لا يمكن إغفال دور التعليم الجامعى فى تكوين الوعى الحقيقي للشباب فمعنى وصول الطالب إلى المرحلة الجامعية هو يعنى وصوله إلى أخطر مراحله العمرية التى إذا لم تلق عناية واهتماما خاصا من الأسرة والجامعة قد نلقى بشبابنا فى أحضان الأفكار المتطرفة والوعى الزائف الذى قد يدمر حياتهم، ويتسببوا فى تدمير أوطانهم فهم الهدف لأى منظمات أو جماعات تسعى إلى التخريب وخلق قوى أهل الشر من الشباب.
ولم تغفل جامعاتنا المصرية أعينها عن الطالب فى تلك المرحلة ولعل أبرز ما قدمته جامعة القاهرة -أعرق جامعات مصر والعالم- هو تقديم الدعم لـجهود الدولة من خلال كل أنشطتها الثقافية والفنية من تطبيق نصوص وثيقة الجامعة للتنوير التى تحدد هوية الجامعة ومساراتها الفكرية التوعوية للتصدى لكل فكر يحارب الشباب ويستقطبهم نحو الطريق الخاطئ فكانت العقلانية والحرية، وحق الاختلاف وتنوع الفكر الخلاق فى إطار مسيرة الدولة الوطنية لتحديد مفهوم التنوير من منظور عقلانى نقدى، دون حجر أو وصاية على الفكر مع الانفتاح على تجارب التنوير الأخرى، والتيارات العالمية من خلال تأكيد هوية مصر المستنيرة القائمة على قيم التعايش وقبول الآخر.
ومن أهم ما يجب أن تقدمه الجامعات المصرية لطلابها هو ما فعلته جامعة القاهرة خلال أنشطتها الثقافية من عدم التمييز على أساس دينى أو مذهبى أو عرقى أو اجتماعى أو سياسى أو غيره من أسس التمييز التى تتعارض مع فكرة المواطنة والسلام الاجتماعى والفكر الديمقراطى القادر على إدارة الاختلاف والتنوع بعيدا عن التطرف والإرهاب، والتى يتم من خلالها اكتشاف المواهب، وفتح المسارات البحثية والإبداعية للطلاب لاستدعاء الوعى وترسيخ رموز المواطنة فى سياق الفكر التنويرى الهادف.
ولن يتحقق ذلك إلا بتوجيه طرائق التدريس وأساليب التقييم عبر الاتجاهات الجديدة القائمة على إعلاء قيم التفكير والنقد والاكتشاف والتحليل والمساءلة والمراجعة وطرح الآراء الجديدة فى سياق التفكير الإبداعى الخلاق.
وقد حرصت أسرة جامعة القاهرة على تحقيق ما ورد فى بنود وثيقة التنوير الصادرة مع بداية عام 2018، والتى نالت حظا وافرًا فى مطبوعات الجامعة، حيث شغلت حيزا من مطبوعاتها التي تجاوزت عشرين كتابًا.
الكتاب الأول: حول بحوث الفائزين فى مسابقة (اقرأ) البحثية فى جزأين: الأول حول بحوث مسار الطلاب، والثانى حول بحوث هيئة التدريس من خلال قراءات نقدية حول بعض الدراسات التنويرية غلى غرار مستقبل الثقافة فى مصر لطه حسين وتجديد الفكر العربى لزكى نجيب محمود، والأدب الجاهلى لطه حسين، والتفكير فريضة إسلامية للعقاد، ورواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ وغيرها من الدراسات النقدية والأدبية والفكرية لدى جيل الرواد.
الكتاب الثانى: حول دور الجامعة فى نشر الثقافة والتنوير من خلال فعاليات وبرامج النشاط الثقافى والفنى، بدءا من التثقيف الوطنى السنوى حول انتصارات حرب أكتوبر وتحديات الأمن القومى العربى.
الكتب: (3-4-5) : حول مشروع تطوير العقل المصرى بأجزائه الثلاثة التى تضمن الأول منها: مفهوم تطوير العقل وبناء الإنسان المصرى، ودور الإعلام فى تأصيل المفهوم وتداعياته، ونضج الوعى، ومصادر المعرفة، وتطوير الفكر الشبابى، وتحليل دور المجتمع المدنى فى مواجهة التطرف.
وقد دارت أنشطة الجزء الثانى من كتاب تطوير العقل المصرى حول: أسس مشروع تغيير طرق التفكير، ومناقشة ثقافات التآمر والتبرير. وآليات تأسيس نهضة المجتمع المصرى من خلال جهود الدولة الوطنية، ودعم ثقافة المشاركة وطرق ربط الإعلام بالخطط التنموية.
ثم دار الجزء الثالث من هذا الكتاب حول تشخيص الداء مدخلا أساسيا لتطوير العقل المصرى حول: ثقافة التعددية والتنوع، أسس التفكير النقدى، برامج ريادة الأعمال، مداخل تجديد العقل العربى، ورسائل الإعلام الوطنى.
