الخميس 28 نوفمبر 2024

فن

الشباب والوعي .. ملاحظات على قضية مهمة

  • 2-11-2020 | 17:21

طباعة

   تكتسب عملية الوعي لدى عموم الناس، ولدى الشباب بوجهٍ خاص، أهمية أساسية، خاصةً في فترات الاضطراب الحضارى، والتغيُّرات العلمية والمعرفية الحادة، حيث يتسلَّل الشك إلى "الثوابت"، وتفتقد السرديات الكُبرى المُستقرة، واليقينيات التاريخية الثابتة المصداقية والرسوخ، وتتعرَّض الأجيال الجديدة لاهتزازات عميقة، ومحاولات اختراق، طبيعية أو مُخَطَّطَة، تُفقدها الكثير من الثقة، وتهز لديها العديد من القناعات، وتبث الشكوك والهواجس، في كل ما كان، في عالمهم، ثابت الأركان، فيتعرض للتداعي والتفكُّك.

   ويلعب الشباب دوراً كبيراً في تطوير الأمم وتقدم الشعوب، فعمره هو عمر الكد والعمل والعطاء والإبداع والانطلاق، وسِنّه هي سٍن الإيمان بالمُثل العليا والمبادئ النبيلة، والتمسُّك بالقيَّم، والاستعداد للتضحية، ولهذا تتسابق الدول والقوى والأحزاب السياسية والهيئات الاجتماعية والمُنظمات الحركية، وحتى الجماعات المُتطرّفة والإرهابية، على جذب الشباب، والتأثير على اتجاهاته الفكرية، وميوله السياسية، ومفاهيمه ومعتقداته، وتوفر الفرص والإمكانيات والتمويل لتزيين أفكارها أمام الجموع الشابة، لاجتذابهم إلى مسارها، وضمهم إلى صفوفها، بشتّى السبل ومُختلف الوسائل والحيَّل.

 

مصر مُجتمعٌ فتيٌ

   والمجتمع المصرى، حسب الإحصاءات الرسمية الأخيرة بمناسبة "اليوم العالمي للسُكَّان"، (11 يوليو 2020)، هو بمعنى من المعاني، مجتمعٌ فتي، إذ تمثل الفئة العمرية تحت الـ 15 عاماً نحو ثُلث عدد السُكّان (بنسبة 34.1%)، فيما تُكَوِّنُ الفئة العمرية من 15 إلى 34 عاماً الثُلث الثاني من السُكَّان، أي أن حوالي ثُلثي عدد سُكَّان مصر هم من الشباب والصبية والأطفال، مُقابل 4.1% فقط من السُكان تتعدى أعمارهم الـ 65 عاماً؛ وهذا يعني توفر قوة عمل وعطاء وإبداع وابتكار ونهضة وتقدُّم، يمكنها أن تصنع الكثير للبلاد، شرط امتلاكها الوعي الكافي والفهم والمعرفة، وهي ركائز القدرة على توظيف طاقاتها الهائلة توظيفاً إيجابياً خلَّاقاً، ومن الواجب أن يستمر الحوار المجتمعي المفتوح، والدائم، مع هذه القطاعات من الشباب، لبناء جسور التواصل المطلوب بإلحاح، وحتى لا تنقطع صلات الماضي والحاضر بالمستقبل والقادم.

 

"الشباب الآخر"

