إنها الشائعات المسمومة..
هذا ما يلح على خاطري –
دائماً – عندما أطالع ما ضمنه شاعر المقاومة الفلسطينية محمود درويش إحدى قصائده،
في قوله:
"وأبي قال مرة:
الذي ما له وطن، ما له في
الثرى ضريح.. ونهاني عن السفر".
وأتساءل عن حجم الزيف والخداع
والشائعات المغرضة التي تُبث للأسف من مصريين من الخارج، هؤلاء أغلبهم صدرت ضدهم
أحكام قضائية، أو يبحثون عن زعامات تحت رايات دول تنفث العداء لمصر سموماً لا تجد
صدى – غالباً – إلا لدى بعض الخلايا النائمة لهؤلاء، أو لدى بعض شباب ليست لديه
خبرة أو حنكة سياسية أو – على الأقل – معرفة بالإنجازات غير المسبوقة لمصر
والمتمثلة في عشرات المشروعات الحياتية، في مقدمتها ما يلي:
حماية حدودنا من الاتجاهات
جميعها.
تجديد البنية التحتية التي
هرمت منذ عشرات السنين (مياه/ كهرباء/ طرق...إلخ).
ريادة مصر في القضاء على
فيروس (C) الذى ظل ينهش أكباد
المصريين بفعل البلهارسيا "وحقن الطرطير" أزماناً طويلة كثرت فيها أعداد
من قضى عليهم هذا الفيروس؛ حيث كان المصاب يشار إليه بـ "المكبود" نسبة
إلى فشل الكبد.. وتصدير التجربة المصرية في القضاء على الفيروس إلى الخارج وتكفل
مصر بعلاج مليون إفريقي من هذا الداء الفتاك.
عشرات المشروعات لصالح
الطبقات الفقيرة؛ منها: إقامة مدن سكنية كاملة بديلة للعشوائيات، وتصريح السيد
الرئيس السيسي بأن توفر الدولة شقة لكل من يطلبها، و.. و... و...
إن الشائعات المضادة التي
تستهدف مصر؛ وبخاصة الشباب؛ لا تتوقف عبر قنوات مسمومة موجهة إلى المصريين، أو عبر
تفسيرات مغلوطة تبثها هذه القنوات عن بعض أحداث فردية أمام القضاء المصري الشامخ،
أو حتى عبر سفارات أجنبية تصدر؛ أحياناً؛ نشرات تنتقد فيها بعض التقارير الحقوقية
المصرية مشيرة إلى ما تسميه بحرية التجمع والتوجه السياسي (في إشارة إلى جماعة
الإخوان) متناسية أن هذه الجماعة ظلت تحظى برعاية رؤساء مصر السابقين حتى لفظهم
المجتمع المصري من الحياة السياسية منذ توليهم الحكم في عام (2012) نتيجة دعوتهم
للعنف والفرقة بين جميع المصريين (المسلمون/ الأقباط).
لقد أصبح الإعلام القديم
وتطبيقات الإعلام الجديد (شبكات التواصل الاجتماعي) أدوات في نشر أكاذيب ومغالطات لهؤلاء
يمطرنا بها الفضاء الإلكتروني على مدى ساعات الليل والنهار.
ذات مرة - في ساعة متأخرة من
الليل - رن التليفون.
سألت: من؟!!
أخبرني؛ بعد وصلة تبجيل؛ أنه
مذيع بإحدى الفضائيات..
سألته عن هوية القناة
ومكانها.. رد على استيحاء:
تركيا.
صرخت فيه:
اقفل..
وعدت أسأل نفسي عن هذه
الشائعات والدعاية السوداء غير العقلانية التي تتوجه؛ في كلام منمق؛ إلى الشباب
بصفة خاصة لإثارة مشاعرهم تجاه بلادنا العزيزة مصر.
ســواد في ســواد:
إنهم يطلقون دعاياتهم
السوداء، متخذين من جزء من إجراء تتخذه الدولة لصالح المصريين لتضيف إيه الكثير
والكثير كذباً، وتأويلاً أسودا ومعلومات غير صحيحة، وتحريفاً، وزيفاً، وذلك كله
يهدف إلى التالي:
زعزعة الثقة في النظام المصري
الحالي الذى نجح في استعادة مكانة مصر في إفريقيا وفي العالم.
التأثير في معنويات بعض
المصريين، وهز ثقتهم في قواتهم المسلحة التي أصبح الشعب كله يلتف حولها ابتداءً من
قائدها الأعلى ووصولاً إلى أصغر واحد مجند يؤدي بشرف خدمته العسكرية، ويجود الكثير
من هؤلاء الأبناء والإخوة بدمائهم دفاعاً عن كل حبة رمل مصرية.
الحلم بتنفيذ أجندة مطلقي هذه
الشائعات بعودة الإخوان لتولي الحكم مرة ثانية بعد لفظهم (رغم أنف المصريين)!!
مواصلة استخدام الإعلام
وتطبيقات منصات التواصل الاجتماعي في الحرب النفسية ضد الشباب المصري، ومحاولة
استقطابه وتغيير سلوكه "الوطني" بخفض الروح المعنوية لهؤلاء الشباب
واتخاذهم طابوراً خامساً لهم داخل مصر وبعض مؤسساتهم.
إشاعة البلبلة والتشكك في
منجزات الدولة وخلق حالة من الاستياء والغضب ضد المشروعات (العملاقة) التي تقوم
بها الدولة.
استخدامات مدمرة:
لقد أصبحت القنوات التي توجه
إلى مصر من الخارج؛ وبخاصة من تركيا؛ تقدم أكاذيب مغرضة جندت لها فارين من مصر،
وهذه القنوات أصبحت لا تستهوى سوى "خلايا نائمة" أما الجمهور العادي فإنه
سرعان ما يضغط على مفتاح ريموت كنترول متنهداً في عمق ومتسائلاً:
هل حقيقي هؤلاء مصريون؟ ومن
الذى يغذيهم ببعض لقطات مفبركة توظف في غير مكانها ولا توضح حقيقتها؟
وأين هى تلك المظاهرات
(المكررة) التي ما تزال تهتف ضد النظام الحالي الذى أيده المصريون بكافة فئاتهم؟
ولماذا هى غير موجودة سوى على هذه الشاشات "السوداء"؟!!
أما تطبيقات "السوشيال
ميديا" فهذا الإعلام الوافد المضلل يستخدمها بكثرة ويخصص جحافل تزور الكثير
والكثير على الوسائط المتعددة؛ ابتداءً من البريد الإلكتروني، والرسائل النصية SMS والوسائط، والصور
المفبركة، وملفات الفيديو التي تختلق قصصاً ملفقة وتبثها على أن ذلك يحدث في مصر.
إن إعلامنا "الداخلي/
والخارجي" مطالب بأن يضع استراتيجية تكشف زيف وخداع ما يستهدف بلادنا من
إعلام مضلل، وليس أن يكون مجرد رد فعل لدحض أكاذيب هذا الإعلام المضلل.
فاصلــة:
رجاء خاص للسادة: الأساتذة:
أسامة هيكل وزير الإعلام، وكرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وحسين زين
رئيس الهيئة الوطنية للإعلام؛ بإيقاف الفقرة التوعوية في التليفزيون المصري عن
أضرار وأكاذيب الإخوان، فما يقدم فيها من الممكن أن يقتنع به ويستشهد به بعض
الشباب ممن ليست لديهم خبرة أو حنكة سياسية.. أوقفوا هذه الفقرة فوراً لأنها
مسممة.