الكتب: (6-7-8) : حول التفكير النقدى: أسسه وتنمية مهاراته بإشراف أ.د.رئيس الجامعة، وإعداد ومراجعة نخبة من أساتذة الجامعة وباحثيها، وهو متطلب جامع لطلاب كليات جامعة القاهرة ومعاهدها، وتدور فصوله وأبوابه حول: التفكير النقدى: الأسس – المبادئ – توجهات دراسته- تعلمه ثم موقعه بين أنماط التفكير الإنسانى وخصائصه ومستوياته – أهمية التفكير الفعال ومؤشراته ومتطلباته، وتنمية مهاراته ومقارنته بالتفكير غير النقدى.
الحل النقدى للمشكلات كإحدى صور التفكير النقدى، ومبادئ التحليل المنهجى، والنقد الفعَّال.
التفكير النقدى ومواجهة الأساليب الخطابية والإعلامية والدعائية، مع تحليل عقبات التفكير النقدى، وسبل تصحيح المغالطات وتقييم الحجج، ومواجهة أساليب الدعاية والإعلان من خلال ضبط مسيرة الإعلام الوطنى.
وقد تُرجم الكتاب إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية تلبية لاحتياجات طلاب الساعات المعتمدة، وبرامج اللغات.
وورد في محتوى نفس الكتاب ما تم من إعلان مسابقة التفكير النقدى بعد توقف الدراسة حيث استمرت لجان التحكيم في فحص إنتاج المتقدمين للمسابقة من طلاب الجامعات المصرية وأعضاء هيئة التدريس والخريجين إلى دعم إعلان نتائجها.
ومثل ذلك حدث مع مسابقة تلاوة القرآن الكريم التي تم الإعلان عنها online خلال شهر رمضان الماضى، وتم تحكيم الفيديوهات التي وردت من المتسابقين بالعرض على لجان التحكيم من داخل جامعة القاهرة، ومن وزارة الأوقاف وكبار شيوخ تلاوة القرآن الكريم.
الكتب رقم (9- 10- 11) : كتاب ريادة الأعمال بإشراف أ.د. محمد الخشت رئيس الجامعة، وإعداد وتحرير ومراجعة نخبة من أساتذة الجامعة وباحثيها، وقد تم اعتماده بمجلس جامعة القاهرة كمطلب جامع لطلاب كليات الجامعة ومعاهدها على اختلاف تخصصاتهم العلمية الدقيقة، ويتناول الكتاب المفاهيم الأساسية لريادة الأعمال، والفرق بينها وبين المشروعات الصغيرة مع تصحيح المعتقدات الخاطئة حول المشروعات، وأهمية علم ريادة الأعمال مع تدريبات وأسئلة تطبيقية على كل فصل من فصول الكتاب التي تدور حول: ريادة الأعمال من حيث الخصائص والقدرات المميزة له، وأهمية المشروع الريادى لصاحبه، ثم أنواع الأعمال الريادية الصغيرة وأساليب إنشائها.
الكتاب رقم 12: كتاب النشاط الثقافي للعام الجامعى 2019/2020 والذى تم التركيز فيه على برامج العمل الثقافي خلال الفصل الدراسى الأول وبدايات الفصل الثانى حتى تعليق الدراسة بسبب جائحة كورونا، الذى شهد العديد من الندوات الثقافية والسياسية.
كتاب رقم 13: تم طبع دليل كوورنا للمنشآت الصحية تحت رعاية أ.د. رئيس الجامعة، وإشراف أ.د. عميد كلية الطب، وإعداد أ.د. مدير وحدة مكافحة العدوى بقصر العينى متضمنا التوصيات الخاصة بالوقاية من العدوى، ومكافحتها للعاملين في الرعاية الصحية خلال جائحة مرض التاجية لعام 2019، ويدور حول الممارسات الموصى بها للوقاية من العدوى ومكافحتها.
الكتاب رقم 14 : دليل جامعة القاهرة حول الدعم والإرشاد النفسى للعاملين والدراسين في مواجهة الاستمرار المحتمل لأزمة كورونا (التفاؤل – الأمل – الرجاء).
كتاب رقم 15 : دليل جامعة القاهرة حول الدعم والإرشاد النفسى لطلاب وطالبات الفرق النهائية، ويدور حول تعديل الأفكار السلبية والتحيزات، ومواجهة قلق الامتحان، وعادات الاستذكار الفعال، وتنظيم الانفعالات.
كتاب رقم 16 : كما صدر كتاب تحليل آثار فيروس كورونا المستجد على الاقتصاد المصرى والسياسات المقترحة للتعامل مع تداعياته.
وتناول الكتاب سلوك فيروس كورونا، وجهود قطاع الصحة لمواجهته، ثم دراسة تداعياته على مستوى الاقتصاد الكلى في مصر، والقطاعات التي تأثرت بالتزامن مع بداية فيروس كورونا المستجد، والقطاعات الداعمة لاحتواء أزمة الفيروس.