   وغالباً ما يتجه الانتباه، عند الحديث عن الشباب، إلى الشباب المديني، الذي يدرس، أو تَخَرَّجَ في الجامعات الكبرى في العاصمة والمحافظات الكبيرة والأساسية، كالإسكندرية وغيرها، ويقتصر "الحوار الشبابي" مع هذه النماذج اللامعة، والتي تُجيد الحيث بلغة أجنبية أو أكثر، والقادرة على التفاعل مع وسائل التواصل الحديثة بكفاءة واقتدار، غير أنه من المُهم للغاية النظر بعين الاعتبار إلى قطاعات الشباب من الطبقات الكادحة والفقيرة، وخاصةً من الفلاحين والعاملين بأجر، وعُمَّال الخدمات، والعمالة غير المنتظمة، و"الفواعلية" وغيرهم، والذين  يُشكلون نسبة مُعتبرة من "شباب مصر"، ويعانون الفقر والبطالة والجهل والتهميش؛ إذ أن تجاهلهم في مُخططات التعامل مع الشباب، وإهمال السعي لتطوير وعيهم ومنظورهم للحياة ولمشكلات البيئة والمجتمع، يمنع عنهم حقهم في الحياة الكريمة كمواطنين، ويحرم الوطن من تفعيل طاقاتهم وقدراتهم، ويجعلهم أسرى لرؤى الاتجاهات المُتخلفة والمُتطرفة، ويُبقيهم عند مستوى أدنى من الإدراك والمعرفة، خاصةً مع ارتفاع نسب "المُتسربين" من التعليم في تلك المناطق، الأمر الذي يُسَهِّلُ عملية تزييف وعيهم، ويجعلهم لقمة سائغة لبرامج غسيل الدماغ، والتلقين الفكري المتنوع المصادر، والتي تستهدف عزلهم عن مسيرة وطنهم.

 

الوعي أساس التَقَدُّم

   فالوعي والإدراك الأداة الفعلية للتأثير في الشباب، ولتحصينه من موجات التأثير العاصفة التي تجتاحه من كل جانب، ولتكوين حائط الصد أمام ما يتعرض له من شتى المغريات ومختلف الإغراءات، وبعضها شديد الضرر والخطورة، عليه وعلى وطنه؛ غير أن الأهم، أن امتلاك الأجيال الأكبر لهذا الوعي يوفِّر الوسيلة العقلانية الرشيدة، والوحيدة، التى تُمَكِّنُها من التعامل مع الأجيال الشابة تعاملاً صحيحاً، يستوعب قدراتها العملية وطاقتها الفعلية، ويتفهَّم دواعي تمردها الدائم، ودوافع رفضها المُستمر، ويوفر لها الشروط المناسبة للاستفادة من اندفاعاتها الطبيعية، ونزوعها العميق للقيم المثالية في الأفكار والمُعتقدات والسلوك، وتحويل كل هذا "الخليط" إلى طاقة بناء جبَّارة، لصالح اقتحام المستقبل والولوج الواثق إلى بوَّابات الحداثة.

 

مقومات الوعي ومكوناته

   وبناء الوعي عملية تراكم تاريخي، ومُحصِّلة تفاعل جدلي بين الخبرة الإنسانية بالواقع الموضوعي، والتجربة الذاتية، والثقافة والتقاليد السائدة، والأفكار المُتلقاة، ولذا فإن مصادر عديدة تؤثر على فكر الإنسان، وتُشكل عناصر فهمه وإدراكه: للوجود واصطراعاته، وللحياة وأبعادها، وللكون وقوانين حركته، وللعالم الذي يموج بالتطورات والمُتغيرات؛ وأهم هذه المصادر،: المنزل، والمدرسة، ووسائل الإعلام بمختلف أشكالها وخاصةً المرئية والمسموعة منها، ودور العبادة بمختلف روافدها، ومؤسسات المجتمع المدني، ووسائل بناء العقل ونقل المعرفة كالقراءة، فضلاً عن الخبرات والمعارف الخاصة التي يتلقاها الإنسان من وجوده وتفاعله مع الوسط المحيط، ومن الحوار الدائم، المفتوح، بينه وبين المجتمع.

 

من "الذات" إلى "الموضوع"

ومن "الوعي الفردي" إلى "الوعي الاجتماعي"

   وللوعي ومصادره، عموماً، تعريفات عديدة ومتنوعة، أبسطها أنه "عُنصر المعرفة المُنظمة والمُمنّهجة التي تُكسب المرء رؤيةً نقديةً إيجابية للواقع، وتمنحه القدرة على المُشاركة الفعَّالة في تغييره وتطويره"، وبما أن الإنسان كائن اجتماعي، فإنه يكتسب الجانب الرئيسى من وعيه من خبراته المتكونة من احتكاكه وتأثره بواقعه الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، ومن الصراعات الاجتماعية والطبقية التي تنشأ في هذا الواقع وتعكس نتائجها على فكره وإدراكه، كما يتأثر هذا الوعي بالموقع الاجتماعي للمرء، وبالطبقة أو الفئة الاجتماعية التي ينتمي إليها، وبطبيعة الحياة التي يحياها، والتحديات التي يواجهها.

