الهندسة أو المهندسخانة ومائتا عاماً في مصر ليس معناه فقط الاحتفال بهندسة القاهرة وإنما هو احتفال بمصر كلها ولدخولها عصر المعرفة والقوة العلمية والنهضة ويحق لنا أن نفتخر بالريادة وما قدمته الهندسة للمنطقة بأكملها بل ولأفريقيا أيضاً حتي امتدت إلي حوض النيل أي أنه احتفال للمهندسين المصريين جميعاً وبفضل دخول الهندسة مصر عن طريق الوالي محمد علي أصبح لمصر أيضاً القوة في الهندسة وليس المدنية فقط.
هكذا قال المهندس طارق النبراوي نقيب المهندسين المصريين... بداية الحوار
• سيادتك خريج عين شمس فهل يا كنتم تشعرون بالفارق بين القاهرة وعين شمس
- نعم أنا خريج هندسة عين شمس، وهو الابن الأوسط لهندسة القاهرة بعد الأكبر هندسة الإسكندرية في الأربعينيات ثم عين شمس ثم الأصغر أسيوط وكل ذلك خلال حقبة لم تتعد عشر سنوات لهذه الكليات التي خرجت من رحم الأم المهندسخانة ورغم التنافس الشديد بين عين شمس والقاهرة علي الجودة ومستوي الطلاب وهو تنافس محمود يبغي أن طلاب عين شمس أيضاً يشعروا بالانتماء أيضاً لهندسة القاهرة لأن الأساتذة المؤسسين للكلية وقد عاصرنا أغلبيتهم كانوا خريجي هندسة القاهرة وبالتالي تستطيع أن تقول أننا دم واحد.
• بل المهم أيضاً في دور كلية الهندسة أنها كانت صاحبة المبادرة في إنشاء صرح عظيم لمصر هو كلية الفنية العسكرية أو الهندسة العسكرية، ولولا جودة الأصل والتعليم الهندسي بها لما كانت جودة التعليم الهندسي والعسكري بالكلية وهنا يجب أن نذكر دور الفريق محمد سليم مؤسس القبة العسكرية الذي أصر أن تقوم الكلية الأسسي العلمية والعسكرية الصحيحة، فأصر أولاً علي توفير الأساتذة والخبراء الأكفاء للكلية حتي من الأجانب وتحديداً من دولة التشيك وأصر علي توفير المعامل والأجهزة وإرسال البعثات إلي الخارج حتي وصل إلي الاكتفاء الذاتي من الأساتذة والتي أصبحت تعتمد عليهم الكلية الآن، فهذا الصرح العسكري والهندسي مازال له دور ملحوظ في اليوم، وتقوم بأدوار عظيمة في بناء الوطن والعسكرية المصرية.
• كيف تري أوضاع مهنة الهندسة في الواقع الآن؟
- بوضوح شديد مازالت الجامعات الحكومية لها الريادة في تخريج مستوي أفضل من المهندسين وهؤلاء هم الذين يخطفهم سوق العمل وبالذات من الكليات الكبيرة، والقاهرة وعين شمس والإسكندرية وأسيوط وانضم إليهم الآن شبرا وحلوان والمنيا والمنوفية.
ولكن المشاكل تجدها في ضعف التدريب العملي للخريج حتي أصبحت مشكلة التدريب كأنها مشكلة مزمنة في نظام الدراسة بالهندسة.
ونحن حالياً تحاول كنقابة أن تساهم في تطوير هذا الجانب بتوفير جانب عملي أو تدريب خاصة للخريجين الجدد وخلال الأيام القادم سوف تفتح أكبر مركز لتدريب المهندس وعقد ورش العمل لهم لثقل معارفهم وتطويرهم حتي يجدوا فرص عمل جيدة، لأن مازالت فرص العمل المتاحة قليلة ولا تكفي عدد المهندسين بل نستطيع أن نقول أن هناك نوع من الانتفاء في توفير فرص العمل، مثل البترول والكهرباء وغيرها من وظائف الفئة الأولى كما نطلق عليها، يضاف إلى ذلك عدم وجود كادر مهنى للمهندسين وهو ما إن فتح مشاكل مهنية فى قضية الأجور بل وصلت إلى عدم تقاضى البعض للأجور هم خاصة وأن أعداد المهندسين أصبحت كيرة لغاية.
• كم يبلغ عدد المهندسين الآن وما هى تصنيفاتهم العمرية؟
- عدد أعضاء النقابة وصل الآن إلى ٦٩٠ ألف عضو نقابة والأغلبية منهم من جيل الوسط ولكن خلال سنوات قليلة سوف تكون الأغلبية لجيل الشباب.
• هذا العدد الكبير يعنى تفاوت فى المستوى العلمى للخريج؟
- لكى نكون واضحين جداً الجامعات الحكومية وكليات الهندسة بها مازالت هى رقم واحد أما خريجى المعاهد الهندسية وهذه كارثة فى حد ذاتها فالمستوى ضعيف فى كثير من هذه المعاهد، ولكن هؤلاء وبحكم محكمة حصلوا عليه التحقوا بالنقابة وأصبحوا أعضاء بالنقابة ويوجد بالفعل فروق كبيرة بين خريجى المعاهد الهندسية وبين خريجى كليات الهندسة ولدينا عدد غير قليل من هذه المعاهد وهؤلاء يهددوا مستقبل المهنة بالفعل لذلك نحن عقدنا اجتماعات مع وزارة التعليم العالى ومع لجان قطاع التعليم الهندسى بالمجلس الأعلى للجامعات وذلك من أجل تطوير والإشراف على المعاهد الهندسية، بحيث يضم كل عدد من هذه المعاهد إلى أقرب كلية هندسة فى المحافظة التى تقع فى نطاقه بحيث تشرف كلية الهندسة عليه، كما أننا وضعنا شرطاً هاماً الآن فى النقابة بأننا لن نسمح بالدخول والحصول على عضوية النقابة لمن يقل مجموعة عن نسبة ١٠٪ من الدرجات التى وصل إليها قطاع التعليم الهندسى بمكتب التنسيق فى عام التخرج.
• كيف ترى هندسة القاهرة؟
- بدون مجاملة أن مجرد الدخول إلى جمعة القاهرة نفسها وإلى كلية الهندسة هناك أشعر بأننى حصلت على صك الاعتراف وسعادتى غير عادية حينما أقف لألقى كلمة أو بيانات جامعة القاهرة وتحت قبتها. فهذا تاريخ وفخر لكل مصرى وليس الهندسة فقط.