كتاب رقم 17 : كتاب إدمان الإنترنت (دليل للتقييم والعلاج) تحرير كيمبرلى اس يونج – كريستيانو نابوكو دى أبريو، ترجمة د. معتز سيد عبدالله، د. الحسين عبدالمنعم، حيث نشر الكتاب بمطبعة جامعة القاهرة مترجما تحت رعاية أ.د. رئيس الجامعة، وتدور موضوعاته حول فهم سلوك الإنترنت والإدمان، والتفاعل الاجتماعى عبر الإنترنت، والرفاهية النفسية.
أما الكتب (18-19-20-21- 22) : هذه الكتب الخمسة صدرت عن مفوضية جامعة القاهرة للنهوض باللغة العربية، والتي تم تشكيلها بقرار مجلس الجامعة في ختام عام 2019 وبدأت أعمالها الفعلية.
أُنشئت المفوضية برئاسة أ.د. رئيس الجامعة الذى أصدر الكتاب الأول من مطبوعات المفوضية وهو رقم 18 تحت عنوان (المدخل التأسيسى لمفوضية الجامعة للنهوض باللغة العربية) ويدور حول طبيعة مباردة الجامعة ومقاصدها من تأسيس المفوضية، ثم كشف العلاقة الطردية بين تطوير العقل وتطوير اللغة، ثم تحليل أسباب فشل محاولات تطوير اللغة العربية، مع عرض سبل محاولة نقل العربية نحو الحاضر، ثم تصوير الأمل في صناعة نسختنا الجديدة من اللغة العربية.
ويدور الكتاب الثانى رقم 19 في سلسلة مطبوعات جامعة القاهرة من المفوضية حول: أسس تحرير الكتابة العربية المعاصرة، وحول تبسيط قواعد اللغة والنحو بين الإعراب والبناء وسبل تصحيح الأخطاء الشائعة في المكاتبات اليومية، ومشروع الكفاءة اللغوية، ودور الجامعة في تحديث الوثيقة القومية المطورة لمناهج اللغة العربية، ومشروع المعمل اللغوى.
الكتاب رقم 20 : كتاب التفكير العصرى في أزمة اللغة والهوية تقديم ورعاية أ.د.رئيس الجامعة، وإعداد أقدم أعضاء المفوضية أ.د. أحمد درويش، ويدور حول اللغة والهوية، وتحديد أبعاد المشكلة اللغوية، مع دراسة نماذج من عصور العربية المختلفة لأبى حيان التوحيدى، والجبرتى، وصلاح منتصر، ورجاء النقاش، وفاروق شوشة، وأحمد رجب، وأنيس منصور وغيرهم.
الكتاب رقم 21 بعنوان : استراتيجية عمل مفوضية جامعة القاهرة للنهوض باللغة العربية تحت رعاية وتقديم أ.د. رئيس الجامعة، وإعداد فريق من الأعضاء المؤسسين للمفوضية، والذين دارت بحوثهم حول محاولة الإجابة عن السؤال الحائر: ماذا قدم أهل العربية للغتهم؟ وما المطلوب منهم الآن لمقرر المفوضية؟ ثم دراسة د. أحمد فؤاد باشا حول مشروع الكفاءة اللغوية العربية للمعلمين تحدثا وكتابة، ثم دراسة د. جمال الشاذلى حول العربية ومكانتها بين اللغات السامية، ثم دراسة د. معتز سيد عبدالله حول سبل الارتقاء باللغة العربية معرفيا ونفسيا وتربويا، ثم البحث المقدم من د. محمود علم الدين حول أهمية إتقان العربية في كل أشكال الكتابة الصحفية.
الكتاب رقم 22 : صدر بمطبعة الجامعة تحت عنوان رؤية جامعة القاهرة في مشروع الكفاءة اللغوية العربية من خلال إعداد بدايات بنك أسئلة استرشادى ومبدئى، حول الاختيار من متعدد والقراءات النصية والفهم من خلال عدة نصوص منتقاة، وليظل هذا الجزء مفتوحاً أمام مشاركات متجددة وإسهامات أخرى من أهل الخبرة والاختصاص.
وبناء على استعراض سلسلة مطبوعات جامعة القاهرة التي تعد وثائق تضاف إلى وثيقة التنوير الصادرة منذ ثلاث سنوات، وكأنها جاءت تطبيقات عملية لنصوص الوثيقة، وغرس قيم الحضارة والتقدم التي احتواها الكتاب رقم (23) من سلسلة مطبوعات جامعة القاهرة شاملا استعراض أهمية القيم الحضارية في الإسلام من نشر قيم الوسطية والاعتدال وصور الأمن الفكرى، والتعامل مع الإسلاموفوبيا الذى يهدد فكر ووعى شبابنا.