   وبتطور الخبرة الإنسانية للمرء، ومع ارتفاع وتيرة وعيه بالواقع وتعقيداته، والظروف المحيطة وتفاعلاتها، يرتقي إدراكه من مجرد الإحساس بنفسه وواقعه كفرد، إلى الرؤية الأوسع، والنظر إلى نفسه، لا كذات منفصلة، وإنما ككجزءٍ من ذات أشمل، هو المجموع، ويتكون ـ نتيجةً لهذا الاحتكاك والتفاعل المُستَمرين ـ  ما يُطلق عليه: "الوعي الاجتماعي"، أي الوعي المُشترك لجميع شرائح المجتمع، أو أغلبية فيه، بما يواجههم من مُشكلات، ويُجابهم من تهديدات وتحديات، على كافة المستويات: السياسية والاقتصادية والثقافية، وسعيهم الجمعي لمواجهة وحل هذه المشكلات والتحديات.

 

مخاوف وتحديات

   وعلى الرغم من كل "العلامات" الإيجابية التي تُشير إلى ما يحمله الشباب المصري من وعود وآمال، فإن ما يقف عائقاً أمام شبابنا، ويحول دون تَمَلُّكُه للوعي اللازم، الذي يُمَكِّنه من التقُّدم باتجاه تحقيق هذه الغاية المرجوّة، أمور عديدة، لعل في مقدمتها العناصر التالية:

ــ انتشار الأُميَّة بين قطاعات مُعتبرة فى المجتمع وبين الشباب (فطبقاً لبيانات التعداد العام للسُكَّان والإسكان والمنشآت عام 2017، بلــغت نسبة  الأُميـَّـة بين  الشباب فى الفئة العُمريــة (18 ــ 29 سنة) 16% من إجمــالى الشبــاب (13,5% ذكور، و18,5% إناث)، وبلغت نسبة الشباب الذين لم يلتحقوا بالتعليم من إجمإلى الشباب 16,7% (14,2% ذكور، و19,3 % إناث)، فضلاً عن شيوع مناهج الحفظ والتلقين في المناهج التعليمية، وغياب مهارات التفكير الحر النقدي، الذي تُبنى عليه مجتمعات العلم والمعرفة والمواطنة والتعددية الفكرية والثقافية الحديثة.

ــ تدنِّي مستويات التعليم، منذ مراحل ما قبل التعليم الأولي، وحتى الجامعي وما بعدها، وَتَوَزُّعه ما بين تعليم مدني وديني، وانتشار أنواع هجينة من التعليم الخاص: (أمريكية، وبريطانية، وفرنسية، وألمانية، وكندية، وروسية ويابانية وصينية، ... إلخ)، وتراجع فرص ممارسة الأنشطة الطلابية، التي كانت تصقل شخصية الطالب وترفع مستوى وعيه وقدراته: المعسكرات، الأنشطة الثقافية والرياضية والفنية، الرحلات.. وخلافه، وبما يُكَرِّسُ عزلة قطاع مُهم، من الأطفال والفتية والشباب الطُلَّاب، في سن البناء الفكري والتكوين النفسي، عن مقومات الوعي بالوطن وقضاياه، ويُيَسِّرُ فرص وقوعها أسيرة التأثر الكبير بثقافة مُجتمع بديل، وأهم المظاهر السلبية لهذا النوع الهجين من التعليم، يتجسَّد في التخلِّي عن التقاليد الراسخة التي كانت تستهدف تدعيم الوعي الوطني، وقيَّم الانتماء والمواطنة، كاستخدام اللغة الأم، اللغة العربية في المناهج والتدريس، وطابور الصباح، وتحية العلم، وإنشاد الأناشيد الوطنية، وغيرها من الأنشطة التي كانت تلعب دوراً رائداً في "دمج" مجموع الطلاب في "كلٍ" شعوري واحد.

