ستتوقف حياتك الفنية عند تلك المحطة؟
بالطبع لن تتوقف حياتى، فأنا سأقوم بطرح أغنية جديدة قريبا، وتحديدا بعد انتهاء امتحانات الثانوية العامة، وسأفكر فى الانتقال من مرحلة أغانى الأطفال والأغانى الوطنية، ولكن سأستمر بنفس الجودة كى لا أخسر جمهورى الذى أحبنى وأنا طفل صغير.
هل ستفكر فى التمثيل بعد ذلك أم ستكتفى بالغناء فقط؟
أمنيتى الوحيدة الخاصة بالتمثيل التى تمنيتها هى بأن أمثل مع الهضبة عمرو دياب فى مسلسله القادم، نظرا لأنى أعشقه منذ الطفولة وأقتدى بنجاحاته فى حياتى الفنية.
سيف مجدى أثناء غنائه «ابن الشهيد»