كان عام ٢٠١٣ عاماً شهد اضطرابات كثيرة فى انحاء البلد وكان كل يوم هناك تظاهرات واحتجاجات بالملايين حتى كان يوم ٣٠ يونيو ٢٠١٣ كأنه يوم الحشر حيث خرج المصريين اعتراضاً على رئيساً يطلبوا خلعه لأنهم اكتشفوا أنه كان يعمل لصالح جماعته الخاصة وهى فئة ممن ارتدوا ثوب الإسلام ليحكموا به البلاد والعباد.
فلما خلع المصريون هذا الرئيس بعد عام واحد فقط من حكمه وتم عزله جاءت جماعته لتأخذ من ميدان النهضة الذى يتوسط المكان بين حم جامعة القاهرة وقبلتها الشهيرة وبين كلية المهندسخانة أول مدرسة حديثة فى مصر وللمفارقة كان رئيسهم أحد طلابها وتخرج منها رغم تعثره دراسياً فى بعض السنوات ورسوبه فى بعض المواد!
وفى صباح يوم الرابع عشر من أغسطس عام ٢٠١٣ ومع أوائل نور الصباح كانت الشرطة المصرية قد دخلت إلى اعتصام الجامعة وفضت أنصار الرئيس المزعوم بعد أن آثار والفتن والرعب فى منطقة الجامعة ومع نهاية اليوم وحلول المساء ثبت حريق ضخم فى مدرسة المهندسخانة حتى تصور الخلق أنه يوم القيامة فجاءت سيارات الاطفاء والنساء والرجال من الشوارع يطفئوا هذه النيران المشتعلة التى وصفها محافظ الأقليم الجيزة د. على عبدالرحمن وكان مدير المهندسخان بأن قلبه كان ينزلع وهو يشاهد النيران وسارع مدير الجامعة د. جابر نصار وأساتذة الكلية وطلابها لإنقاذ علمهم وصرح تعليمهم .
ومع شروق شمس يوم ١٥ من اغسطس من نفس العام، كانت الجهود قد أفلحت فى إطفاء حريق مبنى الإدارة بالمهندسخانة.
وفى صباح اليوم التالى عندما نشرت الوكالات العالمية النبأ وصور الحادث المفجع لدار علمية.
سارع أمير متعلم ومثقف من أمراء العرب وهو الشيخ سلطان القاسمى أمير الشارقة بتدبير الأموال اللازمة وسرعة تحويلها إلى جامعته القاهرة التى تعلم بالمبنى المجاور للمهندسخانة.
لتعيد للمبنى التاريخى جماله وبهاءه وعمله وليكتب فى التاريخ أن تتار العصر الحديث أحرقوا دوراً للعلم.
ولكن بفضل الله فى يوم الأربعاد الموافق الثالث عشر من الشهر الخامس لعام ٢٠١٥ أنتهى ترميم المهندسخانة وحضر سمو الشيخ سلطان القاسمى حفل استحضار ورجوع المهندسخانة إلى عملها.
هكذا اتوقع أن يقول الجبرتى عن حريق الهندسة عام ٢٠١٣ من تتار العصر الحديث وبعد مائتى عام من تأسيس المهندسخانة.