 ــ تدهور أحوال الثقافة والإبداع في المجتمع، والعجز عن تقديم مُخرجات ثقافية رفيعة ومُقنعة، ترفع مستوى المعرفة والوعي لدى الأجيال الجديدة، وافتقاد جانب من أدوات التواصل والإعلام للكفاءة والمهنية الواجبة، التي تقنع الشباب وتنال ثقته، وتجعله قادراً على الرفض الموضوعي للحملات الخارجية الموجَّهة.

ــ الأزمة الاقتصادية، وتفشِّي البطالة، وصعوبات توفير أسباب الاستقرار الاقتصادي وتكوين أسرة في ظل الأوضاع الراهنة.

ــ التراجع الفكري العام في المجتمع، بتأثير التيارات الدينية المُتعصبة والمُتطرّفة، وانتشار القيم المُتَخَلَّفة والمفاهيم البالية التي تُخاصم المنطق السليم، وتروّج للخرافة، وتنشر العداء للعقل وللعلم، وتعارض التقُّدم، وتحول دون تغلغل الوعي الصحيح في التربة المصرية.

ــ الهجمة الضارية للاتجاه الجارف في فكر العولمة، و الذي يخترق الحدود، ويمحق الشخصية الوطنية وثقافتها، ويُروِّجُ لهوية كوكبية بلا ملامح، وشيوع ثقافة الاستهلاك والتسليع، وقيم النيوليبرالية التي تُركِّزُ على العوائد المادية، والمكسب، والربح، على حساب المعرفة والوعي، والمصالح العليا للبلاد، والدولة الوطنية.

ــ طبيعة الثورة المعلوماتية والتكنولوجية، التي قدَّمت أشكالاً عديدة، سهلة ومتيسرة، من مصادر التواصل الاجتماعي والتفاعل الإعلامي، كأجهزة التليفون المحمول الحديثة، وأجهزة الكمبيوتر النقّالة، "اللاب توب"، وغيرها، وسوء استخدام البعض  لهذه الأدوات، الذى أدى إلى استنزاف هائل لوقت وجهد قطاع واسع من الشباب، في "الدردشة" الفارغة، والألعاب ""Games، والأغاني، وأفلام الإثارة والآكشن، دون أي مردود إيجابي، باتجاه تعميق الوعي وتوسيع أفق المعرفة الإنسانية، والفهم للكون والإدراك لقوانين الوجود ومقومات الحياة.

 

شباب "الثورة الصناعية الرابعة"

   إن شباب أي أمة هو مُستقبلها، وعُدتها لاقتحام بوابات العالم الجديد الذي يتشكل بسرعة فائقة، والخصومة مع هذا القطاع الحيوى في المجتمع، خاسرةً على كل المستويات، والرسائل السياسة والإعلامية المُرسلة إلى هذا القطاع على درجة كبيرة من الأهمية في بناء فكره وتطوير وعيه وتكوين قناعاته، وتمتُّع مصادر هذه الرسائل بالمصداقية والحِرَفيَّة أمر لازم لنجاحها في مهمتها، فإقناع هذه الأجيال، في واقع العالم الجديد، ونحن نلج بوابات الثورة الصناعية الرابعة، وعصور الذكاء الصناعي، والروبوتات والإنترنت فائق السرعة، .. إلخ، ليس بالأمر اليسير، ومحاولة "ترويضها" أو "كسر عينها"، كما يتصور البعض، كضرورة لفرض الأمر الواقع، بمفاهيمه البالية وأفكاره العقيمة، عليها، وهم ولغو باطل، فهذه الأجيال، بما تملكه من مفاتيح للتعامل النشط مع وسائط التكنولوجيا الحديثة، قادرة على "هجر" هذا الوضع بالكامل، وتجاهل كل محاولاته للتأثير عليها، والحصول على "المعلومة"، حتى لوكانت "ملغومة"، من مصادر خارجية متنوعة لا يمكن السيطرة عليها، أو على نوازعها وأهدافها.

 

أزمة "العزوف" وصعود الشعبويات الفاشية

أجمع الخبراء أن المناخ السياسي العام في أي مجتمع، ومضمون وخصائص التنشئة السياسية لأجياله الجديدة، وكفاءة المؤسسات التربوية والتثقيفية التي تؤثر في مستوى الوعى العام للمجتمع عامةً وللشباب على وجه الخصوص، بما تقدمه من "حوافز" لاجتذابه إلى ساحة المُشاركة الواعية، تؤثر بشكلٍ حاسم في تكون وعي الأجيال الشابة وتوجيه بوصلته؛ وتعود أهمية هذا العنصر الأخير، إلى أن الفشل في إنجازه، يُحدث شرخاً في العلاقة بين الطرفين: الأجيال الجديدة من الناشئة والشباب، والمجتمع بكافة مؤسساته وفي مُقدمتها المؤسسة السياسية، ويُشيع الاغتراب في نفوس قطاعات كبيرة من الشباب بسبب الإحباطات المتوالية، والشعور بالانفصال عن المجتمع، و"العزلة" عن الوسط المحيط، بهمومه وقضاياه، وقد لفتت أنظار علماء السياسة والاجتماع في العالم أجمع، ملامح هذه الأزمة، ووضعوا أيديهم على ظاهرة بارزة، تكاد تكون عامة، هي ظاهرة "عزوف" فئات واسعة من المواطنين، وبالذات من الشباب، عن المُشاركة في الحياة العامة والسياسية الراهنة، وفقدانهم الثقة في المؤسسات التمثيلية السياسية القائمة: الأحزاب والبرلمانات وهيئات الحُكم وأدوات الإعلام الرسمي وخلافه، ولجوئهم إلى "التصويت العقابي" للتعبير عن غضبهم على الواقع السياسي والاقتصادي لبلدانهم.

   وربما يعود هذا المسلك الجماعي، إلى بصيرةٍ يقظة، (أثبتت صحتها مسلكيات الرئيس الأمريكي "ترامب" في مواجهة ظروف جائحة "كورونا المُستجد، على سبيل المثال)، الأمر الذي جعل جموع الشباب تُدرك عقم كل هذه النُظم والمؤسسات في أغلب هذه البلدان، وعجزها عن أن تمثل آراءهم وتطلعاتهم وطموحاتهم وأحلامهم، وخواءها الواقعي من المضمون، وتحوُّلها، في الأغلب الأعم، إلى "جماعات مصالح" تلعب بأمن واستقرار الدول والشعوب، وتستهدف تسخير هذه المؤسسات لخدمة مصالحها الاحتكارية الخاصة في المقام الأول.

   ومن المؤسف أن هذه الأوضاع، قادت، وتقود، بشكلٍ حثيث، إلى صعود الحركات اليمينية المتطرفة، والأفكار الشعبوية، والأناركية، وبما أصبح يُهدد بالفعل أمن واستقرار العالم في المستقبل المنظور، وهو ما يعكس من طرفٍ آخر، أزمة الوعي لدى قطاعات هائلة من شباب العالم (المُتَقَدِّم !)، حين يدفعهم "الضجر" من الواقع، لا إلى النضال الواعي لتغييره إلى الأصح والأفضل، وإنما إلى استدعاء رموز التطرُّف والعنف والعنصرية ، لكي يتقدموا ـ في ظل الأزمة الرأسمالية المُستحكمة ـ إلى سُدة الحكم، ولكي يقودون العالم، مُجدداً إلى سياسات "حافة الهاوية"، وربما إلى آفاق أخطر، تستدعي من الذاكرة ملابسات صعود النازية والفاشية في ثلاثينيات القرن الماضى.

 

 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة